عضوات خلية الأزمة بالشهباء: “اتخذنا تدابيرنا لمواجهة كورونا ونأمل التعاون من الأهالي”

لأن مناطق الشهباء المكتظة بمهجري عفرين ليست بالبيئة المحمية التي قد تتصدى لاحتمال انتشار الفيروس بسبب الإمكانيات الضعيفة التي تعاني منها الشهباء ما تزيد من احتمالية الإصابة بالفايروس والكوارث الناجمة عنه، شددت عضوات خلية الأزمة وعضوات الكومينات على ضرورة توعية الشعب فيها بخطر هذا الفيروس.

انتشار فايروس كوفيد19 شكل الخطر الكبير على الكرة الأرضية بأسرها، حيث دفع الكثير من الدول لاتخاذ تدابير وقائية بحتة إلا أن العديد من الشعوب التي تعاني الأزمات على كافة الأصعدة تلاقي صعوبات كثيرة لاتخاذ التدابير الوقائية ومنها شعب عفرين بالشهباء التي لا تزال محاصرة من كافة الجهات، فقد لجأت الإدارة الذاتية الديمقراطية لاتخاذ قرار تشكيل خلية تتعلق بحل الأمور واتخاذ القرارات والإجراءات اللازمة لحماية الشعب المُهجر قسراً في الشهباء، بالإضافة إلى تطوع العديد من أعضاء الكومينات للعمل على صون شعبهم.

وحيال هذا المحور أجرت مراسلة وكالة أنباء المرأة ملفاً ترصد فيه التدابير الوقائية وآلية عملها في الشهباء، وبهذا الصدد أشارت الرئيسة المشتركة لهيئة البلديات لإقليم عفرين ملك حسين بأنه نظراً لتفاقم أزمة انتشار فايروس كورونا اضطرت الإدارة الذاتية لتشكيل خلية تعرف بـ”خلية الأزمة” المكونة من الرئاسات المشتركة لهيئتي البلدية والصحة بالإضافة إلى الرئاسات المشتركة لمجلس مقاطعتي عفرين والشهباء”.

إجراءات الوقاية

حيال الإجراءات المُتخذة لوقاية الشعب من الفايروس نوهت ملك بأنه بهدف الوقاية من الفايروس تم اتخاذ حزمة من الإجراءات والتي تجلت بـ “منع التجمعات الكبيرة منها؛ الفعاليات، التعازي، مراسم الشهداء وحفلات الزفاف، وتم فرض حظر التجوال ضمن الوضع الحالي، واستثنى منه عدد من محلات السمانة والخضار والصيدليات والعيادات الطبية، وتم إغلاق المعابر المؤدية إلى الشهباء أما عن الطريق التجاري، فتم اتخاذ قرار يقضي بتسليم البضائع للحواجز الرئيسية، واتخذت هيئة الصحة قرار تجهيز سيارتي إسعاف مجهزة بعدة وكادر تخصصي تحسباً لأي حالة إصابة”.

وعن آلية عمل البلديات في الوضع الحالي أشارت ملك بأن البلديات وبهدف حماية الشعب أطلقت حملة تعقيم شاملة لكافة الشهباء، ومنها تعليق اللافتات الطرقية وتعقيم المنازل بالإضافة إلى تخصيص سيارة متنقلة خاصة بتنبيه الشعب حيال الفايروس وأعراضه وطرق الوقاية منه، هذا وقامت البلدية بتكثيف الحملات التوعوية والتعقيم في المخيمات كونها الحاوية لأكبر عدد من الشعب على حد قولها.

هذا ومنذ بداية اتخاذ قرار منع التجول باشر عدد من أصحاب المحال إلى التلاعب بالأسعار لذا وبغية الحد من انتشار هذه الظاهرة تم تشكيل لجنة ضابطة تعمل على ضبط الأسعار وفرض أسعار تموينية تناسب الوضع الحالي.

وأردفت ملك بأن حملة التعقيم ستستمر سته أشهر بشكل مكثف نظراً للبنى التحتية للشهباء التي تعرضت مسبقاً لحروب أضعفت البنية التحتية، من ناحية أخرى كون الشهباء منطقة محاصرة فالحل الوحيد المتوفر لدى الشعب والإدارة الذاتية هو الوقاية، منوهةً أن الحكومة السورية لا تحمل على عاتقها حماية الشعب في الشهباء، وبدورها لم تقم أي جهة معنية بتقديم الدعم للشعب المُهجر قسراً في الشهباء.

بينت ملك في منتهى حديثها على أن الشهباء كونها منطقة ريفية ومنازلها تبعد عن بعضها البعض الأمر الذي قد يحول دون انتشار الفايروس، وتوجهت بالنداء لكافة المنظمات للعمل على إمداد الشهباء بالمعدات الطبية ومواد التعقيم اللازمة “لأن انتشار الفايروس في الشهباء سيُشكل كارثة إنسانية”.

