روناهي/ قامشلو- قضىبكري الصافي أكثر من ثلاثين عاماً في مهنة العطارة بتحضير العلاج الطبي لأكثر من 180 نوع من الأمراض، ووراء اكتسابه لمهنة العطارة سبب أشرنا إليه في تقريرنا.
العطارة تعتبر بديلاً عن الصيدليات فالأخيرة تعالج المرضى من خلال الأدوية الكيماوية أما مهنة العطارة فأنها كالطب البديل تعالج المرضى من خلال الأعشاب الطبية فقد كان يتداولها الأجداد في الأزمنة الغابرة لدى عدم وجود الأطباء والمشافي والصيدليات، هذا الطب كان يعالج الأمراض آنذاك، وما يلفت الانتباه هو أن هذا الطب لازال منتشراً حتى وقتنا الحاضر على الرغم من وجود الأطباء والمستشفيات، فالمعالجة بالأعشاب أكثر فائدة من العلاج بالمواد الكيمياوية ومن يمتهن هذه المهنة يؤكد على ذلك لذا وجود العطارة أيضاً مهم جداً كون الطب البديل يعتمد على الأعشاب المتوفرة لدى العطارين ويستفيد منها في علاجه.
لماذا سُمّيَ باسم سوق عزرا؟
“عزرا” سوق العطارين يقع وسط مدينة قامشلو حيث يعود تاريخ تأسيسه مُنذ عام 1930 أي قبل تأسيس مدينة قامشلو كما أكده البعض من العطارين، حيث جاء تسميته بهذا الاسم نسبة لوجود شخص يهودي يدعى عزرا إسحق ناحوم قدم من مدينة نصيبين بباكور كردستان وهو من كبار العطارين، وفتح محل ليبيع أنواع مختلفة من الأعشاب والبهارات إلى جانب كتابة وصفات طبية بالأعشاب، وعُرف هذا السوق باسمه ولا يزال يتداوله حتى الآن كونه أول شخص فتح محل للعطارة هناك.
وخلال جولة لعدسة روناهي ضمن سوق عزرا التقينا مع صاحب أحد محلات العطارة والذي يدعى “بكري الصافي” من مواليد 1950 من مدينة حلب، ولكنه عاش حياته مُنذ الطفولة في مدينة بغداد، وهو خريج اختصاص علوم الفيزياء والكيمياء في جامعة بغداد، وقد كان يعمل برفقة والده في معمل النسيج الذي افتتحه والده في بغداد، وهكذا مرت الأيام.
سبب دفعهُ لاكتِساب مِهنة العطّار
وفي يوم من الأيام أُصيب ابن بكري بمرض مستعصي وعجز الأطباء عن معالجته وقد لجأ بكري إلى طبيب يعمل في مهنة الطب البديل “العطارة” لعلاج ابنه في بغداد بالأعشاب الطبية، وأُدهش حينما رأى بأن طب الأعشاب تعطي نتائج إيجابية أكثر من مواد الكيميائية، لذا أحب بكري هذه المهنة وقرر أن يكتسب خبرة من هذا الطبيب الذي عالج ابنه، ورافق الطبيب في عمله عدة سنوات حتى أتقن المهنة بشكلٍ جيد، ومن ثم قرر العودة إلى وطنه.
بِمزج الأعشاب يُعالج المرضى
بعد أن عاد إلى وطنه لجأ إلى مدينة قامشلو كونها من أكثر المناطق ضمن إقليم الجزيرة تميزاً بأسواقها وبضاعتها، وقد افتتح محله مُنذ أكثر من ثلاثين عاماً في سوق عزرا، ويقوم الآن بصنع العديد من أنواع الأدوية بمزج المواد الطبيعة المستخرجة من الأعشاب هذه الأعشاب يجلبها من شرق آسيا والصين، إضافةً إلى بيع الكثير من أنواع التوابل.
بكري امتهن مهنة العطارة واكتسب الخبرة كما ذكرنا آنفاً من الطبيب الذي عالج ابنه، من هنا يقوم بتحضير العلاج الطبي لأكثر من 180 نوع من الأمراض، وذلك بعد الاطلاع على التحاليل الطبية والصور الإشعاعية، وقد تحتوي أغلب الخلطات العلاجية على العسل الطبيعي.
العيش بسلام أملهم الوحيد
ختم العطار بكري الصافي حديثه قائلاً: “أبناء شعوب شمال وشرقي سوريا أملهم الوحيد هو العيش بحرية وسلام، فالمحتل التركي الفاشي عدو لأجدادنا ويحاول الآن زعزعة الأمن والاستقرار، فبأي حق يقوم بالتدخل في وطن يعيش بمبدأ أخوّة الشعوب والتعايش المشترك”.
العطارة تعتبر بديلاً عن الصيدليات فالأخيرة تعالج المرضى من خلال الأدوية الكيماوية أما مهنة العطارة فأنها كالطب البديل تعالج المرضى من خلال الأعشاب الطبية فقد كان يتداولها الأجداد في الأزمنة الغابرة لدى عدم وجود الأطباء والمشافي والصيدليات، هذا الطب كان يعالج الأمراض آنذاك، وما يلفت الانتباه هو أن هذا الطب لازال منتشراً حتى وقتنا الحاضر على الرغم من وجود الأطباء والمستشفيات، فالمعالجة بالأعشاب أكثر فائدة من العلاج بالمواد الكيمياوية ومن يمتهن هذه المهنة يؤكد على ذلك لذا وجود العطارة أيضاً مهم جداً كون الطب البديل يعتمد على الأعشاب المتوفرة لدى العطارين ويستفيد منها في علاجه. 
