منظمات حقوقية وإنسانية: تركيا توسّع رقعة الاحتلال والمزيد من الانتهاكات

 تقرير/ صلاح إيبو

تستمر دولة الاحتلال التركي بانتهاكاتها الفظيعة في عفرين، إذ بات التغير الديمغرافي في أوجه بعفرين بعد توافد الآلاف من عوائل المرتزقة من إدلب إلى القرى والبلدات في عفرين، حتى باتت جميع المنازل مشغولة بهم، إضافة لقيام سلطات الاحتلال، بنصب خيم في الجهة الجنوبية من مدينة عفرين ومحيط قرية عين دارة 7 كيلومتر شمالي عفرين.

وفي الإطار ذاته، اتهمت منظمة حقوق الإنسان في عفرين، تركيا بالسعي لاحتلال المزيد من الأراضي السورية بعد أن قامت الدولة التركية المحتلة ببناء جدار إسمنتي عازل في بداية عام 2019 بطول أكثر من 3 كم بدءاً من قرية مريمين شمالاً مروراً بقرية جلبل ومن ثم قرية كيمار جنوباً.

وقالت المنظمة أن تركيا تقوم الآن بترسيم حدودها من جديد وذلك بإزاحة الحدود داخل الأراضي السورية (منطقة عفرين/ناحية بلبل) بعمق أكثر من 300 م تقريباً ووضع كتل إسمنتية بالقرب من قرى (بيكه-علي كارو-زعرة) وقامت بحفر خندق على محاذاة هذه القرى تمهيداً لبناء جدار يفصل رأس جبل كر في ناحية بلبل عن قاعدته حيث من المتوقع مواصلة عمليات الحفر من رأس جبل “كرجبل” بلبل الى مزار شيخ حمزة القريب من قرية علي كارو وضمها إلى الأراضي التركية وازاحت حدودها التي تم بناءها عند قرية بيكه المقابلة لقرية (جرجيه) في الجانب التركي منذ بداية احتلال عفرين لأكثر من 300 م ضمن أراضي قرية بيكه السورية، ومن المتوقع أن يصل طول الجدار الإسمنتي لأكثر من (7)كم وبعمق حوالي (300)م وما يزيد ضمن الأراضي السورية وبذلك استولت الدولة التركية على آلاف أشجار الزيتون والأراضي العائدة ملكيتها لمواطني قرى عفرين وقد تم ضم قسم كبير من القبور(مزار الشيخ حمزة) للجانب التركي وحرمت الأهالي من زيارة قبور موتاهم مستقبلاً.

وطالبت المنظمة الجهات الدولية المعنية بوضع حد للانتهاكات التركية هذه في عفرين والأراضي السورية الأخرى المحتلة من قبلها.

هذا وماتزال عمليات اختطاف المدنيين الكرد في أوجها، إذ وصل عدد المختطفين خلال أسبوعين إلى 14 شخص بينهم نساء، وقالت مصادر حقوقية ومحلية من عفرين إقدام سلطات الاحتلال التركي على اختطاف ستة مواطنين من قرية “ديكيه” في السابع والعشرين من الشهر المنصرم وهم (مريم سامي، علي حمو، جوان حمو، صلاح بلال، شعبان حمو، زرادشت سامي، أنس بكر)، وتم اختطاف الشاب “محمد داوود” من القرية ذاتها يوم الخميس المنصرم لأسباب مجهولة، ورجحت المصادر الحقوقية أن الاختطاف هو بهدف دفع الفدية.

كما اختطفت “الشرطة المدنية” التابعة للاحتلال التركي أوائل كانون الثاني، ستة مواطنين في قرية حسنديرا التابعة لناحية بلبلة، إضافة لاختطاف الطوبغرافي شيار يوسف من ناحية ماباتا.

استشهاد892 وإصابة مواطناً سورياً برصاص الجندرمة التركية

تقارير أخرى من مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا أفادت ووثقت استشهاد وإصابة 892 مواطناً سورياً برصاص الجندرمة التركية على الحدود حتى نهاية كانون الثاني 2020، وارتفع عدد الشهداء السوريين برصاص جنود الأتراك إلى 451 شخصاً حتى نهاية كانون الثاني 2020 بينهم (84 طفلاً دون سن 18 عاماً، و 58 امرأة) كما وارتفع عدد الإصابات بطلق ناري أو اعتداء إلى 433 مواطناً وهم من الذين يحاولون اجتياز الحدود من سكان القرى والبلدات السورية الحدودية أو المزارعين، وأصحاب الأراضي المتاخمة للحدود حيث يتم استهدافهم من قبل الجندرمة بالرصاص الحي.

وتمكنت مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا من جمع بيانات تضمنت قيام الجنود الأتراك بقتل شخصين هما طفل وامرأة، وإصابة 9 أشخاص بجروح، كانوا يحاولون اجتياز الحدود التركية، هرباً من الحرب في منطقة إدلب السورية.

ـ في 19 كانون الثاني الجاري قتلت قوات الجندرمة التركية امرأة سورية نازحة اسمها “فاطمة خالد أزون” من معرة النعمان وهي أم لثلاثة أطفال  خلال محاولتها العبور من قرية خربة الجوز، كما أصيب شخصان آخرين بجروح برصاص الجندرمة.

ـ في 21 كانون الثاني 2020 استشهد الطفل (محيميد فواز الفرج ) وهو من حماة وأصيب سبعة أشخاص آخرين بجروح خطيرة، برصاص “الجندرمة” على الحدود السوريّة التركيّة. بالقرب من “خربة الجوز” على الحدود أثناء محاولته اللجوء إلى الأراضي التركيّة برفقة أخيه الأكبر.

وفي شهر كانون الأول 2019 قُتل ثلاثة لاجئين على الحدود برصاص الجندرمة التركية، وبلغت إصابات الحدود نتيجة استهدافهم من قبل حرس الحدود التركي 10 لاجئين ذلك بحسب تقرير أصدره مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا.

وفي شهر تشرين الثاني 2019 قُتل لاجئان على الحدود برصاص الجندرمة التركية، وبلغت إصابات الحدود نتيجة استهدافهم من قبل حرس الحدود التركي أربعة لاجئين.

وفي شهر تشرين الأول 2019 قُتل أربعة لاجئين على الحدود برصاص الجندرمة التركية، وبلغت إصابات الحدود نتيجة استهدافهم من قبل الحرس الحدود التركي 22 لاجئاً.

الانتهاكات متواصلة تجاه اللاجئين والنازحين على حد سواء

رغم أن تركيا تعتبر من الدول الضامنة لوقف التصعيد وتشارك كأحد أطراف الصراع الرئيسية في سوريا وتقع على عاتقها مهمة حماية اللاجئين والنازحين.

قامت دولة الاحتلال ببناء جدار عازل على طول حدودها الذي يبلغ طوله 911 كم لمنع دخول اللاجئين، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى مدنيين نتيجة استهدافهم بشكل مستمر.