الأهلي والزمالك ديربي مصري كبير والصراع الجماهيري لا ينتهي

إعداد / جوان محمد-

روناهي / قامشلو ـ في الكثير من بلدان العالم تشهد لعبة كرة القدم ديربيات مثيرة وينتظرها الجماهير بفارغ الصبر، ولعل في مصر يعتبر ناديا الأهلي والزمالك من أقوى الفرق الموجودة، وحتى صعيد القارة السمراء أيضاً، ولكن عدم حضور نادي الزمالك لمباراته مع الأهلي أثار ضجة محلية وعالمية إعلامياً، وخارج الملعب الصراع الجماهيري يصل لدرجات قد لا يتصورها العقل.

نادي الأهلي، هو نادٍ رياضي مصري محترف في مدينة القاهرة يلعب في الدوري المصري الممتاز وهو النادي الوحيد في مصر بجانب نادي الزمالك الذي لم يهبط إلى دوري الدرجة الثانية.

وتأسس النادي بتاريخ 24 نيسان 1907 على يد العديد من كبار الشخصيات في مصر مثل عمر لطفي بك وأمين سامي باشا ومصطفي كامل وطلعت حرب، وتأسس كنادٍ للشباب الوطنيين المصريين، أما نادي الزمالك تأسس في شهر كانون الثاني 1911 حيث تم إنشاؤه كنادٍ (رياضي وثقافي واجتماعي)، باسم نادي قصر النيل.

وفي عام 1913 تغير اسمه إلى المختلط نسبة إلى المحاكم المختلطة والتي كان أحد أفرادها “سعد زغلول” رائد الحركة الوطنية المصرية.

وتغير اسم النادي إلى نادي فاروق وكان ذلك في عام 1941 بعد أن نال النادي الرعاية الملكية من ملك مصر فاروق الأول ومع ثورة 23 يوليو 1952 وتغير الاسم مرة ثالثة إلى اسمه النهائي، وهو نادي الزمالك.

في مصر الصراع لا يكون فقط بين اللاعبين ضمن ميدان الملعب بل على العكس فجماهير الناديين يتحاربان على شبكات التواصل الاجتماعي، وحتى في المنزل الواحد، وأدت في مصر إلى انقسامات بين الأخوة وحتى بين المتزوجين وتصل حرارة التشجيع بينهما والاستفزازات إلى الطلاق؟؟!.

 نعم لا تستغربوا فهي كرة القدم معشوقة الجماهير، فقد انضمّ اللاعب صالح جمعة إلى النادي الأهلي، وانضمّ شقيقه عبدالله إلى الزمالك وفي العام 2015 خرج صالح بتصريحٍ مثيرٍ لقناة “الأهلي”، قال فيه إنّ “شقيقه دائماً ما يتهرب منه بعد هزائم الزمالك، وقبل العودة إلى المنزل بعد خسارته مع فريقه، يسأل أولاً إذا كنت موجوداً في البيت أم لا، ثم يقرر هل يعود أم يقضى الليل بصحبة أصدقائه”.

بينما يقول أحد المواطنين في مصر واسمه خالد.ر، بأنه يتربون في عائلة تحب كرة القدم في مصر، والكثير من أفراد العائلة هم من مشجعي الأهلي، والبعض من مشجعي الزمالك وخاصةً أخي الذي يصغرني بخمسة سنين، وفي إحدى المباريات وكما العادة تكون الأجواء مشحونة بين جماهير الناديين، وقال رغم إننا كأسرة غير متعصبين كروياً، ولكن أخي لم يكن كذلك وخالف القاعدة، وبعد العودة من المباراة قمت بالمزاح معه وأيضاً باستفزازه ولكنه من وقتها إلى الآن لا يتكلم معي ولا يحدثني.

وفي العام 2015 كشفت الأخبار عن وقوع حالة طلاق فريدة من نوعها، خصوصاً وأن السبب بدا غريباً على المجتمع المصري، حيث كشف أحد مشجعي نادي الزمالك أنه طلق زوجته بسبب خسارة فريقه المفضل في مواجهة تقليدية أمام الغريم الأهلي ضمن الدوري المصري. وبحسب ما جاء بعددٍ من الصحف المصرية، أشعلت الزوجة ثورة الغضب في قلبِ زوجها بعد معايرته بأن تشجيعه لـ “جلد منفوخ” يستحوذ على كل اهتماماته، وأنه لا يعتني بها.

