الاحترام والأخلاق سمة أساسية في نجاح العمل الرياضي

تقرير/ جوان روناهي-

روناهي / قامشلو ـ لكل عمل قواعد ثابتة لنجاحه وأهم سمات نجاح العمل الرياضي هو تواجد الاحترام والأخلاق ضمن كل مفاصله، وفي بعض من الجوانب نفتقد لهذا الاحترام أن كان بين اللاعب والمدرب أو اللاعب والحكام والاتحاد وإدارات الأندية والأندية بين بعضها، وبنفس الوقت هناك حالات يُحتذى بها مثلاً تقديم نادي لدرع يُكرّم فيه نادٍ آخر حصل على لقب الدوري مثلاً.

غياب تبادل الاحترام والأخلاق يؤدي لخلق الكثير من المشاكل والمعوقات في العمل الرياضي وفي إقليم الجزيرة تظهر الكثير من البوادر الجميلة ما بين الاتحاد والأندية وما بين الأندية نفسها، وحتى هناك احترام متبادل بين لاعبي الأندية قبل المباراة وضمنها وبعدها، وطبعاً ليس الجميع وليس في كل المباريات وليس كل مكاتب الاتحاد أيضاً، ولكن نسلط الضوء على هذا الموضوع كوننا نقترب من انطلاق موسم رياضي جديد بالإضافة لمصادفتنا للكثير من المشاكل في العام الماضي بسبب عدم احترام بعض إدارات الأندية للأخرى وحصلت عمليات إغراء للاعبين بعيداً عن الأخلاق الرياضية، وهذا الأمر معيب جداً، فما العيب بالتواصل بين الإدارات لاستعارة أو انتقال لاعب من نادي إلى آخر؟.

ما الضير في التواصل والاتفاق على أخذ لاعب من نادي إلى الآخر، وحتى التعامل بين المدرب واللاعب، بحيث نجد بعض المدربين يقومون بشتم وسب اللاعب في الملعب وخارجه أثناء التمارين وخاصةً بالتعامل مع الفئات العمرية، وهذه الأمور تخلق جيل رياضي غير متزن وغير كامل المواصفات المطلوبة لأن يكون قادر لتحقيق الأفضل وأن يصبح رياضياً ولاعباً ناجحاً.

والقضية الأهم تكمن لدينا وهي قضية احترام الحكام واحترام الحكام للاعبين ضمن المستطيل الأخضر، ولكن ظهرت حالات مؤسفة في الأعوام السابقة ومنها وصلت لضرب الحكام من قبل اللاعبين، وحتى هناك حكام يقومون بالرد بالمثل في حال تعرضوا لاستفزاز أو إهانة أو سب وشتم، وكل ذلك يوحي بوجود خلل في الثقافة والأخلاق الرياضية لدى هؤلاء، بالطبع الحكم هو إنسان وقابل لظهور ردة فعله منه، مقابل ما يتعرض له، رغم هذا الأمر لا يجوز أن يقوم بأي تجاوز، ويجب احتواءه للآخرين وخاصةً في ملاعبنا بحيث الكثير منهم يفتقرون للمعرفة بالقوانين ومواد كرة القدم ومثلهم بعض المدربين والإداريين، وكل ذلك ينجم عنه ضياع تبادل الاحترام والأخلاق.

في موسم 2019، شهدنا بعض الحالات التي لا يجب أن تظهر في ملاعبنا بحيث وكما العادة من الأخلاق الرياضية إخراج الكرة خارج الملعب في حال حدثت إصابة من قبل أحد اللاعبين ولكن في بعض المباريات لم تقم بعض الأندية بإخراج الكرة بداعي أن اللاعب أسقط نفسه عمداً لتضييع الوقت، وبالفعل البعض يُسقط نفسه على أن إنه مصاب لتضييع الوقت وهذه حركة لا أخلاقية، ولكن رغم ذلك يجب إيقاف اللعب لأنك سوف تخسر أخلاقك والأخلاق فوق كل شيء في الرياضة.

على صعيد دوري السيدات في إقليم الجزيرة للعام 2019، فعلينا أن نذكر حقائق لا بدّ منها لقد كانت الأخلاق الرياضية في تلك المباريات فيها واضحة أكثر من دوريات الرجال، وشهدنا حالة التسابق نحو اللاعبة عند سقوطها للاطمئنان عليها، وطبعاً شهدت بعض المباريات القليل من المشادات الكلامية، ولكنها أمور عرضية مقياساً ما نشهد بدوريات الرجال وخاصةً عندما يخرج كلام معيب من فم مدرب يعتبر نفسه خبرة كروية ومربي للأجيال الكروية.

في مختلف الألعاب الفردية والجماعية كانت حالات عدم الاحترام حاضرة في الموسم الرياضي السابق، المشادات الكلامية بين أعضاء اللجنة الفنية وبين المدربين واللاعبين كلها توحي بوجوب مراجعة هؤلاء لأنفسهم والعمل على تفادي هذه النقاط السلبية، لأنها تؤثر سلباً ليس عليهم فقط بل على الرياضة بشكلٍ عام.

بعض النوادي تتواصل مع الرئيس المشترك من ثم تتجه إلى لاعبيه للتفاوض معه وأخذه لناديه، وهذا التصرف خطوة في الطريق الصحيح، فالاحترام المتبادل والتعامل الأخلاقي يؤدي في النهاية لنجاح الجميع ويؤدي في المحصلة لتطور رياضتنا نحو الأفضل، وعندما يرى اللاعبين من الفئات العمرية هذا الاحترام بين الأندية وأيضاً احترام مدربه له، بكل تأكيد سوف يتطور لعبه، وعكس ذلك سوف يؤدي به إلى الاستمرار بنفس المستوى دون حصوله على أي تطور في لعبه وأخلاقه وثقافته الرياضية.