العمل بشكل تطوعي

ومن جانب آخر توافد أعضاء وعضوات الكومينات للعمل بشكل تطوعي في الشهباء ووضع نقاط تراقب عملية السير في حالة منع التجول بالشهباء، وضمن هذا السياق تحدثت عضوة كومين ناحية الأحداث لمقاطعة الشهباء ميديا أحمد والتي استهلت حديثها بأن وضع نقاط الحماية في الشهباء راغبة بحماية الشعب، مبينةً أن السيارات التي قد تصل إلى النقطة يتم النقاش معهم وتعريفهم على خطورة الفايروس وطرق الوقاية منها بالتزام المنزل.

تابعت ميديا بأنه في بعض الأحيان يعانون من صعوبة تقبل الشعب لعملية منع التجول، وذلك نظراً لاحتياجاتهم التي هم مجبورين على تأمينها، ولكن في أغلب الأحيان يتقبل الشعب مفهوم منع التجول ويعمل على مساعدة أنفسهم وحماية شعبهم على حد تعبيرها.

في منتهى حديثها طالبت ميديا الشعب في الشهباء بتقديم يد العون للإدارة الذاتية والكومينات بالتزام منازلهم لحماية ذاتهم وشعبهم من الفايروس وعدم حدوث كارثة إنسانية التي ستحدث في حال انتشار الفايروس.

ومن جهة أخرى نوهت العضوة في كومين ناحية فافين التابعة لمقاطعة الشهباء فاطمة محمد على أهمية الالتزام بالقرارات التي تصدر عن خلية الأزمة والإدارة الذاتية اللتان تهدفان لحماية الشعب من احتمالية الإصابة بالفايروس، مشيرةً إلى أن كل قرية وناحية بحسب مساحتها تقوم بتحديد عدد نقاط الحماية.

هذا وأكدت فاطمة في منتهى حديثها على أن المواد الطبية ووسائل الحماية قليلة لا تتمكن من تغطية كافة الشهباء، وطالبت كافة الجهات المعنية بتقديم الخدمات المتوفرة للشعب في الشهباء.

تدابير خلية الأزمة..

وعن الوضع الصحي وآلية عمل هيئة الصحة لإقليم عفرين أكدت الرئيسة المشتركة لهيئة الصحة لإقليم عفرين هيفين حسين بأن الشعب في الشهباء أغلبه يقطن في المخيمات مما يجعل الأمر أكثر صعوبة وخطورة على الشعب.

وبينت بأن الخطوة الأولى التي تم اتخاذها هي تدريب وتأهيل اللجنة الصحية على ماهية الفايروس ومدى خطورته وأيضاً كيفية الوقاية منه، مفيدةً بأنه في حال اتباع الإجراءات الصحية فسيتم التمكن من المحافظة على الشهباء وأهلها، خاصةً أن الشهباء منطقة سبق وتعرضت للهجمات ومحاصرة منذ بداية الأزمة السورية الذي يقف عائقاً أمام استيراد المواد اللازمة للشعب بحسب قولها.

بغية الوقوف أمام كوفيد19 تم اتخاذ العديد من الإجراءات والتدابير الوقائية منها أضافت هيفين قائلة: “بعد خروج الفايروس عن السيطرة وانتشاره في كافة أنحاء العالم, قامت الإدارة الذاتية بتشكيل خلية للأزمة تعالج الوضع الحالي وما يتعلق بهذا الخصوص، ومن المهام التي تقع على كاهلنا في الوضع الراهن توعية الشعب حيال كوفيد19 وما يشكله من خطورة، فقد تجلت توعية الشعب بتعليق اللافتات الطرقية كما أن الكومينات بدورهم يعملون على توعية الشعب”.

واصلت هيفين حول التدابير الصحية قائلةً: “نعمل على توعية الشعب وتعريفهم على الفايروس خاصةَ وأنه لم تتمكن الدول العالمية من إيجاد علاج له بعد، لذا تحولت هذه المهام إلى خلية الأزمة ومن ناحية أخرى الوافدين إلى الشهباء سينتقلون للحجر الصحي الذي يطول 14 يوماً إلى حين التأكد من صحته بالتزامن مع تسجيلات صوتية تحوي على تنبيهات صحية تتعلق بالفايروس ويتم تشغيلها في كافة قرى ومناطق الشهباء”.

هذا وأكدت هيفين على أنه لا وجود لحالات الإصابة بالفايروس إلى هذه اللحظة، علماً أنه تم تخصيص سيارات إسعافيه في حال تواجد أية حالة مرضية يقوم حينها الكادر الطبي بنقله إلى المشفى او أقرب نقطة طبية، وارتباطاً بالإسعافات الأولية أشارت هيفين أنه يتم تأسيس مبنى سيتم تخصيصه لحالات الكورونا إن وجدت ليتم معالجتها.”

نادت هيفين في منتهى حديثها الشعب في الشهباء وطالبتهم بالتزام المنازل إلى حين القضاء على الفايروس، هذا وبينت أنه تم تخصيص أرقام تتعلق بالمشفى في حال تواجد حالات إسعافيه في ناحية” فافين، الأحداث” الاتصال على الرقم افرين  “0993216830أما بالنسبة لناحية أحرص، تل رفعت، شيراوا الاتصال على رقم الهلال الأحمر 0998924420”.