No Result
View All Result
المشاهدات 3
روناهي/ دير الزور ـ
تروي “أحلام العلي” مرارة المعاناة التي واجهتها من مرتزقة داعش في الرقة، لتجسد اليوم قصة الإرادة والصمود، وكمنارة للنساء، وأسرهن في ظل الأزمات.
تُجسد تجربة “أحلام العلي”، امرأة من مدينة دير الزور، مأساة العديد من العائلات السورية في ظل النزاع المستمر، عاشت أحلام في مدينة الرقة، التي اجتاحها مرتزقة داعش في عام 2014، حيث واجهت العديد من التحديات القاسية والمواقف المروعة.
تروي أحلام تفاصيل معاناتها، وهي تعيش مع أطفالها في منزلهم الخاص بالرقة، حيث حاول مرتزقة داعش استغلال وضعهم للاستيلاء على منزلهم بإرسال كتب تطالب بإخلائه، وتصف كيف تعرضت لتهديدات مستمرة بالسجن والإجبار على مغادرة المنزل؛ ما دفعها إلى الإصرار على البقاء فيه، وقررت رفع دعوى قانونية في ديوان المظالم لمرتزقة داعش.
لكن رغم محاولاتها، انتهى بها المطاف في السجن، حيث بدأت معاناتها الحقيقية. وتتذكر بحسرة كيف تم استجوابها قبل أن تُزج في زنزانة، حيث أُبلغت لاحقاً بأنها محكومة بالجلد 75 جلدة. تعبر عن الفزع الذي عانته أثناء تنفيذ العقوبة، حيث كانت تخاف من الصراخ تجنباً لإعادة الجلد من جديد. ومع مرور الوقت، قُصف السجن من الطيران التحالف الدولي؛ ما أدى إلى إخلاء المكان. خلال تلك الأحداث، واجتمعت أحلام بأحد القضاة الذي عرض عليها الخروج إذا وافقت على إخلاء منزلها، وأكدت “فقررت الذهاب إلى مدينة دمشق خوفاً على حياتي وحياة أولادي”.
بعد ذلك، مرت عدة أشهر، وفي عام 2017، بعد تحرير الرقة من مرتزقة داعش من قوات سوريا الديمقراطية، وصل إليها خبر عودة زوجها الذي اختفى لمدة عام كامل في سجن حكومة دمشق، فقررت العودة إلى منزلها الذي عانت من أجله، وزادت: “لكن كانت الصدمة في انتظاري، فقد كان منزلي قد تعرض لدمار كبير جراء القصف. ومع ذلك، تمكنت من ترميمه واستعادة بعض الذكريات”.
اليوم، تعيش أحلام في بلدة الصعوة في الريف الغربي لمقاطعة دير الزور، حيث أصبحت تعمل مع الإدارة الذاتية الديمقراطية التي تهدف إلى إعادة بناء المجتمع. وتعمل كإدارية، مُستخدمةً تجاربها المؤلمة كمنارة للنساء وأسرهن في ظل الأزمات، وشددت أحلام على “بفضل الإدارة الذاتية الديمقراطية، تمكنت من استخدام تجاربي كدافع لتعزيز دور النساء في المجتمع، مما يساهم في بناء بيئة أكثر استقراراً”.
تجسد قصتها قوة الإرادة وتحدي الظروف الصعبة، مُظهرةً أن التحولات الإيجابية ممكنة حتى في أشد الأوقات قسوة.
No Result
View All Result