روناهي/ شهباءـ قصة حقيقية تجسدت في فيلم من 18 دقيقة وتم عرضه الأول في مهرجان كوباني العالمي للفيلم، ويتناول الفيلم الذي حمل اسم “آراس” موضوع عائلة تعرضت للظلم أثناء الحرب على مقاطعة عفرين، ولكنه يوثق في الوقت ذاته الطرق الوحشية المُتبعة في تعذيب المعتقلين لدى الجيش التركي، إذ يعرض الفلم أساليب التعذيب وانعكاساته على الحياة الطبيعية للمعتقلين والمخطوفين من أهالي عفرين.
هذه العائلة التي كانت تسكن في إحدى القرى الحدودية والتي تعرضت للقصف والتحليق الدائم للطائرات الحربية، فنزحت عائلة آراس من قريتهم الحدودية بعد أيام من العدوان إلى قرية أخرى أكثر أمناً وأقرب إلى عفرين.
وفي تقصي روناهي لحالة العائلة تبيّن أن الشاب آراس لم يتحمل بعده عن قريته التي نزح عنها بعد الأسبوع الأول من العدوان التركي، وقرار أن يعود إليها وأثناء عودته من القرية باتجاه عفرين مجدداً ألقت مرتزقة الاحتلال التركي القبض عليه، وتعرض للتعذيب بشكلٍ كبير.
ومن إحدى طرق التعذيب التي مارسها جيش الاحتلال التركي على آراس الشاب العشرين من العمر هي طريقة كانت تستخدمها الدولة العثمانية في التعذيب (الخازوق)، عبر وضع قضيب خشبي وإجباره على الجلوس عليه وجلوس أحد الجلادين على ساقيه، مما خلق ضغط كبيراً عليه وبفعل هذا التعذيب وحالة الرعب الكبيرة التي تعرض لها، فقد آراس القدرة على النطق والسمع وأصيب بعدم التحكم في طرح مفرزاته، إضافة للهذيان.
هذا النوع من التعذيب والضغط النفسي الذي تعرضت له العائلة، أثرت على حياتهم الطبيعية، أُصيب الأب هو الأخر بالهذيان وعدم القدرة على التركيز، إضافة لعدد من الأطفال أيضاً، وبعد احتلال عفرين من قبل جيش الاحتلال التركي توجهت العائلة مع باقي أهالي عفرين إلى مقاطعة الشهباء بشكلٍ قسري.
وتقطن العائلة المؤلفة من 7 أشخاص في قرية بابنس التابعة لناحية فافين، وتعاني العائلة من حالة فقر مدقع ولا دخل لها، ومؤخراً أقترح مجلس الحي أن يعمل الأب رغم حالته الصحية كسائق جرار على أن يكون معه معاون ذو دراية.
ويقول المشرف العام للفيلم “نوري عدنان” وهو مسؤول وكالة روماف للأنباء التي تولت إنتاج الفيلم، “أثناء تجولنا في القرى التي قطنها مُهجرو عفرين، التقينا هذه العائلة واستغربت من وضعهم هذا ولكن بعد تكرار الزيارات أدركت وجود شيء مميز في هذه العائلة التي حاولت إخفاء حالة التعذيب هذه عن العامة، ولكن بعد أسابيع من الزيارات المتكررة اكتشفنا سر العائلة وقصتها الحقيقية”.
وتكفلت وكالة روماف إنتاج الفيلم والإشراف العام واستعان نوري عدنان بأعضاء من حركة الثقافة والفن المختصين بالتصوير السنيمائي والإخراج، وبهذا تم إيكال مهمة التصوير والإخراج العام للمخرج السنيمائي هيثم مصطفى الذي قال بدوره أن هذا الفيلم يجسد مآساة العصر نتيجة الأسلوب الوحشي الذي اتبعه الجيش التركي ومرتزقته مع أهالي عفرين في القرن الحادي والعشرين وأمام مرأى المجتمع الدولي.