سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

آرين حنان: واجب الجهات المعنية الضغط على دمشق لفك الحصار عن الحيين

يعيش أهالي حيي الشيخ مقصود، والأشرفية حالة من الترقب والقلق حول وصول حصتهم من المحروقات هذا الشتاء، وخاصة مادة المازوت، الذي يعد عمادا أساسيا لهم في التدفئة، وحول استفسارهم، فيما إذا كان حصصهم من مازوت التدفئة ستوزّع عليهم أم لا؟ في مشهد يعيشونه عند حلول كل الشتاء، لاستمرار حصار حكومة دمشق للحيين على مدى أعوام طويلة، الأمر الذي يزيد معاناتهم المتواصلة، ومن المهم أن ننوِّه إلى وفاة طفلين العام الفائت لتعرضهم للبرد الشديد في الشتاء، الذي مر دون الحصول على مستلزمات التدفئة.
تستمر حكومة دمشق فرض حصارها الجائر على حيّي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب، وتمنع مرور المواد الأساسية، ومنها المحروقات إلى الأهالي.
ففي الشتاء الفائت، ولتأخر توزيع مادة المازوت حتى شهر شباط، أي أواخر فصل الشتاء، لمنع حكومة دمشق عبور صهاريج المازوت إلى داخل الحيين، وغياب القدرة الشرائية لدى الأهالي للمازوت الحر، فقد طفلان، أحدهما رضيع، حياتهما؛ وهذه الحالة الإنسانية لم تردع حكومة دمشق، ولم تكن سببا وجيها لها في تسهيل مرور المحروقات إلى الحيين، وخاصة في فصل الشتاء.
وتوفي الطفل وسام سيدو (أربع سنوات) في الثاني من كانون الثاني 2023م؛ لتعرضه للبرد القارس في حيي الشيخ مقصود والأشرفية، وللحصار المطبق، الذي تفرضه حكومة دمشق على الحيين.
وفي الرابع من كانون الثاني، توفي الطفل الرضيع، حسين عبد الله كيبار، (17 يوماً)، ليكون الطفل الآخر الذي تغتاله يد البرد القارس، والحصار المتواصل.
وهذا العام لا يختلف عن سابقه، حيث إن حكومة دمشق حتى الآن لم تسمح بعبور مادة مازوت التدفئة إلى الحيين، على الرغم من الحاجة الماسة إليها، وتجنب حدوث وفيات أخرى.
ويستعد أهالي حيي الشيخ مقصود والأشرفية لفصل الشتاء مع انعدام مادة التدفئة، على خلاف مناطق شمال وشرق سوريا، التي ما تزال عملية توزيع المازوت فيها مستمرة.
الحصار يزيد الطين بلة
ولمعرفة أوضاع الحيين عن كثب، بيّنت نائبة الرئاسة المشتركة للمجلس العام لحيي الشيخ مقصود والأشرفية، آرين حنان، أن الوضع من الناحية الاقتصادية والمعيشية غير مستقر، وذلك لانهيار قيمة الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي، والحصار يزيد الطين بلة.
وأشارت آرين، إلى أن الحصار يؤخر عملية توزيع المازوت: “في مناطق شمال وشرق سوريا، حصل المواطنون فيها على حصصهم من مازوت التدفئة، إلا أن حيي الشيخ مقصود والأشرفية محرومان من توزيع مازوت التدفئة نتيجة حصار حكومة دمشق”.
ونوّهت آرين: “ليست هناك أية تحضيرات حتى الآن لتوزيع مادة التدفئة، لأن حكومة دمشق لا تزال عبر حواجزها تمنع دخولها، هناك حصار مفروض، ولكن يجب أن نذكر الحكومة، من الناحية الإنسانية، أن تسمح بدخول مادة التدفئة للحيين، ونحن بدورنا سنقوم بتوزيعها على الفور، لنتجنب حدوث ما حصل في العام الفائت كحادثة وفاة الطفلين”.
وطالبت آرين: “على الجهات المعنية، ومنظمات حقوق الإنسان، الضغط على حكومة دمشق لفك الحصار، وإدخال المازوت إلى الحيين قبل حلول فصل الشتاء، وعلى من يهمه الأمر، أن يتصرف ويقوم بواجبه الإنساني على الأقل، لينهي معاناة الشعب”.
واختتمت آرين حنان حديثها: “مع الانخفاض الكبير لسعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي، لم يعد بمقدور الأهالي شراء المازوت الحر أيضاً، حيث وصل سعر اللتر الواحد إلى 15 ألف ليرة في السوق السوداء”.
ومن الجدير بالذكر، أن الحيين لا يزالان يعيشان حصاراً خانقاً منذ أكثر من خمس سنوات، من قوات حكومة دمشق، حيث تمنع مرور المحروقات والأدوية والمواد الأساسية، كما اختطفت أجهزة أمنية تابعة لحكومة دمشق في شهر تموز الماضي، الصيدلاني، هوكر محمد علي حبش، مالك صيدلية “جيلو”، لأنه حاول إدخال أدوية إلى الحييّن.
فضائية روناهي