وهنا نقول بأنه لا يجوز لكرة القدم أن تفكك المجتمعات والأسرة والواحدة، فهنا أيضاً في إقليم الجزيرة صحيح الأندية لم تصل لمرحلة تأسيس رابطة لمشجعيهم، ولكن بين اللاعبين تصل بعض الأحيان في التعليقات على الفيسبوك لأوضاع غير محببة، فلا يجوز ذلك لأن الرياضة أساسها الأخلاق والاحترام، وذكرنا في تقرير سابق عن ما يحصل بين جماهير ناديي ريال مدريد وبرشلونة والتي وصلت للضرب وحصول جرحى في الكثير من الدول في العام وفي إقليم الجزيرة حتى بعد نهاية كل مباراة بين الناديين برشلونة وريال أو خسارة أي نادي مع نادياً آخر تبدأ الحروب على شبكات التواصل الاجتماعي بين جماهير الناديين، وهذه الأمور لا تجوز. جميل تشجيع فريقك ولكن أن لا تصل إلى حد مقاطعة صديقك أو أخاك فهذا الأمر معيب.

وأُثيرت ضجة إعلامية وجماهيرية في يوم الاثنين الماضي بحيث ألغى الحكم الليتواني ماسيكا، مباراة القمة بين الأهلي والزمالك، بإستاد القاهرة، لمباراة مؤجلة من الجولة الرابعة للدوري المصري، لعدم حضور الفريق الأبيض وهو الزمالك.

ورغم تبرير النادي لعدم حضوره وأشار “نادي الزمالك بأنه كان يعتزم اللعب لكنه تأخر بسبب الزحام المروري، ومع ذلك قال الاتحاد المصري لا وجود لعقبات تعيق حافلة الفريق”.

وأضاف “اتحاد الكرة المصري اعتذر للجماهير وأكد اتخاذ إجراءات تأديبية ضد الزمالك”

وفي الإعلام العالمي أخذ الديربي صداً كبيراً بحيث سلط موقع الصين اليوم، الضوء على هذه الأزمة بعنوان “إلغاء ديربي القاهرة بسبب عدم حضور لاعبي الزمالك”.

وأضاف “وفقًا للوائح الاتحاد المصري لكرة القدم، سيتم إعلان الأهلي فائزاً بالمباراة، وخصم ستة نقاط من الزمالك في نهاية الموسم”.

فيما عنونت وكالة أنباء رويترز “الزمالك يواجه عقوبة كبيرة بعد عدم الحضور في ديربي القاهرة”.

ووصفت رويترز، رئيس الزمالك مرتضى منصور، بأنه “مثير للجدل وصاحب تصريحات غريبة”.

في حين كتب موقع BBC “ديربي الدوري المصري مهجور بعد فشل الزمالك في الظهور”.

وعلقت صحيفة كيك أوف الجنوب أفريقية، بأن ما حدث في لقاء القمة رقم 119، فوضى وعنونت “ديربي القاهرة ينحدر نحو الفوضى”.

في حين خرج موقع سكاي نيوز بعنوان “بعد غياب الزمالك. الأهلي يفوز افتراضياً في قمة لم تُلعب”.

وتنتظر الجماهير الكروية وأبناء الشعب المصري خروج الاتحاد المصري للكرة ببيان رسمي وتحديد نوعية العقوبة لنادي الزمالك لتغيبه وهذا الأمر سوف يشغل الحرب بين جماهير الناديين مجدداً، وهدفنا من كل ما ذكر بأنه ليتنا نحظى بديربي كروي بهذا الزخم الإعلامي عالمياً ومحلياً في إقليم الجزيرة وعلى صعيد شمال وشرق سوريا بشكلٍ عام، ولكن ليس بتغيّب نادٍ عن المباراة بل بمباريات جميلة وممتعة، وأن نشهد تواجد أندية ولها رابطة مشجعين، ونشهد تنافس في الملعب وخارجه ولكن ضمن حدود الأخلاق الرياضية فقط.