أشار عضو اللجنة المركزية للحزب اليساري الكردي في سوريا عزيز أحمو إلى أن كل المتتبعين لتاريخ وسياسة الدولة التركية المحتلة يعرفون جيداً أن دولة الاحتلال التركي لا تزال تعتبر جميع المناطق بدءاً من روج آفا وصولاً إلى الموصل (مدناً وأريافاً) من ممتلكاتها، ليس فقط اعتماداً على الإرث التاريخي الأسود للإمبراطورية العثمانية، وإنما اعتماداً على المخططات الاستعمارية التي لا تزال تحكم بها وبخاصة مشروعها القائم على بعث تلك الإمبراطورية من جديد، وسياساتها ومواقفها في دول القوقاز والجمهوريات الإسلامية في الاتحاد السوفيتي السابق تؤكد هذه الحقيقة.
وتابع: “إن التدخلات التركية في سوريا عامة، وفي شمال وشرق سوريا خاصة بحجة دعمها للثورة السورية ودعمها اللامحدود لمرتزقة الائتلاف وجبهة النصرة جزء لا يتجزأ من تلك الاستراتيجية التركية مهما ارتدت من أقنعة مضللة، وتتوضح الأمور أكثر في احتلالها لمدينة جرابلس وصولاً إلى إعزاز والباب وعفرين، والآن في سري كانيه وكَري سبي، ويعرف الجميع أنه تجري في تلك المنطقة سياسة تتريك ممنهجة، وتعرف دولة الاحتلال التركي قبل غيرها أن ثورة روج آفا تناهض تلك الاستراتيجية وتفشلها. ولذلك؛ نراها تتخبط وتثير الكثير من المشاكل وتريد احتلال ما تبقى من شمال وشرق سوريا”.
وأوضح أحمو بأن ما يجري اليوم في سري كانيه وكَري سبي ومناطقها، ليس إلا جزء من هذه المعركة الشاملة والصراع الواسع حول مستقبل هذه المنطقة، إنها معركة مصيرية ومعركة الإبادة ضد الشعب الكردي، وعلى نتائجها سوف تتحدد الكثير من المسائل في سوريا المستقبل، ومستقبل الشعب الكردي، ليس فقط في سوريا وإنما في عموم أجزاء كردستان وإن كان روج آفا هو الجزء الذي سيتأثر بنتائجها بشكل مباشر، وهنا لا بد من التأكيد على أن الأنظمة الغاصبة لكردستان وتحديداً إيران والنظام السوري يشتركان بشكل مباشر مع دولة الاحتلال التركي في هذه العملية العسكرية المعادية للشعب الكردي.
وأضاف عزيز أحمو: “في الحقيقة لا يمكن النظر إلى هذا الحدث وكأنه شيء عارض، ولا يمكن فصله عما يجري من مؤامرات على ثورة روج آفا ومقاومة شعوب شمال وشرق سوريا، وإنما يأتي ضمن خطة سياسية محكمة تستهدف الإدارة الذاتية الديمقراطية، وقوات سوريا الديمقراطية والقضية الكردية بالدرجة الأولى، والمدخل إلى كل ذلك هو خلق اقتتال كردي ـ عربي والذي هو خط أحمر بالنسبة لكل مواطن يشعر بواجبه في هذه الظروف التاريخية المميزة. إن المعارك الحالية في سري كانيه وكَري سبي هي جزء من المعركة الشاملة ضد المخططات التركية التي طالما هددت باحتلال كل مناطق شمال وشرق سوريا.
وأكد عضو اللجنة المركزية للحزب اليساري الكردي في سوريا عزيز أحمو: “بالرغم من أهمية العامل الدولي؛ فإن مقاومة شمال وشرق سوريا؛ تستند بالأساس إلى قوتها الذاتية، هذا أولاً. ومن جهة أخرى يجب متابعة العامل الدولي، والضغط على الحلفاء ليقوموا بواجباتهم تجاه الشراكة في محاربة الإرهاب وحماية الحلفاء؛ لأن هذه الشراكة تفرض حماية جميع الأطراف المتشاركة من الاعتداءات التي تحصل، وإنه من الواجب توفير ما يلزم من الوسائل السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لإفشال هذه الاعتداءات، ومن هذه الوسائل وحدة نضال الشعب الكردي والدعوة العاجلة بضرورة عقد المؤتمر الوطني الكردستاني؛ للخروج باستراتيجية موحدة تضمن حقوق الشعب الكردي وحلّ قضيته وفق العهود والمواثيق الدولية وحماية المكتسبات، واستمرار الثورة بقوة أكبر”.
تقرير/ آلدار آمد
