سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

روسيا في سوريا والأولويةُ لمصالحها

تحقيق/ رامان آزاد –

تستندُ موسكو للجغرافيا لتبريرِ السياسةِ الخارجيّة والتدخّل العسكريّ في سوريا باعتبارها إجراءاتٍ تمليها الضرورةُ الجيوسياسيّةُ التي تتخطى الاعتباراتِ الأخرى. وتعتبرُ الصراعَ في سوريا امتداداً لمرحلةِ الحربِ الباردةِ. أي لتأكيدِ الحضورِ الدوليّ بعد الانكفاء نتيجة تقسيمِ الاتحادِ السوفييتيّ 1991 وأرادت موسكو أن يكون التدخلُ قوياً مجلجلاً معززاً بالسلاحِ النوعيّ.
جملة من الأسباب تقفُ وراءَ قرارِ الكرملين التدخل العسكريّ المباشر في سوريا منها الحفاظُ على موطئِ قدمٍ على المياهِ الدافئة، وتأكيدُ النفوذِ على الساحلِ السوريّ للتصدّي لمنافسيها بتزويدِ أوروبا بالغازِ الطبيعيّ. ولكنَّ العنوانَ الأكبر لهذا التدخل هو إعلانٌ صريحٌ بعودةِ روسيا قوةً عالميّةً لا يمكنُ تجاوزها، وأن سنوات ما بعد انهيارِ الاتحاد السوفياتي وتفكك حلف وارسو، وتفرد واشنطن بقيادة العالم قد انتهت، وأن العالمَ على أبوابِ مرحلةٍ عالميّةٍ جديدة متعددة الأقطابِ.
الأوراسيّة والتدخلُ الروسيّ في سوريا
الأوراسيّة أيديولوجيا سيادة روسيا أو الحضارة الروسيّة، وقد تراكمت على أساسٍ دينيّ واعتمدت على الجذور المسيحيّةِ الأرثوذكسيّة رغم تصنيفها فلسفةً سياسيّةً وليست عقائديّة، لا تنحصرُ بالبُعدِ المسيحيّ الأرثوذكسيّ أو أيّ دين تقليديّ آخر. ويعتمدُ العنصر “الأوراسيّ” على الموقع الجيوسياسيّ لروسيا، وهو لا يتطابقُ مع الموقعِ الجغرافيّ؛ كونه محايداً اجتماعيّاً وثقافيّاً. أما الجغرافيا السياسيّة فتنطوي على طابعِ المجتمعِ، فتأخذ بالاعتبارِ “المشهد المحيط”.
كان انهيارُ المعسكرِ الشيوعيّ وتقسيم الاتحاد السوفييتي ضربةً مباشرةً في صميمِ الهويةِ الثقافيِّة والسياسيّة والاقتصاديّةِ الروسيّة، بالمقابلِ أعلن المعسكر الغربيّ الأمريكيّ-الأوروبيّ انتصارَ أيديولوجيته السياسيّة الليبراليّة بكلِّ مفرداتها؛ ما حدا بكلّ دول الجوار أن تعدّلَ سياساتها الخارجيّة وتموضعها وفق هذا المتغيّر، وتدخل منطقة الجوارِ الروسيّ على اتساعها تحولاتٍ شاملةً.
تمّ تداول مصطلح أوراسيا للإشارةِ إلى منطقةِ التحوّلات الممتدة على قارتين من الصين شرقاً إلى أوروبا مروراً بالشرقِ الأوسطِ، وتمثلتِ التحولاتُ بحدوثِ فراغٍ أمنيّ ودخولِ المنطقةِ بسلسلةِ صراعاتٍ لا زالت مستمرّةً حتى اليوم. فوقعتِ الحروبُ والنزاعاتُ بين مكوّناتِ البلدِ الواحد وكذلك بين الدول، فكانت عرقيّةً قوميّةً بالقوقاز والشيشان وأذربيجان وأرمينيا وجورجيا، وتنافساً اقتصاديّاً على مصادرِ الطاقةِ بين الدولِ المتشاطئة على بحرِ قزوين، كما برزت قضايا اختلافِ التوجّهاتِ السياسيّةِ والدينيّةِ ومشاكلِ الهجرةِ غير الشرعيّةِ وتهريبِ المخدراتِ عبر الحدودِ، ولم تستطعِ الدولُ المستقلةُ عن الاتحاد السوفيتيّ ضمانَ حقوق مواطنيها، وبرز الإرهابُ تهديداً مباشراً لمجملِ الحياة، فيما استقطب حلف الناتو دول البلطيق، بعدما كانت ضمن فضاء الاتحاد السوفييتيّ. وقامتِ الثوراتُ الملونةُ (جورجيا-2003 وأوكرانيا-2004) ودَعت للانضمام للناتو والاتحاد الأوروبيّ. ولتظهرَ هشاشةُ المنظومةِ الدفاعيّةِ الروسيّة فيما بعد الحرب الباردة، والتي اُفترض بها الاضطلاعُ بدور الاتحادِ السوفييتيّ واستيعابُ الدولِ المستقلة في أطرٍ جديدة، ولتواجهَ روسيا بذلك استحقاقاتٍ متصلةً بأمنها القوميّ ويسودَ التوترُ علاقتَها بحلف الناتو.
