No Result
View All Result
المشاهدات 0
قال الرئيس المشترك السابق للهيئة التنفيذية لحركة المجتمع الديمقراطي آلدار خليل: إنَّ التطوراتِ الميدانية التي تشهدها المنطقة تتطلَّب تشكيل إدارة مشتركة للشمال السوري، مؤكداً على أنَّ أحدَ الأهداف الأساسية للمؤتمر الثالث لحركة المجتمع الديمقراطي هو نقل اللجان والمؤسسات التابعة لحركة المجتمع الديمقراطي إلى الإدارة الذاتية
وأشار إلى أنَّ المؤتمر الثالث لحركة المجتمع الديمقراطي كان من أهدافه الأساسية نقلُ اللجان والمؤسسات التابعة لها إلى الإدارة الذاتية، وأن حركة المجتمع الديمقراطي ستعمل من الآن فصاعداً على تنظيم جميع المكونات من عرب وكرد وسريان وغيرهم حتى الشخصيات السياسية الكردية من ذوي الأفكار المختلفة، ليكون لهم دورٌ في بناء المجتمع، وأنَّ حركة المجتمع الديمقراطي أجرت بعض التغييرات على الميثاق والنظام الداخلي، وأنَّ خروج الأحزاب السياسية من الحركة تفتح الطريق أمام الأحزاب والقوى الأخرى للانضمام إليها؛ لتتمكن هذه الأحزاب من تنظيم نفسها بنفسها.
جاء ذلك من خلال الحوار الذي أجرته وكالة هوار للأنباء مع الرئيس المشترك السابق للهيئة التنفيذية لحركة المجتمع الديمقراطي آلدار خليل والذي تمحور حول كيفية تأسييس حركة المجتمع الديمقراطي والهدف من عقد المؤتمر الثالث، وكيفية الإدارة المستقبلية للمناطق المُحرَّرة وبعض المواضيع الأخرى. وفيما يلي نص الحوار كاملا:
ـ كيف بدأت فكرة تأسيس حركة المجتمع الديمقراطي وما هدفها وما المشاكل التي واجهتكم؟
لقد كان للشعب الكردي في روج آفا ميراثاً نضالياً حقَّقه خلال سنوات طويلة من أجل تحقيق ثقافة الديمقراطية والأخوة بهدف تنظيم الحركة والمجتمع داخل روج آفا. وفي عام 2005م ارتأينا ضرورة تنظيم أنفسنا مقتدين برسالة القائد التي أرسلها إلى الشعب الكردي في نوروز 2005م بوجوب بناء نظام كونفدرالي لإدارة المجتمع وتنظيمه بإرادته، فقرَّرنا توسيع تنظيمنا لنستطيع لعب دورنا بشكل أفضل في تنظيم شرائح المجتمع كافة، وكان لا بدَّ من التدريب لتحقيق ذلك وبناء مجتمع ذي إرادةٍ حرة؛ واجهنا الكثير من الصعوبات في ذلك الوقت بسبب الممارسات والضغوطات من جانب النظام البعثي من اعتقالات وملاحقات لأعضاء الحركة لسنوات، لذا كان العمل يسير ولكن ليس بالشكل المطلوب أي ضمن إطار محدود وحسب ما هو متوفر. وفي عام 2007م تمَّ تأسيس حركة المجتمع الكردستاني وتمَّ الإعلان عنها بشكل رسمي لتكون مظلةً للمجتمع في روج آفا، الأمر الذي أدى إلى استهدافها من قبل السلطات السورية بشكل مباشر وبخاصة أعضاء الحركة، حيث تم اعتقال وتعذيب الأعضاء في سجون النظام بلا هوادة، فلم تتمكَّن المجالسُ التي تشكَّلت في روج آفا من العمل بحرية بسبب الممارسات الوحشية التي كان يمارسها النظام البعثي وقدَّمنا في تلك الفترة العديد من الشهداء، وفي عام 2011م أي بعد أن بدأ الربيع العربي في مصر وتونس واليمن وصولاً لروج آفا وسوريا، أُتيحت لنا الظروفُ للعمل بوتيرة أعلى وتحقيق قفزةٍ نوعيَّة.
