سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

ثورة روج آفا… حراكٌ مجتمعي ضامنٌ لحقوق الشعوب

تقرير/ فيروشاه أحمد –
لم تكن النتائج التي تبلورت في منطقة الجزيرة في ظل الأزمة السورية بأنها هبة من السماء، بقدر ما كانت نتيجة عمل فكري وسياسي وعسكري ارتقت إلى التميز الواضح عن بقية بؤر التوتر والحروب والقتل في عموم سورية.
فمع انتقال الثورة في سورية من التظاهر السلمي من خلال شعارات وطنية سورية واحدة، إلى العمل المسلح وإفراغ هذه الثورة من محتواها الوطني، ساهم هذا الانتقال في تدخل معظم الدول الإقليمية في سورية، وما زاد الطين السوري طيب المذاق، أن سارعت القوى الكبرى للوصول إلى مياهها الدافئة لتعلن سرقة حصتها من كعكتها الشهية، هذا ما جعل الانقسام في المجتمع السوري إلى مِلل ونحل، وتيارات وانتماءات ساهم كثيراً في تبدد حلم كل سوري بالانتهاء مبكراً من الأزمة والعيش في ظل دولة ديمقراطية، وعاش السوريون أسوأ مأساة في العصر الحديث، وما زالوا يدفعون قرابين الحرية، لساسة يعيشون حرياتهم الشخصية في عواصم الأضواء والشهرة، ويقبضون من المال السياسي ما يجعلهم ينسون لأي جهة ينتمون.
بكل المقاييس باتت ثورة روج آفا التي انطلقت في 19 تموز ثورة الحرية، ثورة التغيير في الذهنية السلطوية، وقد عملت وعاهدت على منح المكونات والأقليات والطوائف والمذاهب حقوقها وحرياتها التي كانت في يومٍ ما طي النسيان، وانطلقت بدايةً من تأسيس وحداتٍ شعبية لحماية المنطقة من الهجمات الخارجية المتوقعة، ومن ثم بناء المؤسسات واعتماد نظام ديمقراطي على مبدأ أخوة الشعوب والعيش المشترك، وقد نالت المرأة نصيبها العادل من هذه الثورة لأنها تقلدت مناصب كثيرة وكبيرة على مبدأ الرئاسة المشتركة، فكانت أولى تلك الثمار تشكيل وحدات حماية المرأة، ولا يخفى على أحد أنَّ هذه الثورة قد رسمت خارطة طريق جديدة لحياة الإنسان في الشمال السوري والمنطقة بشكل عام، حين حطمت حواجز الخوف وبنت جسور جديدة لحياة حرة وديمقراطية.
بدايات الانطلاقة
كأي ثورة مجتمعية سارعت شعوب المنطقة إلى قراءة الساحة السورية بشكل عام ومنطقة الجزيرة بشكلٍ خاص، وتبني موقفٍ واضحٍ من هذا الحراك السياسي والاجتماعي، فكانت مفاهيم وفلسفة الأمة الديمقراطية كخارطة طريق للخروج من الأزمة بأقل الخسائر مقارنة بما حدث في المحافظات السورية الأخرى، هذه المفاهيم والأسس كانت بمثابة الخطوة الأولى بلملمة كافة المكونات ووحدتها والعمل بكل جدية لحماية مناطقها من الغزو الإرهابي ومن قوى الظلام والقتل.
ومن أولى المهام التي تبنتها الشعوب هي تشكيل وحدات حماية الشعب، التي كانت قد تبلورت أسسها عام 2004م بعد المجزرة الفظيعة التي ارتكبها النظام بحق المدنيين في ملعب 12 آذار، فجمعت الشبيبة نفسها من جديد وبجاهزية وتنظيم للتصدي لتلك القوى الإرهابية، وفي الأحياء والمداخل كانت وحدات حماية الشعب المتشكلة من الشعب نفسه، تقوم بحماية وحراسة الأحياء وبشكل طوعي، في هذه المرحلة العصيبة والانتقالية زحف المرتزقة إلى مدينة سري كانيه من الأراضي التركية مباغتين كل المكونات بغطرستهم وثقافتهم التي عنوانها الرئيس هو الإرهاب والقتل، لكن وحدات حماية الشعب لم تقف مكتوفة الأيدي، بل سارعت وبكل بطولة إلى محاربة هذه الهجمة وطردها وإعادتها من حيث أتت.
عندما شعرت القوى الإرهابية بأنها تعيش في فوضى من أمرها، وسارعت إلى الجهة الجنوبية من مدينة قامشلو وسخَّرت كل طاقاتها للدخول للمدينة، لكن وحدات حماية الشعب مجدداً حملت سلاح المقاومة وتصدَّت لهم وأبعدتهم خارج المنطقة كلها، وتتالت البطولات والانتصارات في عموم الجزيرة بعد أن شاركت بقية المكونات في هذا العمل الوطني وأرغمت قوى الشر للفرار إلى مناطق صحراوية أو إلى الداخل السوري أو العراقي.
تأسيس الإدارة الذاتية
بداية كانون الثاني من عام 2014م تم الإعلان عن الإدارة الذاتية في منطقة الجزيرة، هذا الإعلان جاء نتيجة تنظيم وترتيب الأوراق الداخلية لكل المكونات ومشاركتها في إدارة المنطقة. لذا؛ عمدت على بناء مؤسساتها وهيئاتها، وإذا كانت فلسفة الأمة الديمقراطية روحاً لهذه الفترة، فإن الإدارة الذاتية تمثل تجسيداً وجسداً لها، من حيث المقومات والأسس، والخطوات التي تلت إعلان هذه الإدارة كانت ثماراً حقيقيةً لجهود مكثفة لكل القائمين عليها، ومن أعظم ما أقدمت عليه الإدارة الذاتية الديمقراطية إعادة وتفعيل التعليم باللغة الأم، فكان من مخصصات عام 2017/ 2018 تجهيز 1950 مدرسة وإعداد 17 ألف معلم ومعلمة، والتحاق 170 ألف طالب وطالبة، وقد هيأت في كل من كوباني وعفرين بالسوية نفسها، وإن اختلفت الأرقام قليلاً، وعلى الرغم من بعض الصعوبات الفنية والإدارية إلا أن العملية التربوية لاقت استحسان الأهالي وكانت خطوة سباقة في تعليم الطلاب بلغتهم الأم وثقافتهم التي كانت مهمشة وشبه مندثرة في ظل النظام البعثي.

