الأم خديجة تُعالج النساء والأطفال منذ 25 سنة

امرأة في العقد السادس تُعالج أبناء المنطقة من نساء وأطفال بالأعشاب الطبيعية والأهم من ذلك أنها تصنع الأدوية بنفسها فيتردّد لزيارتها من أجل العلاج نساء وأطفال من مناطق مختلفة.

اكتشاف المرأة للمواد الطبية وامتهانها مهنة الطب بالأعشاب كان منذ بداية البشرية، أي أنها كانت أولى المكتشفات في هذا المجال واستمرت بهذا العمل الإنساني حتى وقتنا الحاضر والدليل هو معالجة بعض النساء المرضى بالأعشاب حتى بعد إنشاء المستشفيات والصيدليات وهذا إن دل على شيء فأنه يدل على مدى ارتباط المرأة بالطبيعة وبإرثها العريق.

خديجة الزعيم من منطقة صرين من المكون التركماني تبلغ من العمر 61 عاماً, تطبب النساء والأطفال وتداويهن بالأعشاب الطبيعية التي تحمل فوائد عديدة، وتعمل في هذا المجال منذ 25 عام، إذ أنها تقوم بصنع خلطات تعدها بذاتها بالإضافة لشراء بعضاً منها من العطار، وتقوم بمعالجة مختلف الأمراض، وورثت هذه المهنة من جدتها لأمها.

ورثت مهنتها من جدتها

 تعلمت مهنة معالجة المرضى بالأعشاب من جدتها فقد كانت تراقبها أثناء عملها وتسألها عن كيفية العلاج ونوع المرض خاصة فيما يتعلق بالأمراض النسائية كمرض في الرحم وبهذه الطريقة تعلمت خديجة كل ما يتعلق بأمراض المرأة من جدتها.

ومن الأمراض الأخرى التي تعلمتها خديجة وتمارسها اليوم  تقول خديجة لوكالة JINNEWS : هناك حالات عديدة لمرض الرحم لديهن وعن ميلانه إلى جهة اليسار أو اليمين، وأحياناً يذهب لناحية الظهر أو للأعلى لذا يجب أن نعيده لمكانه ونطببه بشكل صحيح ومن هنا تعلمت معالجة النساء، كما أنني أقوم بمعالجة النساء اللواتي يريدن أن يحملن، وأستعيد لهن الصرة التي تكون قد ذهبت بغير اتجاه وأعيدها لمكانها وذلك من خلال رصها  , وأعمل على معالجتها بهذا الشكل خلال 3 أيام إلى أن تتعافى المرأة, وأن لم يتجاوب العلاج أضع فوقها الهاون للتمكن من شدها لوضعها العادي”.

مداوة الأطفال من أمراض مختلفة

 الأم خديجة تداوي المرضى وتساعدهم على الشفاء من جميع الأمراض المزمنة، وتصنع الخلطات الطبية المختلفة التي تقوم بجمعها من النباتات الطبيعية وتحضرها من العطار أيضاً، ونادراً ما تجد هذه الأعشاب التي يوجد داخلها فائدة عظيمة للمرضى.

الأم خديجة لا تعالج النساء فقط بل الأطفال أيضاً وأوضحت عن مداواتها للأطفال: “أعالج الأطفال عندما يكون عظم العين تجاوز مكانه الطبيعي وأقوم برفعه إلى الأعلى، من جهة العين والفم, وأداوي الطفل إذا كان محمولاً بشكل خاطئ وأمسده بعد تدليكه بزيت الزيتون حتى يُشفى، بالإضافة لمعالجة اللوزات أيضاً وأعمل على رفعها”.

صنعت 20 نوع من الأدوية

تصنع الأم خديجة عشرين نوع من الأدوية وهي من الأعشاب الطبية الطبيعية تقوم بدقها وخلطها من بعضها البعض بعد تطبيقها وتصنع منها تحاميل للنساء وإن كانت المرأة تشكو من الالتهابات والليف والتي تتطلب زمناً لا بأس به تعالجها الأم خديجة أيضاً وفق خطوات لتشفى منها بأقرب وقت.

ونجحت الطبيبات بالمداواة وبرعت بمهارة من خلال هذه المهنة، وذلك يعود لخبرتها العلمية وذكاءها بالإضافة لإنسانيتها التي تريد من خلالها دائماً أن تعين أي إنسان، والأم خديجة واحدة منهن  فقد عالجت الكثير من النساء والأطفال وقد اجتهدت من خلال تجارب علاجية كثيرة، وخاصةً أمراض النساء المختلفة اللواتي تشكل عندهن أزمة مرضية يجهلها الأطباء ويعجزون عنها أحياناً.

العلاج كُلّهُ بالأعشاب الطبيعية

 بعض الأعشاب تشتريها الأم خديجة من العطارين ومنها جوزة الطيب، الغيمة، العفصة، الشكم، بذار الحمقة، شعير الهند، دم الخيل، قرنفل وتضيف لهذه الأعشاب التمر والزبيب، ألية الغنم، مخ بعير، وأحياناً تخلط معهم بصلة بعد شويها بالإضافة إلى الكمون. أما طريقة صنع الأدوية فأنها تكمن بخلط الأعشاب مع بعضها فتصبح كالمرهم وتلفه بقطعة من الصوف الذي لم يُغسل، وتصبح جاهزة لاستخدامها كتحميلة للعلاج.

طب الأعشاب البشري أمر هام في الحياة، وله طرقٌ كثيرة ومتعددة وهو كان ومازال متداول في المجتمع, وقد أصبح الكثير من الأهالي يفضلون الطبابة الطبيعية لأنها لا تحمل أي جوانب سلبية لدى المرضى، خاصةً أن الأعشاب التي يتم العلاج بها هي من الطبيعة، أما الأدوية الكيماوية التي تصنعها المعامل الدوائية لها تأثيرات جانبية وسلبية على المريض.

تردّد المرضى مِنْ بِقاع مُختلفة

 واختتمت المواطنة خديجة الزعيم حديثها قائلةً: “يتردد الكثير من الأهالي إلى منزلي من أجل المعالجة من مختلف المناطق منبج, الرقة, الحسكة حلب, وغيرها من المناطق, وعندما يشفى المرضى بعد معالجتي لهم أسعد كثيراً, فأنا أستقبل المرضى في أي وقت كان ولا أتردد في مساعدتهم  أعمل بقدر استطاعتي لأتمكن من معالجتهم وشفائهم”.

اللافت هو أن الأم خديجة الزعيم تعمل في هذا المجال منذ 25 سنة.