سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

سوريا والبُعد الإقليميّ للأمن القوميّ الروسيّ

تحقيق/ رامان آزاد

“لن ننتظرهم حتى يأتوا إلينا، بل سنذهبُ لدحرهم هناك” هذا ما قاله الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين يوم إعلانه التدخل الروسيّ في سوريا في 30/9/2015. فالحرب التي تخوضها موسكو في سوريا تمثّلُ في أحد جوانبها المرحلةَ الثالثة للحربِ الروسيّة-الشيشانيّة، وقد دارت الحرب الأولى (1994-1996)، وتلتها حرب ثانية (1999-2009).
كانت موسكو تراقبُ بكبثٍ انتقالَ الجهاديين من رعاياها إلى سوريا، ولا يختلفُ موقفها عن الدول الأوروبيّة، إذ أرادتِ التخلصَ منهم للأبد، وجعلتهم هدفاً مباشراً لاستراتيجيتها في سوريا، ومنعَ عودتهم إلى البلاد لئلا يشكّلوا خطراً عليها بعدما اكتسبوا خبراتٍ عسكريّةً متقدمةً. ومن الملاحظ أنّ الضرباتِ الجويّة الروسيّة تعمدتِ التركيزَ على مناطق تواجدِ المقاتلين القوقاز (الشيشان والداغستان) ومن جمهوريات سوفيتيّة سابقة وبخاصة أوزبكستان وطاجيكستان، في محافظاتِ اللاذقية وحلب وإدلب.
هواجس روسيّة من عودة رعاياها المرتزقة
شكّل تدفقُ الجهاديين القوقاز إلى سوريا عام 2012، وانضمامُهم للحرب تحوّلاً مهماً في نشاطِ التنظيماتِ الإرهابيّة بالشرق الأوسط، إذ تراجعت قدرتهم على تنفيذِ عملياتِ داخل الجمهورياتِ الإسلاميّةِ الروسيّةِ بعد عام 2009، وشدّدت موسكو الإجراءاتِ الأمنيّة في محيطها الإقليميّ. وجاء التدخل العسكريّ الروسيّ في ظلِّ تصاعدِ العواملِ الداخليّةِ للتمددِ الجهاديّ، الذي كان استمراراً لإعلان دوكو عمروف إمارةَ القوقاز في 7/10/2007، وجعل الشيشان ولاية تابعة لها، وصولاً لتعيين الداعشيّ “أبو محمد القادريّ والياً على الداغستان في حزيران 2015، وفي 23/6/2015 أعلن أبو محمد العدناني مبايعة إمارة القوقاز للبغداديّ.
في 30/7/2015 قدّر رئيسُ الوكالةِ الفيدراليّةِ الروسيّة لشؤون القوميات إيغور بارينوف، عدد المقاتلين من القومياتِ الروسيّة الذين توجهوا إلى ساحاتِ الصراع بالشرق الأوسط، بألفي شخص، ولكن وزيرَ الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف ورئيس مجلس الأمن الروسيّ نيكولاي باتروشيف، رجّحا تجاوزَ العددِ عتبة الخمسة آلاف شخص.
أكسبت سنواتُ حربِ القوقاز (الشيشان وجورجيا) ضدَّ الجيشِ الروسيّ المقاتلين القوقاز خبراتٍ قتاليّةً عاليةً، إضافةً لمشاركةِ أعدادٍ منهم بالعملياتِ العسكريّة في أفغانستان وباكستان والعراق، وكذلك خبرة الخدمةِ العسكريّةِ بالجيشِ الروسيّ. ويُعرفُ جهاديو القوقازِ بالشراسةِ بين أقرانهم، وهو ما دفع أغلبهم للانضمام إلى “داعش”، وقاموا بعملياتِ الخطفِ والتصفيةِ الجسديّةِ والتعذيبِ ضد الفصائل السوريّة المعارضة لداعش. ووصفهم الناطق باسمِ “الجبهةِ الإسلاميّةِ السوريّةِ” حسين ناصر بأنهّم “الأكثر إثارةً للرعبِ في سوريا، فهم بإشارةٍ من الأمير مستعدون حتى لقتلِ الأطفال”.
