أصوات وألحان أطفال روج آفا تُحيي إرث وثقافة المنطقة

تقرير/ هايستان أحمد

روناهي/ قامشلو: بادرت هيئة الثقافة والفن في إقليم الجزيرة بالتعاون مع أوركسترا روج آفا بتشكيل كورالٍ خاص بالطفل، لتقديم إرث وحضارة المنطقة بأصوات وألحان النشء الجديد، لتنمية مهاراتهم وقدراتهم والسير بعجلة فن الطفل إلى الأمام.

يقولون إن رغبت ببناء مجتمعٍ حر ذو فكرٍ عميقٍ ومبدع أبدأ بالطفل، فالأطفال بذرة مثمرة مزيّنة بالخيرات والعطاء، إن عرفت كيف تعتني بها وتهتم بها ستنمو لتعطي أفضل نتاج، ولكن ليس بالهيّنِ أن ندرك كيف نشغل طاقاتهم في المفيد، ومن الضروري ترتيب طاقتهم في التعلّم والإبداع، ومداعبة هواياتهم وتطلعاتهم لتصبح فيما بعد لوحة فنيّة مكتملة الفصول، ومنذ إعلان الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، عَمدت إلى توظيف قدرات الأطفال وهواياتهم بمراكز للفنون بشتى أنواعها، من رسمٍ وغناءٍ وعزفٍ ومسرح… لأن الأطفال وجهة المجتمع إلى الصواب والإشراق، وإن كانت عقولهم نيّرةً ستضيئ العالم كله، ومن أهم الفنون التي تنمّي عقل الطفل الموسيقى، لأنها تستعذب وتجذب انتباههم ويفضلونها على باقي الفنون غالب المرات، فالطفل منذ نشأته يهوى الاستماع إلى كل ما يصدر صوتاً إن كان لحناً أو أغنية من أفواه عائلته أو ضجة، فآذانه صاغية لكل صوتٍ، ودون شكٍ كانت أوركسترا روج آفا صورة جميلة مكتملة الألوان والعناصر، فكانت وسيلةً لإيصال ألحان أطفال روج آفا للعالم أجمع وبأجمل حلةٍ.

تقديم فَنّنا إلى العالم بلغات منطقتِنا

والآن بدأت هيئة الثقافة والفن في إقليم الجزيرة بالتعاون مع أوركسترا روج آفا بخطوات أكبر في سبيل تطوير فن الطفل في شمال وشرق سوريا كلها، ومن هنا كانت بداية انطلاق تشكيل “كورال الأطفال”، للأطفال من سن الثامنة إلى الثانية عشرة، والتسجيل مفتوح من تاريخ الخامس عشرة من الشهر الجاري دون تحديد تاريخٍ لانتهاء مهلة التسجيل، والتسجيل يكون في هيئة الثقافة في قامشلو، لإحياء إرث الثقافة والفن في المنطقة بصوت الأطفال، وقد كان لنا لقاء مع المشرفة على تدريب الأطفال الذين سيشاركون في الكورال الفنانة الكردية “مزكين طاهر”، لتحدثنا عن هذه التجربة التي تعد الأولى من نوعها في المنطقة كلها، وبدأت مزكين حديثها قائلة: (الآن نُحضّر لكورال الأطفال، لأن أوركسترا روج آفا هي البنية الأساسية وجاهزة، لا ينقصنا سوى إضافة الصوت إلى الألحان، وهدفنا من هذه التجربة هو نقل ثقافة شمال وشرق سوريا بلغاتها “الكردية والعربية والسريانية” إلى العالم كله، ونحن بدأنا بالأطفال لأنهم كالصفحة البيضاء كلما كتبت عليها بلطفٍ ستمتلئ بشكلٍ محترفٍ ومبدع”

 أما بالنسبة للشروط المطلوبة للتسجيل فقط هو العمر المحدد، ويجب أن يكون الطفل المتقدم للتسجيل أن يلقي أغنيتين، لتقييم درجات صوتهم وسمعهم، وبعد التسجيل سيتم تشكيل لجنة للتحكيم والتقييم لم تُحدد بعد.

 وبالنسبة للجنة القبول على الأغلب ستتكون من ثلاث إلى أربع أشخاص ومنهم (الفنانة مزكين طاهر، والمشرف على الأوركسترا الأستاذ محمد إسماعيل)، وستقوم اللجنة بتقسيم الأطفال حسب خامات صوتهم وتدربهم فيما بعد لمدة ستة أشهر على إلقاء الأغاني.

ووفي ختام حديثها وجهت الفنانة مزكين طاهر كلمة لذوي الأطفال : (أملنا من الأهالي أن يقفوا إلى جانب أطفالهم الموهوبين ويشجعوهم ليُقدِموا على التسجيل، لنخرج من إطار الأغنية العادية ونقدم فننا وثقافتنا الغنية المتنوعة بأصوات أطفالنا الذين هم مستقبلنا المشرق، لأنهم لبُنة المجتمع الأساسية والأهم في حياتنا المقبلة، فكل أطفال العالم يستطيعون الغناء بلغتهم والتعبير عن فنهم وإرثهم ومن هذا المنطلق يجب علينا أن نخرج أطفالنا من جو الحرب والأزمات إلى التشجيع والمثابرة على تقديم الأفضل وبلغاتنا، فهذا حق الطفل ونحن علينا أن نساعدهم قليلاً لنفتح النافذة على عوالم إبداعهم).

 ومن المقرر أن تنتقل هذه الفرقة الموسيقية إلى كل مناطق كردستان وكل أنحاء العالم إن تمكنوا، لننقل عالمنا وإرثنا إلى المسارح العالمية عن طريق نشئِنا.