أشار عضو المجلس العام في حزب الاتحاد الديمقراطي، آلدار خليل، إلى أن نظام الإبادة والتعذيب طُبق منذ اللحظة الأولى للمؤامرة الدولية، التي استهدفت القائد عبد الله أوجلان، ولفت، إلى أن نظام الإبادة والتعذيب يتنافى مع العهود والمواثيق الدولية.
ويشتد يوما بعد يوم نظام الإبادة والتعذيب الذي تفرضه دولة الاحتلال التركي على المعتقلين السياسيين في جزيرة إمرالي، وعلى رأسهم القائد عبد الله أوجلان، حيث تسعى سلطات الاحتلال التركي من خلال هذه الممارسات إلى كسر إرادة القائد عبد الله أوجلان، من خلاله كسر إرادة الشعوب المضطهدة، وفي مقدمتهم الشعب الكردي.
ويرى المراقبون، أن ما يُطبق في إمرالي بحق المعتقلين يتنافى مع القوانين الدولية، التي من شأنها حماية حقوق المعتقلين السياسيين، لأن هذا النظام يقوم على تجريد المعتقل السياسي من حقوقه التي أقرتها له القوانين الدولية المعنية.
وفي السنوات الثلاث الأخيرة، شددت سلطات الاحتلال التركي إجراءاتها غير القانونية وعزلتها على القائد عبد الله أوجلان، وذلك في إطار نظام الإبادة والتعذيب، الممارسين بحقه، وقد وصل بها الحال إلى حد حرمانه من اللقاء بذوييه ومحامييه، في خرق صارخ لمبادئ الأمم المتحدة.
المؤامرة الدولية والهدف منها
وحول هذا الموضوع، التقت صحيفتنا عضو المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي، آلدار خليل: “بداية لا بد من تثبيت بعض الحقائق، وعلى رأسها أن سلطات الاحتلال التركي بدأت بتطبيق نظام الإبادة والتعذيب بحق القائد عبد الله أوجلان، منذ اللحظة الأولى من المؤامرة الدولية التي استهدفته قبل أكثر من ربع قرن، إلا أن السنوات الثلاث الأخيرة شهدت تشديدا لهذا النظام من سلطات الاحتلال التركي”.
وأضاف: إن “السبب الرئيسي في تشديد نظام الإبادة والتعذيب، بحق القائد عبد الله أوجلان، يعود إلى التأثير الذي تُحدثه أي كلمة أو رسالة أو تقييم يقدمه القائد عبد الله أوجلان، بخصوص الأزمات التي يشهدها العالم والتي تشرح رؤيته حولها، حيث أن الدول التي شاركت في المؤامرة الدولية ترى، في فكر القائد عبد الله أوجلان، التأثير الذي سيؤدي حتماً إلى تغيير جذري في مجمل المرحلة الراهنة، والذي سيؤدي حكما إلى حل هذه الأزمات في نهاية المطاف، لذلك، فهم عملوا بشكل دؤوب على منع انتشار تقييمات القائد عبد الله أوجلان وحلوله بخصوص حل هذه الأزمات”.
وأوضح خليل: “لا يُخفى على أحد أن المؤامرة الدولية جاءت في اللحظة التاريخية التي خططت فيها الدول المهيمنة، للتدخل في منطقة الشرق الأوسط، ولأن تقييمات القائد عبد الله أوجلان وتحليلاته كانت ستحول بينهم وبين هذا التدخل، فقاموا بحياكة المؤامرة الدولية ضده، لإبعاد القائد عبد الله أوجلان، وفكره عن ساحات الصراع وتماما هذا ما حدث فعلياً، حيث أنهم وبعد أن تم اختطافه تدخلوا في غالبية بلدان الشرق الأوسط، وشرعوا في تنفيذ المخططات، التي رسموها منذ عقود لهذه المنطقة”.
وتابع: “عند العودة إلى بعض المراحل السابقة، وتحديدا انطلاقا من العام 2003 ووصولا إلى العام 2010، وما تلاه من حدوث أزمات، نرى أن ما عاشه الشرق الأوسط، يؤكد صوابية مواقف القائد عبد الله أوجلان وتحليلاته، وبالتالي هذه المراحل تؤكد بأنه يُقدم دائما حلولا جذرية لمشاكل المنطقة والعالم، وهذا ما لم يتوافق مع سياسات الهيمنة التي رُسمت للمنطقة، وتحديدا مشروع الشرق الأوسط الجديد، الذي يقف القائد عبد الله أوجلان ضده بحزم ويناضل في سبيل إفشال المخطط المرسوم له”.
تحليلات ونظره استشراقية للمستقبل
وتطرق خليل لمرافعات القائد عبد الله أوجلان: “إذا ما عدنا إلى المرافعات التي قدمها القائد عبد الله أوجلان، انطلاقا من بداية هذه الألفية، نرى أنه لم يكن يُحلل الأحداث بشكل آني أو يومي، وإنما كان يُقدم تحليلات وتقييمات استراتيجية تمتد لقرون، ويمكن من خلالها إدارة الثورة والمجتمع حوالي قرن من الزمن، لذلك قد يؤثر نظام الإبادة والتعذيب المفروض على القائد عبد الله أوجلان، على نشر تحليلات القائد فيما يخص الأحداث الراهنة والمستجدات اليومية التي تحدث الآن، إلا إن ما قدمه من تقييمات على مدى عقود يسمح لنا أن نضع خططنا وبرامجنا واستراتيجياتنا البعيدة المدى على أساسها، لأن تلك المرافقات والتقييمات تحوي نظرة استشرافية موضوعية لكل ما يمكن أن يحصل في المستقبل، وهذا ما يجعلنا مهيئين لاستقبال المستجدات اللاحقة والتعامل معها على أساس فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان”.
واستكمل خليل: إن “تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، في ظل الفوضى التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط والعالم، هي مثال حي على صوابية أطروحات القائد عبد الله أوجلان، حيث إن نظام الإدارة المبني في روج آفا في إقليم شمال وشرق سوريا، ومن خلال الركائز التي بُني عليها، كريادة المرأة، وأخوة الشعوب، والأمة الديمقراطية، قد أثبت فعاليتها ونجاحها، للشعوب هذه المنطقة، وشعوب الشرق الأوسط عامة، وبالتالي هذا النموذج يُثبت مدى التأثير الإيجابي الفعال لفكر القائد عبد الله أوجلان، في تقرير الشعوب لمصيرها بنفسها، لأن تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا، تقوم على الأسس التي وضعها القائد عبد الله أوجلان من خلال فكره وفلسفته”.
علينا النضال لرفع العزلة
وأشار خليل إلى أن: “النضال في سبيل تحقيق الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان، يكون على مستويين: المستوى الأول، هو تصعيد نضال الشعب الكردي والشعوب المستضعفة في سبيل الحرية الجسدية للقائد عبدالله أوجلان، ويجب أن يكون هذا النضال مستمراً وبشكل يومي، وألا يتوقف ولو للحظة، بل يجب زيادة وتيرته كي يكون على مستوى الآمال المعقدة على الشعوب الحرة، وأما المستوى الثاني: “فهو مطلوب من المجتمع الدولي للقيام به، لأن من واجبه التحرك لوضع حد للانتهاكات، التي ترتكبها دولة الاحتلال التركي، في خرقها القوانين الدولية، التي وضعها هذا المجتمع الدولي نفسه، على الرغم من النقد والملاحظات الكثيرة التي يمكن أن نقدمها بخصوص هذه القوانين، إلا إن تحرك المجتمع الدولي بات ضروريا لحماية مصداقية هذا المجتمع، وبخاصة فيما يخص قضايا الشعوب الساعية للتحرر والحصول على حقوقها المشروعة”.
وأردف: المطلوب اليوم من المجتمع الدولي الإصغاء إلى مطالب الشعوب التي تناضل من أجل حريتها، لذلك، فمن أولى واجباتهم اليوم هو العمل على كسر نظام الإبادة والتعذيب الذي تفرضه سلطات الاحتلال التركي على القائد عبد الله أوجلان، في سجن إمرالي، وعليهم أن يُدركوا حقيقة أن نضال هذه الشعوب هو نضال حقيقي يهدف لتحقيق الحرية والعدالة والديمقراطية، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته في هذا الخصوص، وأن يُفعل دوره كجهة دولية ضامنة في الحفاظ على حقوق الإنسان”.
واستطرد خليل: إن “جوهر نضالنا في سبيل الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان، يكون بتحقيق حرية الشعوب المظلومة؛ للارتباط الوثيق بين حرية القائد عبد الله أوجلان، وحرية هذه الشعوب، لذلك نرى اليوم أن مختلف شعوب منطقة الشرق الأوسط، تنخرط في النضال لتحقيق الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان، لأنها أدركت هذه الحقيقة، ورأت أن من واجبها النضال في سبيلها”.
عضو المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي، آلدار خليل، أنهى حديثه: “نوجه نداءنا لشعوب المنطقة والشرق الأوسط والعام، بأنه لا بد من تصعيد النضال في سبيل تحقيق الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان، وفي المرحلة الراهنة، النضال يتم من خلال الانضمام الفوري لهذه الشعوب للحملة العالمية، “الحرية للقائد عبد الله أوجلان، الحل السياسي للقضية الكردية”، هذه الحملة العالمية التي أطلقتها شعوب أخرى وليس الكرد فقط، وهذا يبين مدى اطلاعها على فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، واتخذته منهجا لها في طريق النضال من أجل حريتها، والتي تمر حكما من خلال الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان”.