الشيشان في سوريا

مع اندلاع الصراعِ المفتوح في سوريا غادر هؤلاء تركيا، وكانتِ البدايةُ بتأسيس أبو عمر الشيشانيّ “جيش المهاجرين والأنصار” عام 2012، وفي عام 2013 انشقَّ عنه تشكيل باسم “مجاهدو القوقاز والشام” ويتزعمه حالياً محمد الخرساني الذي بايع جبهة النصرة، وفي نفس العام انشقَّ أبو عمر الشيشانيّ مبايعاً “داعش”، وتولّى القيادةَ العسكريّةَ لداعش بسوريا. وفي أيلول 2015 أعلن جيش المهاجرين والأنصار مبايعة “جبهةِ النصرة” على لسان زعيمه الحالي أبو إبراهيم الخراسانيّ، بعد عزلِ قائده السابق صلاح الدين الشيشانيّ الذي أعلن الحيادَ، وأسس “إمارةَ القوقاز بالشام” والتي تدينُ بالولاءِ لزعيمِ إمارة القوقاز. وفي عام 2013 أسس عبد الحكيم الشيشانيّ “جند القوقاز” ضمّ عناصر من الإشيكيريين، وهو تنظيمٌ يقف على الحياد بين “داعش” و”النصرة”.
شيشانيون آخرون هم الموالون لروسيا، ففي 24/1/2017، أقرَّ الرئيسُ الشيشانيّ رمضان قديروف حليفُ بوتين المقرّب بإرسال جنود شيشانيين إلى سوريا ضمن كتيبةِ الشرطةِ العسكريّة التي نشرتها روسيا لتأمينِ مدينة حلب وقال إنّه تمَّ إرسال عسكريين من كتيبتي المهمات الخاصة، وهو ما كان قد نفاه في 8/12/2016. ويقول تقريرٌ لمجلة “فورين بوليسي” المختصة بالسياسةِ الدوليّة إنَّ نشرَ كتائب قوقازيّة يمثلُ مرحلةً جديدةً من التدخلِ الروسيّ في سوريا. ويرى التقرير أنَّ الروسَ يسعون لتقديم مقابلٍ “مسلمٍ سنيّ” للشيشانيين المقاتلين بصفوف المعارضةِ وكذلك لخطبِ ودِّ المواطنين السوريين. ولكن الشيشانيين المقاتلين ضد الحكومة السوريّة يرون الوضع بشكل آخر.
وبحسب “فورين أفيرز” فإنَّ سيطرة القديروفيين على الشيشان، ستغيّر الوضع بحال عودة مقاتلي الفصيلين الآخرين إلى بلادهم محمّلين بخبرات المعارك، ونقلت المجلة عن تيمور ماهاروي، أحد مؤسسي “أجناد القوقاز”، قوله إنّ المقاتلين الشيشانيين سيجدون “حرباً أخرى بعد انتهاء الحرب السوريّة” وإنّهم “سيطاردون القديروفيين حول العالم”.
الخوف من تركيا مازال قائماً، ففي مقال نشره موقع أحوال تركية الخميس 2/1/2020 أكد وجود توجسٍ بقيام تركيا فعليّاً بنقل مقاتلي داعش إلى أراضي الاتحاد السوفييتي سابقاً. وكانت وكالة أعماق الناطقة باسم “داعش” قد ذكرت أنَّ رجلين هاجما ليلة رأس السنة مركزاً للشرطة في القوقاز الروسيّ، ما أدى لمقتلِ شخص على الأقل، ينتميان للتنظيم. ويعتبر “داعش” منطقة شمال القوقاز جزءا من أرض الخلافة وتبنى مراراً الهجمات فيها.
حربٌ استباقيّة
يعتبر قرارُ التدخلِ العسكريّ الروسيّ في سوريا حرباً استباقيّةً إذ تسعى موسكو من خلالها لعدة أهدافٍ تبدأ بدعم دمشق باستعادة المناطق التي خرجت عن سيطرتها، ووصلت لمرحلةٍ حرجةٍ، ولكن ثمة أهداف استراتيجيّة أخرى للتدخل، تتحققُ ضمن ثلاثِ أبعادٍ: الأول ضمن الحدودِ الوطنيّة بضمانِ الأمن القوميّ ووضعٍ حدٍّ للمخاوف من ارتدادِ العناصر القوقازيّة المقاتلة إلى روسيا، التي تصنّفهم موسكو خطراً ثانياً بعد الناتو وتجنب الخسائر المحتملة.
البعد الثاني ضمن آسيا الوسطى أو الإطار الأوراسيّ الذي تعتبره موسكو مجالاً حيويّاً لها بمواجهة النفوذ الأمريكيّ، والهواجس الأمنيّة لدولِ المنطقةِ، والخشية من نمو نشاطات التيارِ السلفيّ الجهاديّ،  حيث تمثلُ “حركة أوزبكستان الإسلاميّة” المنتشرة بدول آسيا الوسطى، إضافة لأذربيجان، أهم حركات التيار السلفيّ الجهاديّ بالمنطقة ويؤكد مسؤولو الأمن القوميّ الأوزبكيّ أنَّ أكثرَ من 5 آلاف مقاتل تابع للحركة توجّهوا للقتال سوريا، وقد أنشأ مقاتلو آسيا الوسطى كتائب وتنظيمات في سوريا، منها كتيبة “أنصار الدين” الطاجكيّة، وكتيبة “التوحيد والجهاد”، وكتيبة “الإمام البخاريّ” الأوزبكيّة التي توالي “جبهة النصرة”.

البعد الثالث يتمثلُ بمنطقةِ الشرق الأوسط التي تعتبر صفيحاً ساخناً للمتغيرات، وخط التماس بين النفوذين الأمريكيّ والروسيّ، حيث تتضمن استراتيجية واشنطن بالمنطقة إلى حماية أمن إسرائيل، باعتبارها نقطة ارتكاز لدورها، والسيطرة على نفط الخليج وغازه والتحكم بمصادر الطاقة العالميّة، بينما تهدف موسكو للحفاظ على وجودها العسكريّ في سوريا تعويضاً عن خسارةِ ليبيا، ومزاحمة النفوذ الأمريكيّ، وعقد صفقاتٍ اقتصاديّة وتوريد السلاح مع دول المنطقة.
من المؤكد أنّ موسكو تهدفُ بضرباتها الجويّة لاستعادةِ دورها قوةً عظمى قادرة على المبادرةِ، وضبطِ الخريطةِ الجيوسياسيّة بالمنطقة، وتقديم نفسها بديلاً للولايات المتحدة التي فشلت بإدارة أزمات الشرق الأوسط، وملء الفراغ الأمنيّ الذي سبّبته واشنطن، وشكّل ميداناً خصباً لتنامي وتمدد التيارات الجهاديّة. وتتطلع موسكو لخلقِ توازن جديد بالقوى يميل لمصلحةِ حليفها السوريّ، وفرضِ خفضِ على شروطِ واشنطن خفض سقفِ جاد حلٍّ سياسيّ متفق عليه. وموسكو مصرةٌ على تغيير خرائط السيطرة بالقوة العسكريّة، وعلى انفرادها بكامل الملفِ السوريّ.
سلاح بوتين الخفي
في 21/10/2019 أجاب الرئيس الشيشاني رمضان قديروف على سؤالٍ حول كيفيةِ التعامل مع مرتزقة داعش العائدين من سوريا فقال: “سنمنحهم بطاقاتٍ، للمسرحٍ، أو لمكانٍ في المقبرة!، لا نعرفُ بعد”، وبذلك فالتهديدُ واضحٌ بقسوةِ المعاملةٍ، وقال قديروف: “إنّ الشيشان مستعدةٌ لضمان الأمن في روسيا”، وأضافَ: “الشيشان أعدَّ وحداتٍ خاصةً للتعاملِ مع تلك المجموعات الإرهابيّة.
في 4/5/2017 نشرت مجلة فورين بوليسي الأمريكيّة مقالاً للكاتب نيل هووير حول الأزمة السوريّة المتفاقمة والتدخل الروسيّ فيها، وقال هووير: إنّ لدى الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين سلاحاً سريّاً في سوريا يتمثل بالمقاتلين الشيشان الموالين له ولروسيا. وأضاف هووير “إنّ نشر روسيا نحو ألف من المقاتلين الشيشان المسلمين أو القوات الخاصة، يدل على أن موسكو ماضية في تصعيد اللعبة العسكريّة على مستوى الأرض في سوريا أو زيادة القوات المنتشرة على الأرض”.
وكان مسؤولون روس قد أعلنوا عن توسعات كبيرة للقواعد العسكريّة الروسيّة بسوريا، وتزايد عدد المقاتلين بعقودٍ خاصةٍ مع موسكو، للقتال في سوريا نيابةُ عن القوات النظاميّة الروسيّة. وبالتالي فإنّ دورَ القواتِ الروسيّة في سوريا اقتصر على دعم الطيران الحربيّ في غالب الأحوال، لكن مضيّ الرئيس بوتين بنشرِ هذه القوات الشيشانيّة داخل سوريا يدلُّ على تغيّرٍ استراتيجيّ واضحٍ على المدى الطويلِ.
ورغم قرار الانسحابِ الذي أعلنه بوتين في بداية 14/3/2016، إلا أنّ موسكو وسّعت نشاطها في سوريا بنشرِ القواعدِ الميدانيّة الصغيرة في أنحاء البلاد وزيادةِ الاستعانةِ بالمقاتلين المتعاقدين، وبخاصة وحداتِ الكوماندوس من الشيشان والأنغوش من مراكزهم بالقوقاز الشماليّ. وفي 10/5/2017 نقلت وكالة (آكي) الإيطاليّة للأنباء عن مصادر أنّ روسيا “استبقت أيّ توافقٍ سياسيّ أو عسكريّ مرتقب وعززت وجودها في سوريا بإرسال مقاتلين ميدانيين على الأرض، غير تابعين للجيش الروسي، وهم نواة قوات محاربة، وتحديداً من إنغوشيا والشيشان.
 ونقل موقع العرب في 24/2/2018 أنّ المحلل نيل هاور قال في دراسة نشرها معهد الشرق الأوسط، “إنّ هذه الحملة تنطلق من مناطق شمال القوقاز ذات الغالبيّة المسلمة السنيّة، لتؤثر في عمق المجتمع السوريّ، وبرز كلٌّ من رئيس الشيشان قاديروف والمفتي الشيشانيّ صلاح حاج مجياف كقناة أساسيّة للقوة الروسيّة الناعمة فيما يتعلقُ بالشخصيات المدنيّة والإسلاميّة الناشطة في سوريا”.
وفي مسعىً لتجميلِ جهودِ موسكو في عيون المجتمعِ السوريّ المسلم، أعلنت في حزيران 2016 مؤسسة أحمد قاديروف (وهي مؤسسةٌ خيريّةٌ مرتبطة بالدولة الشيشانية باسم والد رمضان قاديروف) أنّها ستوزعُ 120 طناً من الموادِ الغذائيّة بكلّ أرجاءِ سوريا. واختارت تزامنَ الحملة مع شهر رمضان، كما قدمت السلطات الشيشانيّة موائد الإفطار.