وارتقت الإدارة الذاتية عن طريق تمتين علاقاتها مع أغلب الدول، ورسخت هذه العلاقات من خلال فتح ممثلياتٍ لها في بعض العواصم والمدن الأوروبية وغير الأوروبية، ففي 2016م تم افتتاح ممثلية روج آفا في تشيكيا (براغ)، وتتالت فيما بعد وافتتحت في باريس وموسكو وعواصم أخرى. من هنا كانت الإدارة الذاتية تدرك أن العمل الدبلوماسي يوطد العلاقات بين الشعوب، بل ويرسخ هذه العلاقات بشكل أفضل إذا أصبح الطرفان يملكان ثقافة وذهنية ترفض السلطة والهيمنة والغزو.
تحرير كوباني
لم يكن تحرير كوباني بفعل عصا سحرية، بقدر ما اجتمعت كل العوامل الموضوعية والذاتية وأعطت أجمل المشاهد البطولية في العصر الحديث لكل شعوب الأرض بأن إرادة الشعوب لا تقهر، ففي منتصف عام 2014م دخل داعش هذه المدينة الوادعة والهادئة وجعلها خراباً، هذه المجموعات المرتزقة ربيبة النظام التركي، لم تكن تدري بأن أبناء كوباني لا يشبهون أحداً، لأنهم يملكون ثقافة إنسانية لا تسمح لداعش وغير داعش بالعبور، إنهم أبناء الشمس الذين لا تقهرهم كل الثقافات الوضعية والمبتذلة، فخلال مئة يوم من المقاومة والبطولة والشهادة دحر مقاتلونا هذا العدوان، وتحولت أنظار العالم سياسياً وإعلامياً إلى هذه المدينة التي أصبحت أسطورة المقاومة في القرن الحادي والعشرون.
وباتت مشاهد البطولات في سفح مشتى النور معلماً سياسياً وثقافياً لكل من يعشق الأرض والإنسان، مشتى النور حكاية عشق بينها وبين آرين ميركان التي سقت أشجارها بدمائها الطاهرة، وهي تصرخ بوجه داعشي ومن يحملون ثقافة القتل والإرهاب أن «ارحلوا عنا فنحن لسنا دعاة قتل، بل دعاة حضارة وثقافة سقت كل الجهات بأبجديتها وثقافتها المجتمعية والكونية».
مشروع الفيدرالية
في منتصف آذار 2015م أجمع المجتمعون من المكونات الكردية والعربية والسريان الآشوريين والتركمان والشركس والإيزيديين كافة وغيرهم في مؤتمر عقد بمدينة رميلان على إعلان الفيدرالية الاتحادية الديمقراطية نظاماً لكل الشمال السوري، واعتمد المؤتمر مجموعة توصيات بلغ عددها 14 توصية تبحث في آليات توسيع مفاهيم الفيدرالية، على أن تكون هناك وبعد ستة أشهر قراءة للمسودة النهائية للفيدرالية.
تضمن النظام الفيدرالي 85 مادة و11 فصلاً موزعاً على أربعة أبواب، ولسنا هنا بصدد قراءة كل الفصول والمواد بقدر ما يهمنا القول: إنَّ الفيدرالية وبأبسط معانيها نظام سياسي واقتصادي مجتمعي، ولم تكن من نتاجات وثقافات وفلسفة العصور الحديثة، بل تجلت ملامحها من عصر امبراطورية ميديا 612 قبل الميلاد، وهي أي (الفيدرالية) قاعدة وركيزة ومبادئ لكل الفيدراليات التي جاءت من بعد ميديا، كونها تشكل الأرضية الخصبة لإنتاج مجتمعات واعية ومؤمنة بالعيش المشترك، وفي الشهر السادس من عام 2016م أُعلن عن مسودة العقد الاجتماعي للفيدرالية الديمقراطية والتي تضمنت أربعة أبواب رئيسة.
الأول يتعلق بالمبادئ العامة، والثاني بالحقوق والحريات، والثالث بالنظام المجتمعي، والرابع بالأحكام العامة. ولكل باب مواد توضح آليات العمل بها، وهي بالمحصلة اتحاد طوعي بين مجموعة مكونات وقوميات، يتم خلالها تنظيم المجتمع تنظيماً كومونالياً، وتحتفظ وتحفظ هوية وثقافة كل مكون، دون أي إقصاء أو إلغاء لأي مكون، من جهة أخرى تركز الفيدرالية على البعد الفكري والثقافي والوطني، من خلال خلق مجتمع سياسي أخلاقي، لهذا كله وجدت شعوب الشمال السوري بأن الفيدرالية ضرورة تاريخية قبل أي مطلب آخر، لأنها تحافظ على وحدة الأرض والشعب السوري، ولأنها في الوقت نفسه تنبذ التقسيم والتفكيك والتجزئة.
وتم بالفعل البدء بانتخابات الكومينات كمرحلةٍ أولى، وتلاها انتخابات المجالس المحلية والبلدات والمقاطعات، حيث تمت تلك الانتخابات بشكل ديمقراطي وشفاف، وكان لجميع الشعوب حق الترشح والاقتراع دون تمييز، ولأول مرة في تاريخ روج آفا والشمال السوري تمت الانتخابات بكل نزاهة وديمقراطية، حيث رأى كل شخصٍ نفسه مسؤولاً وذا أهمية في هذه الخطوة التاريخية، فقام بواجبه الوطني بالتوجه لصناديق الاقتراع وانتخاب المرشح الذي يراه مناسباً.

