مركز الأخبار ـأكد عضو هيئة الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي آلدار خليل أن دولة الاحتلال التركي تمارس الحرب الخاصة على شعوب شمال وشرق سوريا بشتى الوسائل، كما ويسعى النظام السوري إلى خلق الفتن بينهم؛ لضرب الإدارة الذاتية وإفشال مشروع الأمة الديمقراطية، وأشار إلى أن الحل؛ يكمن في التيقظ لما يجري على الساحة وإدراك ماهية خطر هذه السياسة على المنطقة وشعوبها..
في الوقت الذي يحاول فيه النظام السوري خلق الفتن في مناطق شمال وشرق سوريا وتأليب الشعوب على بعضها البعض؛ تعمل دولة الاحتلال التركي على نشر جواسيسها في المنطقة وتستعمل وسائل التواصل الاجتماعي لتفرقة الشعوب وضرب المكتسبات التي حققوها معاً خلال سنوات الثورة.
وفي هذا السياق، أجرت وكالة أبناء هاوار حواراً مع عضو هيئة الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي آلدار خليل للحديث عن المفاوضات بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية والدور الروسي في ذلك، إلى جانب ما شهدته منطقة دير الزور مؤخراً واعتقال جواسيس يعملون لصالح دولة الاحتلال التركي. وأخذنا بعض المقتطفات منها في التقرير التالي:
وحول المباحثات بين الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا والحكومة السورية قال خليل: “دخلت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا مع الحكومة السورية في بعض المفاوضات بوساطة روسيا كان الهدف منها حل الأزمة السورية وتطبيق نظام ديمقراطي مع بعضنا البعض لحل الأزمة القائمة في سوريا. الجميع يتحدث عن حماية وحدة الأراضي السورية ووضع حد للاقتتال فيما بين الأطراف، إذاً الحوار السوري ـ السوري ضروري جداً، وأي شيء عكس ذلك هو بمثابة رسالة لتتوجه الإدارة الذاتية إلى طرق وسبل أخرى. فإذا اتفقت الإدارة الذاتية مع دمشق، فإنها لن تكون مجبرة على الاتفاق مع شركات أو دول خارجية، وعلى الحكومة أن ترى بأن هناك إدارة على أرض الواقع وأن تتحاور معها”.
وتابع: “في الدول العالمية تتحاور الحكومات مع عدة أشخاص إن اتفقوا. وفي شمال وشرق سوريا ما هو موجود ليست نقابة أو جمعية، بل هي إدارة مكونة من شعوب المنطقة، ومع ذلك حتى الآن تقول الحكومة بأنها لا ترى أي شيء ولم تقم بأي خطوة إيجابية، وبحسب معلوماتنا ليست هناك في الوقت الحالي أي لقاءات بين الإدارة والحكومة ولم تخطو الحكومة إلى الأن أية خطوة جدية أو إيجابية في هذا السياق”.
وأضاف: “النظام يتخيل حتى الآن أن تعود المنطقة كما كانت، وفي الحقيقة ليس لهذا النظام أي نية للمفاوضات أو الحوار، وعندما نقول هذا، لا يعني بأن آمالنا انتهت. وبحسب معلوماتي؛ فإن الإدارة الذاتية أيضاً لها آمال في الحوار وإنهاء هذه الأزمة القائمة في البلاد والوصول إلى حل لسوريا المستقبل. نحن أيضاً أصحاب هذا البلد وأبناؤه، وكما للنظام حقوق لنا أيضاً كأبناء سوريا كافة الحقوق في الإدارة، ونحن أيضاً، مسؤولون عن دمشق ودرعا وحمص وباقي المناطق السورية، نعم نطالب هنا بحقوقنا وهويتنا ككرد وباقي الشعوب الأخرى، ولكن لا نقوم بفصل أنفسنا عن سوريا، وعلى النظام أيضاً التفكير كذلك. المشاكل التي تحصل في المنطقة هي بنفس الوقت مشاكل للنظام السوري، وهو مسؤول عن حلها أيضاً. النظام لا يقوم بواجباته، فمثلاً أثناء تعرض المنطقة للاحتلال من قبل تركيا ماذا فعل النظام ضد هذا الاحتلال، لماذا لم يخطو الخطوات ضده، وعندما قطع الاحتلال التركي المياه عن أهالي الحسكة لماذا لم يخطو النظام خطوات؟ أليست مدينة الحسكة مدينة سورية؟ لماذا لم يقدم النظام حتى الآن أي شكوى للدول الأوروبية والمنظمات العالمية ضد الاحتلال التركي.
عفرين، كري سبي، سري كانيه، إعزاز والباب محتلة من قبل تركيا، ماذا فعل النظام من أجل هذه المناطق؟ المنطق يقول إن النظام لا يرى هذه المناطق كجزء من سوريا، وهذا ما نراه يُطبق على أرض الواقع، وفي الوقت نفسه لا يقبل الحوار أيضاً، وعلى الرغم من هذا، يخرج ويقول بأن نية الإدارة الذاتية هي تقسيم سوريا، المسؤول عن تقسيم سوريا هو النظام”.
وحول استهداف وجهاء العشائر؛ قال خليل: “النظام السوري جند عدداً من الشباب في دير الزور وقتل عدداً من وجهاء وشيوخ العشائر العربية وفي اليوم الثاني اتهم قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا. النظام يقول بشكل علني إنه لا يقبل بأن يدير أبناء المنطقة منطقتهم، لماذا لا يقبل هذا النظام مجلس دير الزور كي يدير منطقته، إذاً لماذا هرب النظام عندما توغل داعش في المنطقة ولم يقم بحمايتها؟ أين كان عندما قتل داعش المئات من عشيرة الشعيطات في دير الزور؟ ولماذا الآن يحاول خلق الفتنة في هذه المنطقة؟ علينا أن نعرف جيداً من الذي هرب من دير الزور ومن ضحى وقدم الشهداء حتى حررها، وأيضاً علينا أن نسأل من يؤمن الماء والخبز والخدمات لأهالي دير الزور، نعم إنها الإدارة الذاتية التي حررت شعب دير الزور، وقدمت كل ما بإمكانها لشعبها”.
وأعقب: “هذا النظام إذا كان يرى نفسه مسؤولاً عن جميع الأراضي السورية فعليه أي يكون على مستوى المسؤولية، عليه أن يكون مسؤولاً عما يجري في دير الزور، وعن أمن وأمان قامشلو وكوباني وعفرين وعن الرقة والطبقة ومنبج وجرابلس وإعزاز والباب وسريه كانيه وكري سبي وإدلب وكافة المناطق الأخرى. نحن لم نقل يوماً بأننا سنستولي على الحكم أو السلطة، ولم يكن لنا حرب للوصول إلى السلطة، نحن نريد سوريا ديمقراطية تضمن أخوة الشعوب والعيش المشترك وحق الشعب الكردي، ومن يريدها حينها نستطيع الوصول إلى اتفاق لبناء سوريا المستقبل”.
وعن موقف الروس من حوار الإدارة الذاتية والحكومة السورية: “روسيا تحمي مصالحها ووجودها في سوريا بشكل واضح، لذا فحمايتها للنظام يعني حماية وجودها في سوريا، ولذلك أبرمت اتفاقات مع تركيا وقدمت تنازلات كثيرة لأردوغان وهي تبرم اتفاقات ومخططات في الوقت الحالي مع أردوغان. روسيا تريد أن تنفذ بعض مخططاتها عبر تركيا، ولم تف حتى الآن بوعودها فيما يخص الهجمات التركية وعلى عكس ذلك تحدث الهجمات التركية بعض الأحيان أمام أعين الروس الذين يتصرفون وكأنهم لا يرون شيئاً”.
وقال خليل بصدد سياسة الاحتلال التركي: “بالنسبة لتركيا فهي ترى مشروع أخوة الشعوب والأمة الديمقراطية والتعايش المشترك والنظام الديمقراطي كنهاية لها، لذلك تسعى بكل قوتها لأن تقضي عليه، وتسعى لذلك عبر حرب إعلامية وسياسية ودبلوماسية وعسكرية واستخباراتية، ولذلك تنظم جواسيس لها. تستخدم تركيا أذرعاً استخباراتية في مناطق شمال وشرق سوريا، ولكن سرعان ما أُغلق الباب أمام محاولاتها من قِبل القوات الأمنية واستخبارات الإدارة الذاتية التي وصلت إلى مرحلة متطورة وقادرة على كشف واعتقال أعضاء شبكات التجسس بأقصى سرعة ممكنة. تهاجم السلطات التركية الثغرات والفجوات الموجودة في بيئة شمال وشرق سوريا، وإن لم تجد فإنها تستخدم التكنولوجيا الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي بدقة متناهية، من أجل الوصول إلى معلومة ما، والتجسس على الهواتف المحمولة وتعقب اتصالات المواطنين، ومراقبة أنشطتهم فقط للوصول إلى غايتها المطلوبة. وتستخدم وسائل الإعلام بأساليب احترافية، فلها تجارب سابقة بهذا الخصوص، وتمارس سياسة الحرب الخاصة قبل بدء أي هجوم على منطقة ما، وزرع الغموض في نفوس الذين حققوا مكتسبات عديدة من ثورتهم”.
وأضاف: “وكذلك قطع المياه عن مدينة الحسكة يدخل في إطار الحرب الخاصة أيضاً، عندما تقوم تركيا بقطع المياه عن مليون إنسان؛ فإنها تدرك تماماً ماذا تفعل، وما غايتها من ذلك، فهي من خلال شبكات التجسس التابعة لها توجه أنظار الشعب نحو الإدارة الذاتية وتحميلها كامل المسؤولية بأن المياه تُقطع من قِبل الإدارة الذاتية. نحن الآن في دوامة الحرب الخاصة، إن لم نكن متيقظين لما يجري في الساحة، فإنها ستفتح الباب على مصراعيه للهجوم على الإدارة الذاتية”
واختتم عضو هيئة الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي آلدار خليل حديثه بالقول: “الحل يكمن في مشروع الأمة الديمقراطية، بالحياة التشاركية، وأخوة الشعوب، والحرية والفكر الديمقراطي، وعلى الجميع أن يعلم بأن الثورة مستمرة ولم تنته بعد، لا زلنا في المراحل الأولى من الثورة، وهناك صعوبات في المراحل التي تنتظرنا، ويجب أن نعلم ليس كل الأمور كما نرغب، يجب أن نكون مستعدين لكل شيء، وليس علينا أن نرسم لأنفسنا خيالاً بعيداً عن الواقع، نحن هنا في سوريا في شمال وشرق سوريا، وفي روج آفا قوميات وشعوب مختلفة، يجب أن نكون معاً لحماية هذه المكتسبات، ورفع وتيرة النضال والمقاومة للوصول إلى سوريا ديمقراطية نحمي فيها حقوق شعبنا”.