ـ ما التأثير المباشر لبداية الثورة السورية على حركة المجتمع الديمقراطي؟
في بداية الثورة السورية وبعد أن ضعُف النظام بشكل ملحوظ بدأنا في تلك الفترة بتأسيس حركة المجتمع الديمقراطي إلى جانب مجلس الشعب في روج آفا، في ذلك الحين كان قرارنا هو أن تنتصر الثورة التي بدأناها على أساس مبدأ الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب. ولكن نهج الانتصار الذي اتخذناه لا يعني مواجهة أو تغيير النظام السوري، بل كان الهدف هو تغيير الفكر الذي كان يمثل لوناً واحداً، كان هدف ثورتنا بناء مجتمع حر يمثل الشعوب في المنطقة كافة ويدير نفسه بنفسه بإرادته الحرة. خلال ثورة روج آفا التي كان لها ميراث نضالي، تمكَّنت حركة المجتمع الديمقراطي ومجلس الشعب في روج آفا من تحقيق آمال الشعب الكردي، حيث تشكلت ضمن حركة المجتمع الديمقراطي لجان ومؤسسات وهيئات ليستطيع الشعب إدارة نفسه، فعندما كان الشعب بحاجة إلى حماية تم تشكيل لجنة الحماية، فيما تشكلت لجنة التدريب عندما كان الشعب بحاجة إلى التنظيم والتوعية، وتشكلت لجان خدمية لتوفير المستلزمات الخدمية اليومية، وبهذا الشكل خطت حركة المجتمع الديمقراطي خطواتٍ جديَّة في ظل تلك الظروف الصعبة وبإمكانيات محدودة جداً. في بداية عام 2014م تم الإعلان عن الإدارة الذاتية الديمقراطية في مناطق روج آفا، لتبدأ اللجان التي كانت تعمل تحت مظلة حركة المجتمع الديمقراطي مع الإدارة الذاتية لدمجها مع لجان وهيئات الإدارة الذاتية، حيث أن الإدارة احتضنت بداخلها شعوب شمال سوريا كافة وجميع الأحزاب التي تؤمن بثقافة الديمقراطية، وعلى هذا الأساس وبهدف تطوير الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال سوريا عملت الحركة وقدَّمت كلَّ ما بوسعها لإنجاح هذا المشروع الديمقراطي.
ـ لماذا رأيتم ضرورة عقد المؤتمر الثالث لحركة المجتمع الديمقراطي وماذا كان الهدف الأساس منه؟
كان من المفترض أن تعقد حركة المجتمع الديمقراطي مؤتمرها الثالث في بداية عام 2018م لكن بسبب بعض المشاكل التقنية والهجمات التي شنَّها الاحتلال التركي على مقاطعة عفرين أدى إلى تأجيله، وفي 27 من شهر آب المنصرم؛ رأينا أن الوقت المناسب قد حان، ولذلك تم عقد المؤتمر الثالث بهذا التاريخ، ومن خلال المؤتمر الثالث لحركة المجتمع الديمقراطي كان يجب وبشكل رسمي أن يتم نقل اللجان والمؤسسات التابعة لحركة المجتمع الديمقراطي إلى الإدارة الذاتية وكان هذا هو الهدف الأساس لعقد الحركة لمؤتمرها الثالث.