ثمّة توزيع للأدوار في سوريا، حيث تضطلع الشيشان بدور القوة الناعمة الروسيّة، ولذلك اتسعت الحملة الروسيّة-الشيشانية على مدى عام 2017 فنُظمت حملة أوسع مركزها موسكو عبر جمعية الزكاة الخيريّة المرتبطة بالكرملين التي حشدت جهودها في أيار 2016 لتقديم المساعدات للاجئين السوريين بلبنان. وفي آب 2016 أعلنت السلطات الشيشانيّة أنّ مؤسسة أحمد قاديروف ستبني مركزاً استشفائيّاً للاجئين في سوريا لاستقبال 38 ألف مريض، وأرسلت أنغوشيا 25 طناً من المساعدات لسوريا ووزعتها الشرطة العسكرية الأنغوشيّة لتجميلِ صورةِ القواتِ الروسيّة للأهالي. وفي حي الوعر بحمص اندهش الأهالي لدى مشاهدتهم الجنود الروس يصلون في الشوارع. وأفادت تقارير أنَّ السوريين عبروا عن نظرة إيجابيّة نسبيّاً تجاه الجنود الروس والقوقازيين الشماليين.

وشهد أبناء مدينة حلب خلال عام 2018 انتشار أفراد من الشرطة العسكريّة الشيشانيّة يتجولون في حلب وهم يوزعون المعونات على الأهالي.  وفي 6/1/2018 زار مسؤولون شيشان كبار سوريا، بينهم المفتي مجياف وعضو مجلس الشيوخ الروسيّ آدم دليمخانوف، ونائب قديروف. وزار المفتي مجياف المسجد الأمويّ وصلى فيه حيث يعاد بناؤه بتمويلٍ شيشانيّ.

وزارت شخصياتٌ دينيّةٌ سوريّة غروزني عدة مرات طيلة سنة 2017، بعدما حضر علماء دين من دمشق مؤتمر غروزني حول الصوفية في 25/8/2016 والذي استثنى الوهابية من السنة، كما أرسلت دمشق أيضاً شخصيات دينيّة إلى مدينة مخاشكلا في جمهورية داغستان شرق الشيشان لمناقشة جهود السلطاتِ المحليّةِ في مكافحة التطرف. وإضافة إلى الروابط الدينيّة.

 القاديروفيّة أيديولوجيّة ما بعد الحداثة؟
نال رمضان قاديروف حظوةً استثنائيّة لدى بوتين، فتكيّف مع خطتها، واحتفظ في جعبته باحتياط كافٍ من الخياراتِ. ورغم قسوته ومزاجه الخاص، إلا أنّه نجح بفرض إيقاعه في بيئةٍ معاديةٍ، وتفتقر علاقته للمودة لدى جهاز الأمن الفيدراليّ الروسيّ، وشخصياتٍ بالكرملين.
استغلَّ رمضان قاديروف وضعَ الشرق الأوسط بمجردِ التدخل الروسيّ العسكريّ في سوريا في 30/9/2015. ليقدّم صورةَ المسلمِ الجيّد مقابل من يسميهم بالمسلم السيء؛ أي الإسلامويّ، وهو أداة تظهير سياسة موسكو صديقة للمسلمين. ولهذا ندد بالسياسة الخارجية للرئيس بوتين وتجاهله لاضطهاد مسلمي بورما، واستجاب بوتين وأدانَ من بكين “العنف المسلط ضد المسلمين”، وقالت صحيفة لوتون السويسريّة “إنّ رمضان قديروف يعدُّ فعلاً زعيماً سياسياً ودينيّاً حقيقيّاً”.
تجسّدُ القاديروفيّة طابع “ما بعد الحداثيّ” في الأيديولوجيات المعاصرة، إذ يجمعُ بين ما يبدو متعارضاً، فهو متمسكٌ بتمجيدِ القوميّةِ الشيشانيّة وبنفس الوقت يمجّد روسيا العظمى، ولعله يؤكّد على فرادةِ الشيشان وتميّزه عن عما سائد بالشرق الأوسط. ليقدّم صورةَ التكاملِ مع موسكو بتمثيله القوة الناعمة في سوريا وليبيا ويبني شبكاتِ تواصل روسيا مع العالم الإسلاميّ، فهل يكفي ذلك رصيداً يحفظُ هدوء العلاقة بين الطرفين؟
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle