يقوم العلماء برصد أشكال جديدة لتأثيرات التغير المناخي يومياً على الحياة الطبيعية للكوكب، سواءً كانت أمراضاً بشرية، أو أضراراً بيئية، أو حتى اضطرابات في جريان تيارات مياه المحيطات. ولكن العلماء رصدوا تأثيرين جديدين للتغير المناخي، أحدهما مرتبط بهجرة الطيور السنوية خلال الفصول، والآخر مرتبط بصحة الإنسان.
فقد جاء في دراسةٍ حديثةٍ أجرتها الوكالة الأمريكية للمسح الجيولوجي، أن الطيور الريشية تسافر في شكل أسراب عادةً، ولكن التغير المناخي قد يغير مكان عيشهم. حيث نشرت الوكالة توقعات للتغيرات التي يمكن أن تطرأ على أماكن المساكن الطبيعية لخمسين نوعاً من الطيور بين عامي 2001 و 2075م. وتظهر الخرائط الملونة، والمبنية على ثلاثة نماذج، المناطق التي يحتمل أن تزدهر أو تعاني فيها للطيور.
فعلى سبيل المثال: تبين كثرة النقاط الحمراء على عصفور السافانا) أن هذا الطائر سيعاني من الصعوبات مستقبلاً. بينما قد يوسع طائر صائد الذباب ذو الذيل المقصي من مجاله، عبر امتداده من تمركزه في المناخ الجنوبي إلى الغرب الأوسط.
قد يجد منكري التغيير المناخي أنفسهم في موضع تجاهل في المستقبل. فحتى مع ازدياد انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بشكلٍ مستمر، وجدت دراسة جديدة نشرت في مجلة PLOS ONE””، أن الأعشاب المنتجة للمواد المثيرة للحساسية ستزيد من إنتاج الطلع (حبوب اللقاح) عند ارتفاع مستوى غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو. وعلى الرغم من أن هذه نتيجة منطقية لأن النباتات تقوم باستخدام غاز ثاني أكسيد الكربون في عملية البناء الضوئي، إلا أن هذا الخبر سيكون مقلقاً لحوالي 20% من البشر اللذين يعانون من حساسية الطلع. ووفقاً لجريدة واشنطن بوست، فإن البحاثين يقدرون بأن الزيادة الجوية لغاز ثاني أكسيد الكربون من 400 جزء في المليون إلى 450 جزء في المليون، من الممكن أن تؤدي إلى زيادة بمقدار 25% من إنتاج الطلع والمعاناة لمرضى الحساسية. ولهذا، يبدو أن هذا هو الوقت المناسب للاستثمار في الأدوية المضادة للحساسية.