ـ هل أتمَّت حركة المجتمع الديمقراطي هدفها الأساس في تنظيم المجتمع؟
حركة المجتمع الديمقراطي ستعمل من الآن فصاعداً لتنظيم جميع المكونات من عرب وسريان وكرد المتواجدين ضمن المجتمع والشخصيات السياسية الكردية الذين يختلفون بآرائهم، ليتم دعمهم ومساندتهم ليكون لهم أيضاً دورٌ في بناء المجتمع. كما يمكننا القول: إننا قد أتممنا مهامنا بعد تنظيم فئة من المجتمع أو بعض الأحزاب السياسية، يقول البعض: إنَّ توحيدَ صف الأحزاب الكردية سيؤدي إلى حلِّ المشاكل كافة، برأيي إنَّ توحيد الأحزاب على الورق لا يكفي حتى إن تم ذلك، فإننا نكون قد وحَّدنا السياسيين فقط، ولكن هناك فئاتٍ من المجتمع لا تنتمي للأحزاب، بل تختصُّ بأمور أخرى، لذا علينا العمل على تنظيم تلك الفئات أيضاً ليتمَّ تفعيلها على أرض الواقع. حركة المجتمع الديمقراطي كان لها دورٌ كبير. فإلى جانب إدارة المجتمع وإدارة الثورة، تعمل الحركة على توحيد الشعوب كافة وفق فلسفة الأمة الديمقراطية، فإن تمكَّنت الحركة من تنظيم فئات المجتمع الأخرى ستكون حقوق الشعب الكردي مضمونة بشكلٍ كاملٍ، وإن قامت الحركة بتنظيم المجتمع الكردي، فإنَّ باقي المكونات ستنظر بطريقة مختلفة إلى قضية الشعب الكردي، فمثل هذه الخطوة يمكن أن تكون عائقاً كبيراً أمام حل القضية الكردية. لكن إن عملنا مع فئات المجتمع كافة والشعوب الموجودة في الشمال السوري كافة بالسويَّةِ نفسِها؛ يمكن للشعب الكردي أن يُحقِّق آماله وطموحاته. وأنا لا أرى أية مشكلة إن عمل الكرد والسريان والعرب في مؤسسة واحدة؟ بل على العكس تماماً فإن ذلك من شأنه أن يُطوِّر النظام الديمقراطي، وهذا سيكون عامل قوة أكبر بتكاتفنا مع الفئات والمكونات في عموم المنطقة كافة. وعلى هذا الأساس أجرت حركة المجتمع الديمقراطي في مؤتمرها الثالث بعض التغييرات في الميثاق والنظام الداخلي، فعادة لا يجرؤ أحد على الاقتراب من النظام الداخلي أو الميثاق، أما نحن ولأننا نثق ونؤمن بالديمقراطية، نستطيع بدون تردُّد إجراء التغييرات اللازمة، فمثلاً نقول منذ البداية: لا يمكن تحرير المجتمع إنْ لم يتم تحرير المرأة، ولنحرر المرأة علينا تنظيم المجتمع وتدريبه بشكلٍ واسع وتثقيفه ثقافةً مختلفة، لذا يجب تغيير التنظيم والنظام حسب التطورات التي تحصل لنكون مواكبين لها.
ـ ماذا بالنسبة للمناطق المحررة في شمال سوريا حديثاً، هل هناك مشاريع جديدة لتلك المناطق؟
من جانب آخر حقَّقنا نجاحاتٍ كبيرة على الأصعدة كافة، فهناك إدارات ذاتية في الأقاليم الثلاث وتم تشكيل مجالس مدنية في المناطق التي حُرِّرت حديثاً، فكيف سيتم تنظيم هذه الإدارات والمجالس، لا يمكن لهذه الإدارات والمجالس أن تقوم بالعمل حسب منطقتها أو منطقها، حيث كانت هناك سابقاً إدارة مشتركة بين المقاطعات أو نوع من التنسيق وكانت قرارات تلك المقاطعات تصل روج آفا ببعضها من خلال الإدارة المشتركة لها، أما الآن فيجب ألا يكون كذلك، ولهذا علينا اليوم إيجاد نظام مُوحَّد وتنسيق واحد في الرقة والجزيرة وكوباني والطبقة، أي نظام مشترك في المناطق كافة؛ لأنَّ هذه المرحلة تتطلَّب إدارة مشتركة في سائر الشمال السوري.
ـ ما هو مصير الأحزاب التي كانت تعمل ضمن حركة المجتمع الديمقراطي؟
كانت هناك أحزابٌ كبيرة تعمل ضمن مجلس سوريا الديمقراطية والفيدرالية وفي الإدارة الذاتية، حيث كانت تلك الأحزاب تعمل حسب إمكانياتها المتاحة وفي الحقيقة حقَّقت تلك الأحزاب نجاحات كبيرة. وفي المرحلة القادمة ستعمل هذه الأحزاب في الإدارة المشتركة لشمال سوريا من خلال النقاشات والحوارات المستقبلية والأعمال الأخرى حول المنطقة، الأحزاب السياسية كانت تعمل في حركة المجتمع الديمقراطي كلجنة سياسية فيها. والآن يتم النقاش على كيفية تنظيم تلك الأحزاب، وخروجها من حركة المجتمع الديمقراطية يفتح الطريق للأحزاب الأخرى للانضمام إلى هذه الأحزاب لتتمكن بعدها من تنظيم نفسها بنفسها وتعمل وفق برنامجها الذي تتفق حوله.
ـ هل كان من أهداف المؤتمر التحضير للتفاوض مع النظام السوري؟
موضوع النظام وحل الأزمة السورية ومشاكل روج آفا وشمال سوريا يشرف عليه مجلس سوريا الديمقراطية، حركة المجتمع الديمقراطي تدعم مجلس سوريا الديمقراطية في مشاريعها وآرائها، وتعمل الحركة بالتنسيق مع مجلس سوريا الديمقراطية، أما بالنسبة للتغيرات التي حصلت في حركة المجتمع الديمقراطي فلم تكن تحضيراً للتفاوض مع النظام، التغييرات التي حصلت في الحركة هي نتيجة التطورات التي شهدتها مناطقنا، لذا يمكن القول: إنَّ التغييرات هي نتيجة النجاحات التي قمنا بها في الفترة السابقة من عمر حركة المجتمع الديمقراطي.
ـ خلال النقاشات برز موضوع تحرير عفرين كثيراً، هل هناك استعدادات لحركة المجتمع الديمقراطي للمشاركة في تحرير عفرين؟
قضية عفرين هي الأساس في كل الموضوعات وجرحنا الكبير هو عفرين التي تم احتلالها من قبل الدولة التركية ومرتزقتها، قاومنا 58 يوماً لكن في النتيجة قام العدو باحتلال عفرين وهذا له أسبابٌ عديدة أظن الجميع بات على علمٍ بها. لن نترك عفرين وحدها وهي في الحقيقة لم تترك وحدها منذ احتلالها، ونعمل الآن على هذا الأساس وعلى مختلف الأصعدة، وقرارنا النهائي هو تحرير عفرين ولا بديل عن ذلك، وهنا يتطلَّب منَّا اليوم مرة أخرى الكثير من التنظيم، ويجب علينا أن نكون جاهزين لهذه الخطوة ومن جميع النواحي كي نُحقِّقَ النصرَ، وإلى جانب الأصعدة الأخرى يجب أن يكون مجتمعنا مُنظَّماً وكما قلنا التنظيم هو أساس كلِّ شيء، وبخاصة في مجال الشبيبة وانضمامهم للثورة لأن مدى نجاحها منوطٌ على أكتافهم بالدرجة الأولى. وفي الوقت الحالي لنا أعمال كثيرة في عفرين وعلى الأصعدة كافة، وسيتم حالياً تطوير المقاومة داخل عفرين وعقد المؤتمر الثالث لحركة المجتمع الديمقراطي هو أحد الخطوات للإعداد لحملة تحرير عفرين.
ـ بماذا تختمون هذا الحوار ككلمة أخيرة؟
يجب تنظيم المجتمع وهذا ضرورةٌ لا بدَّ مِنْها، وإنْ لم يتم ذلك لا يمكن القول: إنَّ الثورة وصلت لهدفها الأساس والذي هو الانتصار، ويمكن أن يكون هناك تغييرات لكن هذا هو الطريق الوحيد للحرية، وأهنئ شعوب شمال سوريا كافة بانعقاد المؤتمر الثالث لحركة المجتمع الديمقراطي، وبالأخص عوائل الشهداء كافة وقواتنا المقاومة التي تعمل ليلاً نهاراً بدون كلل أو ملل، ونحن على أمل بأن هذه التغييرات ستكون في خدمة المجتمع وتحقيق النصر.
No Result
View All Result