مثنى عبد الكريم: “دولة الاحتلال التركي تدعم جميع أشكال الإرهاب لتمرير مشاريعها الاحتلالية”

 حوار/ مصطفى الخليل –

أكد رئيس فرع حزب سوريا المستقبل في الطبقة مثنى عبد الكريم أن دولة الاحتلال التركي تنتهج سياسة الاعتداء المستمر على مناطق شمال وشرق سوريا، وأشار إلى أنه ورغم توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار، إلا أن الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال التركي ومرتزقته مستمرة على المنطقة، وأضاف: “تم تهجير مئات الألوف من أهالي المنطقة بهدف تهجيرهم وتغيير التركيبة السكانية”.

ارتكبت دولة الاحتلال التركي خلال عدوانها العديد من المجازر والانتهاكات في مناطق شمال وشرق سوريا، منها جريمة قتل الأمين العام لحزب سوريا المستقبل هفرين خلف بطريقة وحشية، كما كان للعدوان نتائج أخرى أهمها نشاط خلايا مرتزقة داعش في المنطقة.

تلك المواضيع وغيرها كانت محور حوار صحيفتنا مع رئيس فرع حزب سوريا المستقبل في الطبقة مثنى عبد الكريم وجاء الحوار على الشكل التالي:

ـ تستمر دولة الاحتلال التركي في اعتداءاتها رغم وقف إطلاق النار، كيف ترون عدم التزامها بالاتفاق واستمرارها في العدوان؟

اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع بين روسيا وتركيا لو أنه استمر سيوقف نزيف الدم الذي يجري منذ بدء العدوان التركي في التاسع من تشرين الأول الماضي، وبخاصة أن قوات سوريا الديمقراطية كانت ملتزمة ولا زالت، وبمصداقية عالية في وقف إطلاق النار. ولكن؛ العثمانيون المتمثلون بأردوغان وحاشيته كعادتهم دائماً لا يعيرون للاتفاقات والهدن أي اهتمام، وتاريخهم الحافل بالمذابح والمجازر والاغتصاب واحتلال أراضي الآخرين، وتغيير ديموغرافية المنطقة المحتلة، هذا التاريخ يعود اليوم ولم يتغير وهو ما سيجر على تركيا وشعبها الويلات إذا استمرت سياسة العدالة والتنمية بهذا الشكل. ودولة الاحتلال التركي لا تزال ترسل قطعان المرتزقة لحتفهم أولاً ولتحقيق مآربها الاستعمارية ثانياً، فمن كان هذا دينه وهذه عقليته كيف يمكن أن يلتزم بأي اتفاق؟!.

ـ بعد شن دولة الاحتلال التركي عدوانها على شمال وشرق سوريا؛ نشطت خلايا داعش المتواجدة في المنطقة، هل هناك رابط بين العدوان ونشاط داعش في المنطقة؟

طبعاً هناك ارتباط وثيق بينهما، وقد لاحظ العالم كله ازدياد النشاط الإرهابي في خضم تصاعد العدوان التركي على المنطقة، هذا بالإضافة إلى أن كل من تم اعتقاله من مرتزقة داعش كان يحمل الختم التركي على جواز سفره، ودخولهم عبر الحدود التركية من دون أي مسائلة، وأمام أنظار حرس الحدود والأمن التركي، وكانت تركيا تفتح لهم الأبواب على مصراعيها، ومن جهة أخرى كيف يفسر أردوغان وخارجيته وحزبه وجود أبو بكر البغدادي على مسافة لا تتجاوز بضعة كيلو مترات من الحدود التركية، ويعيش في إدلب وأمام أنظار الاستخبارات التركية، هذا كله دليل على الارتباط الوثيق بين كل التنظيمات الإرهابية وراعيها وداعمها الرسمي الدولة التركية المحتلة. وليس داعش فقط، بل أيضاً مرتزقة الاحتلال التركي من الجيش الوطني وأحرار الشرقية، الذين ارتكبوا أفظع الجرائم في المنطقة وبدعمٍ وسلاحٍ تركي، تلك الفصائل المرتزقة الذين لا يختلفون عن داعش بشيء، وعلى المجتمع الدولي وضعهم على قوائم الإرهاب العالمي، كمجرمي حرب يجب محاسبتهم في محاكم دولية.

ـ قام مجلس سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية بجهود سياسية ودبلوماسية داخلياً وخارجياً، هل حققت تلك الجهود نتائج ملموسة في السياسة العالمية تجاه العدوان؟

الجهود التي تبذلها الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ومجلس سوريا الديمقراطية جهود جبارة بكل معنى الكلمة، وبخاصة على المستوى الخارجي والدولي، واللقاءات التي عقدتها إلهام أحمد وجولاتها في أوروبا وأمريكا، والتفاهم العسكري مع النظام السوري لحماية الحدود التي دعت لها الإدارة الذاتية، والذي من المتوقع أن يستثمر بمساعي سياسية تساعد على إيجاد التفاهم في الوصول إلى حل للأزمة السورية، عبر مبدأ الحوار السوري ـ السوري والذي نؤمن به جميعاً.

لقد كانت لتلك اللقاءات والزيارات نتائج سياسية ودبلوماسية على الصعيد العربي والإقليمي والدولي، حيث شاهدنا موجة من التنديد والاستنكار الشديدين لهذا العدوان التركي الذي يستهدف مناطق شمال وشرق سوريا.

ـ قطر من الدول التي أعلنت دعمها لعدوان الاحتلال التركي على المنطقة، ما هي رؤيتكم لنشاط محور الإخوان في الشرق الأوسط؟

هذا أمر لا ينكره أحد وموقف قطر من المواقف الواضحة التي وقفت مع العدوان التركي، وأعلنت موقفها صراحة بأنها من داعمي العملية العسكرية التركية، وبخاصة مع تنامي النشاط الإخواني في الشرق الأوسط كله، واعتقال بعض الخلايا من هذا التيار نجد أن دعمهم المادي والمعنوي يأتي من قطر وعبر البنوك وآليات التحويل التركية. ولهذا نجد دائماً أن كل عملية تقوم بها دولة الاحتلال التركي تباركها وتدعمها قطر. لهذا؛ نجد أن المباركات والدعم الإعلامي والمادي القطري يزداد خاصة في الهجوم التركي؛ عملية “نبع الإرهاب” التي تقوم بها دولة الاحتلال التركي في شمال وشرق سوريا. إن استمرار الدعم للمرتزقة من قبل قطر وحزب العدالة والتنمية الحاكم اليوم في تركيا ونشاط المنظمات الإرهابية؛ تؤدي إلى استمرار الأزمة السورية وتفاقمها، وبصريح العبارة هو دعم لكل أشكال الإرهاب وضرب استقرار المنطقة.

ـ كان الموقف العربي إيجابي ورافض للعدوان التركي على المنطقة، هل هناك خطوات عملية في وجود قوات عربية تمنع دولة الاحتلال التركي من الاعتداء على المنطقة مرةً أخرى؟

الموقف العربي كان إيجابياً عدا موقف بعض الدول التي ترعى الإرهاب والإرهابيين، وتدعم المجموعات المرتزقة المرتبطة بدولة الاحتلال التركي وبخاصة موقف مصر والسعودية الرافضة للعدوان. نعم يجب أن يكون هناك قوات دولية أممية أو عربية تمنع هذا العدوان، وخطوة ألمانيا في توجيه الدعوة لنشر مثل هذه القوات خطوة إيجابية. ونحن مع كل الجهود التي تؤدي إلى وقف نزيف الدم السوري، ومنع التغيير الديموغرافي، الذي يقوم به الاحتلال التركي والمرتزقة ممن يسمون أنفسهم بالجيش الوطني السوري.

ـ كيف يرى حزب سوريا المستقبل استهداف الأمين العام لحزب سوريا المستقبل هفرين خلف كناشطة سياسية، تدعو لوحدة سوريا؛ وهل سترفعون دعوة على دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها؟

إن استهداف الأمين العام لحزب سوريا المستقبل الشهيدة هفرين خلف واغتيالها بهذه الطريقة البشعة، ما هو إلا قتل لإرادة الحوار وإيجاد الحل للأزمة السورية المتفاقمة وهي محاولة من أجل وأد الوحدة والأخوّة والتسامح والتعايش المشترك، التي دعت لها شهيدة الياسمين وعبق السلام هو استهداف لإرادة السلام وقد باركت دولة الاحتلال التركي هذا العمل الجبان وهنأت المرتزقة بهذا الفعل الإجرامي. ونحن في حزب سوريا المستقبل، سنعمل على محاسبة كل من كانت له يد في هذه الجريمة التي يندى لها جبين الإنسانية جمعاء عبر محكمة الجنايات الدولية وكل الوسائل القانونية الدولية الحقوقية.

ـ ارتكبت دولة الاحتلال التركي مجازر حرب ضد الإنسانية في شمال وشرق سوريا، أنتم في حزب سوريا المستقبل ما ردكم على كل ما اُرتكِب من جرائم بحق أهالي المنطقة؟

إننا في حزب سوريا المستقبل؛ نرفض كل أشكال العنف والمجازر والانتهاكات التي تُرتكب بحق المدنيين العزل، كما أن هدفنا هو الحوار والتسامح والسلام والمحبة وأخوّة الشعوب، ونأمل أن يعم الياسمين ورائحته العطرة كل أرض وسماء سوريا، وكل بحر ونهر وينبوع وكل بيت، فالسلام والحوار هو لغة التفاهم والتسامح والسلام، والعنف بالاتجاه المعاكس تماماً، ويجب ترجيح كفة لغة العقل لتكون الأساس في الحلول لا لغة السلاح التي تدمر وتقضي على كل شيء.

ـ تقوم دولة الاحتلال التركي بتهجير السكان الأصليين قسراً، وتغيير التركيبة السكانية في المنطقة، ما الخطوات التي يجب اتخاذها لعدم تمرير هذا المخطط؟

لم تتخذ دولة الاحتلال التركي خطوات في هذا الصدد، بل باشرت بهذا التغيير فاليوم من يسكن تل أبيض (كري سبي) أو رأس العين (سري كانيه) وعفرين وغيرها من المدن المحتلة، هم ليسوا سكانها، بل مستوطنين أُسكنوا فيها، أما سكانها الأصليين فأصبحوا بين مهجر ونازح أو مسلوب ومجرد من حقوقه، حيث يتعرض للابتزاز والظلم حتى يهجر أرضه وأرض أجداده.

أما المضحك المبكي الذي يقوله أردوغان بأنه قد عاد النازحين والمهجرين من تركيا إلى مناطقهم في تشويه الصورة الحقيقية وشرعنة احتلاله لشمال وشرق سوريا. من الذي عاد أليس عوائل المرتزقة الذين عادوا من جرابلس والباب وعفرين وإدلب وإعزاز إلى كري سبي وسري كانيه؟، والخطوات التي يجب اتخاذها هي الإيقاف الفوري لهذا العدوان الغاشم، وانسحاب دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها من كل الأراضي التي احتلتها، ووقف جميع أشكال التغيير الديمغرافي في المنطقة المحتلة، ومحاسبة مرتكبي الجرائم والانتهاكات ليعود الأهالي إلى مدنهم وقراهم وبيوتهم.