ثورة روج آفا ثورة الشعوب والإنسانية

منذ بداية ثورة 19 تموز (ثورة روج آفا) وحتى الآن يصعب على المرء أن يوجز ما حدث في هذه السنوات القليلة، وبكل اختزال هي ثورة المرأة بامتياز، ثورة إعادة وإحياء وتفعيل الثقافة النيوليتية، التي كانت وما زالت تعمل على التعايش السلمي بين كل المكونات السورية في شمالها وفي كل مكان من الأرض السورية، ودائماً تقاس الثورات بمنجزاتها، والمشاهد المتتالية أكدت بأنها تعمل على بناء الذهنية الجديدة للإنسان في المنطقة بغض النظر عن انتمائه القومي أو الطائفي، هذه الذهنية هي التي وحدت هذه الشعوب كافة وهي تدافع عن الأرض والإنسان.
كان تحرير كوباني والرقة ودير الزور من المحطات الهامة في تقارب وتشارك الثقافات بدلاً من صراعها وتناحرها، وكانت الإدارة الذاتية روحاً جديدة لبناء فيدرالية اتحادية بين الكل في الشمال السوري، وبمثابة ناقوس لكل الأنظمة القوموية بأن نهايتها قد اقتربت، وأن الشعوب أيقنت بأن فلسفة التعايش المشترك لهي الأفضل من بقية الفلسفات التي أخفقت حتى الآن بوحدة الشعوب، لأن الثقافة التي أعطتها الأمة الديمقراطية لشعوب المنطقة كفيلة بأن تعيش هذه الشعوب بذهنية مشتركة قوامها أخوة الشعوب.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle