تقرير/ آزاد كردي-
روناهي / منبج ـ من الغرابة في حياتنا اليومية أن نتصادف مع أناس قد لا نبالي بوجودهم بيننا غير أنهم يمتلكون مواهب عدة لا نمتلكها، لا سيما من ذوي الاحتياجات الخاصة؛ حينها الأمر يخرج عن طور المألوف ويصبح خارقاً للعادة.
من بين معادلة الاحتمالات والراهنات يطل ليث جمال العلي الذي أراد صناعة تاريخ جديد في لعبة القوة البدنية، حيث لا حدّ لطموحه أو محطة ليقف عليها. كانت الأنظار تتجه إلي يديه النحيلتين وتتشدق نحو جسمه الهزيل الذي بات أكثر إصراراً على تحطيم رقماً رياضياً على الرغم من محاولات بعض المدربين ثنيه عن قراره لدخول المنافسات الرياضية، وخاصة أن عمالقة اللعبة في هذه الرياضة حضروا، ولن يكون بمقدوره المنافسة أمام أبطال قضوا شطر عمرهم بالتدريب والمران وحصد الجوائز.
حين حمل وزناً يفوق وزنه البدني الضعيف، كانت النظرات تتسمر حول صغر عمره، غيرها أنه حاول أن يوحي بقدرته غير آبه بما يجري من حوله، ثقته الكبيرة أججت الإيقاع عند الحاضرين الذين كادوا أن يقعوا من شدة خوفهم عليه، لا سيما أنه يتهيأ بعد لحظات قليلة أن يرفع أثقالاً قد تودي بحياته، فشلت جميع المحاولات لثنيه، غير أنه لم يعبأ بكل هذه النظرات المتوترة، وتابع حمل الأثقال البالغة 140 كغ وصرخات مدربه تعلو حيث سقط على الأرض من هول المفاجأة التي فرح بها أكثر من فرحه بعيد زواجه.