كان التدخلُ العسكريّ الروسيّ في سوريا رسالةٌ واضحةٌ لدولِ المنطقةِ، بأنّ الربيعَ العربيّ استطاع الإطاحةَ بالحكوماتِ التي كانت تحتَ المظلةِ الأمريكيّة، واستبدالها بأنظمة الإسلام السياسيّ، وبملاحظة خارطة الانتشار كان الامتداد ما بين المحيط الأطلسيّ وحتى البحر الأسود، فاستشعرتِ الخطر وأرادت أن تبعث برسالة مضمونها الوفاء لحلفائها، وأنّ سياستها مبنيةٌ على أساسِ عدم التخلّي عن حلفائها والدفاعِ عنهم سياسيّاً وعسكريّاً وأيّاً كانتِ التكلفة، وأنّ أيّ حراكٍ مناهضٍ لحلفائها مصيرُه الفشلُ.
تعتقدُ موسكو أنّ الحربَ السوريّةَ تُدورُ بين الأطلسيين والأوراسيين، بين ممثلي النظام العالميّ أحاديّ القطب الذي تقوده واشنطن وآخر متعدد الأقطاب تقوده موسكو. فالولايات المتحدة طرحت “مشروع الشرق الأوسط الكبير” الذي ينطوي على الفوضى الخلاقة وتدمير الدولِ الوطنيّة، لتفرضَ نفسها قوةً مهيمنةً. وروسيا التي تجاوزت ضعف تسعينياتِ القرن الماضي فالتزمت الصمت، وهي عازمة على مواجهةِ الفوضى الخلاقة بالشرق الأوسط. وتعتبر تدخلها العسكريّ بسوريا لحرب الإرهاب عملاً في نطاق الجغرافيا السياسيّة الأوراسيّة.
الضرورةُ الأمنيّةُ
لم تتردد موسكو بالدفاعِ عمّا اعتبروه ضرورةً أمنيّة وجيوسياسيّة، ووضعت بالحسبانِ صراعاً عسكريّاً طويلاً في سوريا، لتأكيدِ نفوذها قوةً دوليّةً عظمى حاضرةً على الساحلِ الشرقيّ للبحر المتوسطِ، كما تدخلُها في دونباس شرق أوكرانيا، وضمُّ شبهِ جزيرة القرم واستقلال دونيتسك ولوغانسك، فموسكو لا تعارضُ استقلالَ أوكرانيا السياديّ سواءً كانت حليفاً لها أو محايدة، ولكنها لا تقبل بتحولها لنقطة ارتكاز للناتو.
موسكو قلقةٌ من تنامي الجماعاتِ الإرهابية ذاتِ الأصولِ القوقازيّةِ والشيشانيّةِ والتركمانستانيّة وغيرها، وتخشى استخدامَ خصومها لهذه الجماعاتِ لتفجيرِ الأوضاعِ الأمنيّة بالحديقةِ الخلفيّةِ لموسكو.
أضحت سوريا مكبَّ النفاياتِ حتى لأصدقائها ولا توجدُ إحصائيّةٌ دقيقةٌ لعدد الإرهابيين من الجنسية الروسيّة في سوريا، وتشيرُ الأرقامُ إلى حوالي 7000 جهاديّ من آسيا الوسطى والقوقاز انضمّوا إلى “داعش” والفصائل المتطرفة الأخرى، ويخشى الكرملين احتمالَ عودتهم بعدما اكتسبوا خبراتٍ قتاليّةٍ عاليةٍ، وقال بوتين في 16/10/2015: “إنّنا بالتأكيدِ لا نستطيعُ السماحَ لهم باستخدامِ الخبرةِ التي يحصلون عليها في سوريا هنا على تراب الوطن”.
وردّت موسكو على الانتقاداتِ الغربيّةِ وتحذيراتها بوقوعِ هجماتٍ إرهابيّةٍ على أراضيها، أي بنفسِ الطريقةِ التي برّرت بها واشنطن الحربَ بأفغانستان والعراق بالحربِ على الإرهابِ والأمنِ القوميّ في جغرافيتها، ووجّهّت خطابها للرأي العامِ الروسيّ بأنّها تشنّ حرباً استباقيّةً على الإرهابِ لحماية الأمنِ القوميّ.
يعتقدُ الساسةُ الروس أنّ وجودَ “داعش” جزءٌ من خطةٍ أمريكيّةٍ، ويستشهدون باعترافِ بريجنسكي مستشار الأمن القوميّ أنّ الرئيسَ الأمريكيّ كارتر فوّضه بتمويلِ المجاهدين بأفغانستان ضدَّ الاتحادِ السوفيتيّ. والحلُّ لمواجهةِ التهديدِ الأمريكيّ، إظهارُ قوةِ روسيا، دون التعويلِ على الجهدِ الدبلوماسيّ.
اعتبرت موسكو إرهابَ “داعش” تهديداً مباشراً لها، إذ يخلقُ الذريعةَ لواشنطن بالتدخلِ العسكريّ. وتتخوّفُ من انتشارِ مرتزقةِ داعش بمناطق أخرى (آسيا الوسطى، أفغانستان، وطاجيكستان، وأوزبكستان) قرب الحدود الروسيّة، وشمال القوقاز داخل الاتحاد الروسيّ نفسه. ولهذا تعملُ عبر تدخلها العسكريّ في سوريا على احتواءِ الإرهابِ فيها، لئلا تضطرَ لمحاربته في عقرِ دارها ومناطقها الحيويّة. ويقول ألكسندر دوغين: “سوريا خطنا الخارجيّ للدفاع”، فيما الخط التالي هو الجغرافيا الأوراسيّة وداخل الاتحادِ الروسيّ.
ما تقوله روسيا لأوروبا: إنّ سقوطَ سوريا سيؤدّي لانهيارِ دولٍ أخرى بالمنطقةِ حتى دول شمال أفريقيا كما بالحالةِ الليبيّة. وسيتوالى سقوطُ أحجارِ الدومينو، لتيمّمَ ملايينٌ إضافيّةٌ من اللاجئين والمهاجرين شطرَ أوروبا، وتهدّدُ استقرارَ البنيةِ الاجتماعيّةِ، وتسبّبَ شللاً سياسيّاً بالقارة الأوروبيّة. وانطلاقاً من نظريةِ “الجوار القريب” تبعثُ موسكو رسالتها لدولِ أوروبا بأنّ تدخلها العسكريّ يصبُّ بمصلحتها باعتبارها ضمن النطاقِ الجغرافيّ الأوراسيّ، والعلاقةُ بينهما تحكمُها المصلحةُ المشتركةُ.
تخوضُ روسيا في سوريا صراعاً متعددَ المستوياتِ: تتصدّى لتطلعاتِ الهيمنةِ الأمريكيّة، وتحمي مصالح الأمن القوميّ والأوراسيّ في حربٍ استباقيةٍ مع الإرهاب، لمنع وصول الفوضى إلى أوروبا. وسبق لها تاريخيّاً أن اعتبرت أوروبا الدرعَ ضد التوسعِ العثمانيّ، وحمايةُ أوروبا اليوم تصبُّ بمصلحةِ موسكو.
مفارقة في سوريا
حديث موسكو عن محاربةِ الإرهابِ والمحافظةِ على الدولةِ السوريّةِ يجانبُ الحقيقةَ، ومساهمتها باستهدافِ “داعش” محدودة، فقد ركّزت على المجاميعِ المسلحةِ السوريّةِ بالدرجةِ الأولى، لدفعِها على القبولِ بشروطِ المصالحةِ، عبر فرضِ واقعٍ ميدانيّ معيّن بالقوةِ، وقطعِ الطريقِ على الأطرافِ الإقليميّةِ، وبالتالي استكمالَ خطتها وتثبيتَ وجودِها العسكريّ بقاعدةِ حميميم الجويّة والقاعدة البحريّة بميناء طرطوس، ولهذا كان غريباً قول فلاديمير بوتين مفاخراً في 11/12/2017 إنّ قواته تمكنت من هزيمةِ ما اعتبره “أقوى الجماعاتِ الإرهابيّةِ الدوليّة” في إشارةٍ لداعش رغم أنّ القوات الروسيّة لم تشارك فعليّاً بقتاله.
والمفارقةُ أنّه رغمَ الإعلانِ الروسيّ الرسميّ والتصريحات العلنيّة بأنَّ التدخلَ في سوريا يهدفُ لمكافحةِ الإرهابِ، إلا أنَ روسيا تنأى عن التدخلِ العسكريّ بمنطقةِ الباديةِ السوريّةِ التي لجأ إليها “داعش” بعد هزيمته بالباغوز، وتُقدّرُ مساحةُ المنطقة تتجاوز 3 آلاف كم2 (1.6%) من إجمالي مساحة سوريا، وتمتد من جبل أبو رجمين شمال شرق تدمر إلى بادية دير الزور وريفها الغربيّ، كما يتواجدُ “داعش” في باديةِ السخنة وشمال الحدود الإداريّة لمحافظة السويداء ويقوم من وقت لآخر بعملياتٍ إرهابيّة.
والمفارقة الأكبر منحُ موسكو الفرصةَ لأنقرة للعدوانِ على عفرين، واليوم على شرق الفرات وهي تعلم أنّ أنقرة تستخدمُ فصائلَ إرهابيّة كانت قواتُها الجويّةُ تستهدفُها بمناطق أخرى، ونظّمتِ العناصرَ الإرهابيّةَ بمسمّى “الجيش الوطنيّ” وانضم إليه عناصر سابقون بداعش، ورغم ارتكابهم مختلفَ الجرائم لم تحرك ساكناً ولم تبدِ موقفاً مندداً.
استندت موسكو إلى خبراتها في حربها ضد الإسلاميين في الشيشان وجورجيا، وطبقتها في سوريا، ولم تشأ التعاون مع التحالف الدوليّ بل اتفقت مع أنقرة، وقلب تدخّلها معادلاتِ الميدان لصالح دمشق، ففي كانون الثاني 2017، ووفقاً لإحصائياتِ المرصدِ السوريّ لحقوق الإنسان، كانت مساحة سيطرة النظام السوري نحو 35944 كم2، أي (19.4% من مساحة سوريا)، فيما كانت قسد تسيطر على 34230 كم2 بنسبة 18.5%، أما “داعش” فكان يسيطر حينها على 79293 كم2 بنسبة 42.8% ، فيما كانت الفصائل الإسلاميّة و”درع الفرات”، والفصائل المدعومة غربيّاً على 35713 كم2، بنسبة (19.3%)
تحوّلتِ المحادثاتُ التي كان يُفترضُ أن تكونَ بهدفِ تسويةِ الأزمةِ وتثبيتِ وقفِ إطلاقِ النارِ، إلى سبيلِ لاستعادةِ دمشق السيطرةِ على الأراضي عبر سلسلةِ الاتفاقاتِ التي عُقدت في إطار أستانة، وفي 30/11/2019 باتت دمشق تسيطرُ على 132750.8 كم2، بنسبة (71.7%) من إجمالي مساحة سوريا. وقسد على نحو 29220 كم2 بنسبة 15.8%، ويسيطر داعش على 3283 كم2 بنسبة (1.8%)، بينما تسيطر الفصائل الإسلاميّة وهيئة تحرير الشام و”درع الفرات” و”غصن الزيتون” و”نبع السلام” على 19926٫2 كم2، بنسبة (10.7%).
رسائلُ القوةِ واختبارُ الأسلحةِ
أرادت موسكو اختبارَ أسلحتها الحديثةِ والترويجِ لها لاختراقِ سوقِ السلاح، واستعراضِ قوتها ونشرت منظومة الصواريخ إس-400، لتبعثَ برسائلَ للداخلِ والعالمِ عن قوتها العسكريّة وأساطيلها، فاختبرت أحدث ما في ترسانتها العسكريّة وتكنولوجيتها الجديدة.
وكشفت تصريحاتُ المسؤولين الروس جوانب مهمة من أهداف موسكو في تدخلها في سوريا.وفي 7/12/2015 أعلن يوري بوريسوف نائب وزير الدفاع الروسيّ أنّ “الدولَ الأجنبيةَ اصطفت في طابورِ لشراءِ الطائراتِ الروسيّة، التي أظهرت قدراتها في سوريا، مثل القاذفة سو-34″.
المفارقةُ أنَّ المعركة التي تخوضها موسكو لا تحتاجُ كلّ تلك الأنواعِ من الأسلحة. ولكنها أرادت استعراضَ ترسانتها الصاروخيّة، وتجربةَ أحدثِ أنواعِ الأسلحة، ونقلت وسائل إعلامها إطلاق صواريخ “كاليبر” من بحر قزوين، كما استخدمت غواصاتها لإطلاق صواريخ مجنّحة. وأشار الرئيس الروسي بوتين، في مؤتمره الصحفيّ السنويّ في 17/12/2015، إلى أنّ العمليات في سوريا “تعدُّ تدريباتٍ عسكريّة منخفضة الكلفةِ في ظروفِ حربٍ حقيقيّةٍ”. ومنذ التدخل الروسيّ وحتى 30/11/2019 اختبرت موسكو حوالي 600 قطعة سلاح مختلفة الأنواع وأجرت تعديلاتٍ على الحواماتِ.
الاقتصاد عاملٌ محفزٌ
بادرت موسكو لعقدِ اتفاقٍ يقضي بشطب %73 من ديون سوريا بمقدار (13) مليار دولار عام 2005، ما ألزم دمشق بتنسيق العلاقةِ الاقتصاديّة معها.
تُعدُّ الحربُ في سوريا أولى حروبِ الغاز، بعدما كانت حروبُ الخليجِ بسببِ النفط، فقد تخوّفت موسكو من مشاريعِ مدِّ خطوط الغاز لأوروبا عبر سوريا ومنافستها، فأرادت عرقلةَ مشروعِ إمدادِ الغازِ القطريّ لأوروبا، الذي تناقلته وسائل إعلاميّة عام 2009، وعارضته طهران ودمشق. كما أنّ اكتشافاتُ النفطِ والغازِ بالمياهِ الإقليميّةِ والقلمون مغريةً أيضاً، وقدّرت وزارة النفط السوريّة عام 2017، احتياطي سوريا البحريّ من الغاز بـ250 مليار م3.
بادرَت الشركاتُ الروسيّةُ لعقدِ اتفاقاتِ التنقيبِ، ومن جملتها، عقدٌ مع “سويوز نفتا غاز” الروسيّة أول عقدٍ نهاية عام 2013، للتنقيبِ عن النفطِ والغازِ بالمياهِ الإقليميّة، وشملت عملياتِ التنقيبِ في مساحة 2190 كم2 لمدة 25 عاماً. وعقد مع شركة “ستروي ترانس غا” عام 2017 للتنقيبِ عن الغازِ والنفط في شواطئ طرطوس وبانياس، إضافة لحقلِ قارة بريف حمص، فضلاً عن استخراجِ الفوسفاتِ من مناجم الشرقيّة بتدمر. وعقد التنفيذِ البحريّ مع شركةِ (SNG East) الروسيّة في الساحلِ، وحصلتِ الشركاتُ الروسيّةُ (زاروبيج نفط، زاروبيج جيولوجيا، أس تي غه إنجينيرينغ، تيخنوبروم أكسبورت وفيلادا أوليك كيريلوف، ميركوري وديمتري غرين كييف) على عقودٍ للتنقيبِ وإعادةِ تأهيلِ حقولِ النفطِ والغازِ وصيانةِ مصافي النفطِ المتضررة في سوريا فيما تسعى موسكو لعقودٍ مماثلةٍ شرق الفرات، لتنافسَ واشنطن.
يحظى التموضعُ الجغرافيّ بأهميّةٍ بالغةٍ لدى موسكو، بعد إزاحتها من شمالِ أفريقيا وتحديداً ليبيا حيثُ الاستثماراتُ النفطيّةُ والعلاقاتُ التجاريّةُ وصفقاتُ السلاحِ، ولم تبقَ إلا سوريا موطئ القدمِ الأخيرةِ على البحارِ الدافئةِ وفي منطقةٍ استراتيجيّةٍ سبقتها إليها واشنطن بتعزيزِ حضورِها بكلِّ الأشكال.
ميناء طرطوس هو الموقع على البحارِ الدافئةِ الذي تتطلعُ موسكو إليه وهو الوحيدُ المتبقي لها على البحر المتوسط، بعد خسارةِ موانئ ليبيا جرّاء هجوم قوات الناتو 19/3/2011 وقبلها ميناء البصرة العراقيّ بعد الغزو الأمريكيّ على العراق 2003، وتأتي الحاجةُ لموانئ على البحارِ الدافئةِ لأنّ الشواطئَ الروسيّةَ تتعطل فيها العمل عدة أشهر بسبب تجمد المياه مجمّدةً، والأسطولُ البحريّ الروسيّ يتطلبُ أعمالَ الصيانةِ والتزوّدِ بالوقودِ والوصولَ السريعَ للمحيط الأطلسيّ والبحر الأحمر.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle