اعداد/ هايستان أحمد –
شهدت مدينة عامودا في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا قبل 77 عاماً، حدثًا لن ينمحي من ذاكرة المدينة، إذ شهدت في 13 تشرين الثاني 1960، استشهاد نحو 283 طفلًا لا تتجاوز أعمارهم 12 عامًا.
عُرفت هذه الحادثة بحريق سينما عامودا، أو مجزرة السينما، وكان حضور الأطفال بدعوة من مدير ناحية مدينة عامودا حينها، لحضور فيلم “شبح منتصف الليل” غير المخصص للأطفال، وفي سينما لا تتسع لأكثر من 200 شخص، فيما كان عدد الأطفال يصل إلى 500 طفل.
أما الهدف من هذه المشاركة المدرسية الكبيرة فكان دعم ثورة الجزائر من خلال جمع التبرعات، إلا أن الأمور لم تَسِر على ما يرام.
فخلال العرض الثالث الذي استقبلته سينما “شهرزاد” ذلك اليوم، اندلعت شرارة من محرك العرض القديم، لتمتد بعدها النيران إلى الحيطان الخشبية والأثاث، وأجساد الأطفال المذعورين.
تدافع الأطفال نحو البوابة الرئيسية ما تسبب بإغلاقها نتيجة تزاحمهم، فيما قرر بعضهم القفز من نافذة تقود إلى خارج الصالة، لكن ما لم يعرفوه أن النافذة تطل على بئر مفتوح تحتها، ما تسبب بموت عدد منهم فيه.
وصلت أصوات صراخ الأطفال أهالي المدينة فتراكضوا لنجدتهم، وخلال تدخل الأهالي سقطت عارضة خشبية من السقف وأودت بحياة شاب أنقذ حوالي 12 طفلاً يدعى محمد سعيد آغا دقوري.
من أحد الأطفال الناجين الذي يدعى “حسن دريعي” أصبح من أشهر المحامين السوريين، وسجل جزءاً من شهادته على المجزرة، التي سجلت ضد مجهول منذ حكم الجمهورية العربية المتحدة، حتى وصول آل الأسد إلى السلطة، وتعرض المحامي لضغط من المخابرات إثر نشر كتابه “عامودا تحترق” عام 2005م،
ويذكر أن نصباً تذكارياً أقيم للأطفال في مكان الحادثة، بالإضافة إلى نصب للشهيد المنقذ محمد سعيد آغا دقوري، وباتت اليوم “حديقة السينما” مزاراً ومقصداً لمن يزور عامودا ولأهلها، لتحكي للأجيال قصة جرح لم ولن يندمل.