بداية عهد جديد

رجائي فايد

 إنها درّة متحف برلين، حيث يقف تمثالها بشموخ كأهم تحفة تاريخية فيه، إنه تمثال جميلة الجميلات، وزوجة الفرعون الذهبي توت عنخ آمون، ولمن يجهل أصلها، أذكر أنها ملكة مصر نيفرتيتى، وهي كردية شاركت زوجها في حكم مصر، وهذه المصاهرة التاريخية (وما يترتب عليها من تقارب) بين مصر والكرد منذ آلاف السنين، لم تكن وليدة لحظة تاريخية مرت وانتهت، ولكنها دامت على مر الأيام والسنين، منذ عصر جميلة الجميلات إلى يومنا هذا، ليس في مصر وحدها بل في المنطقة بأسرها. فكان الرمز الأشهر البطل صلاح الدين الأيوبي محرر القدس، وإلى جواره أصبحنا نرى أسماء كردية في المنطقة تبوأت مراكز مرموقة سياسيّاً وثقافيّاً واجتماعيّاً، فعلى سبيل المثال لا الحصر محمد علي باشا باني مصر الحديثة، ومحمود سامي البارودي رب السيف والقلم، وقاسم أمين محرر المرأة، والعائلة التيمورية (أحمد وعائشة ومحمد ومحمود تيمور) ودورهم المشهود في مجال الأدب، ورائدا الفن التشكيلي في مصر سيف وأدهم وانلي، بل أن من قادة ثورة تموز/ يوليو1952عائلة محيى الدين (زكريا وخالد)، وتحمل العديد من القرى المصرية أسماءً مثل كفر الكردي وميت الكردي، ولم يجد آل بدرخان سوى القاهرة لإصدار أول صحيفة كردية في التاريخ، ليصبح تاريخ إصدارها هو عيد الصحافة الكردية، كما أن أول إذاعة كردية تم بثها من القاهرة في عهد عبد الناصر، ومن الطرائف أن تركيا احتجت لدى عبد الناصر على فتح هذه الإذاعة، وسألهم عبد الناصر (هل لديكم الكرد؟)، فقالوا لا حسب النظرية الشوفينية التركية، هنا قال عبد الناصر (إذاً فلماذا الاحتجاج؟.

ونأتي إلى زماننا هذا، إذ أنه يبشر ببداية عهد جديد ومهم في مجال هذه العلاقة، فبعد فتح مكتب لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني في القاهرة، ومن ثم فتح مكتب للحزب الديمقراطي الكردستاني في القاهرة، نستعد اليوم لفتح مكتب لمجلس سوريا الديمقراطي، ونحن بانتظار اكتمال المنظومة بافتتاح مكتب لحزب العمال الكردستاني، لتؤكد مصر أنها أم الدنيا، وأن فيروز كانت محقة في أنشودتها (مصر عادت شمسك الذهبي).

ولي أمنية تمنيتها: في 21 آذار القادم (عيد النوروز)، وأمنيتي هي المشاركة في احتفال موحد على ضفاف النيل يشارك فيه الجميع، ووقتها سوف تكتمل سعادتي.