نادي قنديل… وتحدي المستحيل

تقرير/ جوان محمد –

---

روناهي / قامشلو ـ مضى عام على تأسيس نادي قنديل سبور، ورغم الظروف الصعبة التي تحيط بالنادي، ولكنه مستمر بدون توقف، في خطوة تحدي واضحة من النادي بكامل طاقمه لوضع بصمة مميزة في رياضة إقليم الجزيرة، رغم كل الصعوبات والمعوقات.

بتاريخ 26/9/2018م، مُنح نادي قنديل سبور شهادة ترخيص بغية مزاولة العمل الرياضي، من قبل الاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة، وكانت البداية بتفعيل الرياضة الأنثوية عبر لعبة كرة القدم وكرة الطاولة، بالإضافة إلى مدرسة كروية للفئات العمرية.

الطاقم الإداري المكون من الرئاسة المشتركة وإداريين من كلا الجنسين لديهم حماس في العمل وتفاهم كبير وواضح، وهذا الأمر يوحي بأن النادي يتوجه للأفضل دائماً فالكثير من الإدارات ضمن النوادي لدينا في إقليم الجزيرة تعيش حالة صراع بين بعضها البعض، وهذه الأمور تؤدي إلى عرقلة مسيرة النادي.

نادي قنديل سبور كما ذكرنا الألفة والمحبة والتفاهم سمة أساسية في نجاحه، ومع مرور عام على تشكيل النادي، كان جلياً دور المرأة الشابة فيه كتأسيس وكنجاح ومقاومة للظروف التي تواجه النادي الذي يمتلك حوالي 150 عضواً في النادي، والطاقم الإداري والفني فيه هو على الشكل التالي:

ـ الرئاسة المشتركة: وسيلة خليل ويوسف حسيني.

ـ مسؤولة التنظيم والألعاب الجماعية: نورة شيخموس.

ـ مسؤول الألعاب الفردية: جميل أبو ادان.

ـ مشرف كرة القدم: شيخموس حسن.

ـ المعالجين: نسرين محمد ويوسف حسيني.

ـ مدربة السيدات لكرة القدم: وسيلة خليل والمساعدة نوجين خليل

ـ مدربة الطاولة: عليا محمد.

ـ مدربة الشطرنج: زوزان سليمان.

ـ مدرب الرجال بكرة القدم محمود سليمان.

ـ كادر المدرسة الكروية للفئات العمرية: وسيلة خليل والإداري محمد رمو المدربين محمود سليمان وسيبان علي وجميل أبو ادان.

مدرسة صقر قريش كانت مكاناً لتمارين الإناث لكرة القدم ومع انطلاق الدوري في عام 2019، منح النادي حصتين للتدريب للدوري، من قبل الاتحاد الرياضي بمعلب قامشلو المغطى في الحي الغربي كل حصة ساعة واحدة، وفي ملعب نادي قنديل سبور بالهلالية بقامشلو وهو ملعب ترابي تتدرب عليه الفئات العمرية وفئة الرجال، من حصتين إلى ثلاثة كل أسبوع.

أول مشاركة كانت في مسابقة الكأس لسيدات كرة القدم في العام المنصرم، وخرج النادي من الدور الأول ونفس الحالة كانت في النسخة الثانية من الكأس في هذا العام، وفي الدوري مستوى السيدات ليس على ما يرام، ويأتي ذلك بسبب المران المتواصل على الأرضية المبلطة في مدرسة صقر قريش حتى ما قبل انطلاقة الدوري، ولكن إجمالاً اللاعبات لديهن الرغبة والتمارين مستمرة، وكما ذكرنا على أرضية ملعب قامشلو الكروي المغطى استعداداً لمرحلة الإياب للدوري.

لمحة عن المشاركات والخطوات المستقبلية للنادي

تميز النادي ببعض الألعاب الفردية فشارك في العام الماضي ببطولة الشطرنج للسيدات، وفي عام 2019، حقق المراكز الثلاث الأولى في مسابقة للدراجات الهوائية، وحقق النادي المركز الثالث في بطولة الشطرنج لتحت سنة 16، وشارك في العديد من الفئات لهذه اللعبة، وكذلك تم المشاركة لكلا الجنسين في بطولات كرة الطاولة، ويستعد النادي لتفعيل الريشة الطائرة للسيدات والرجال في العام القادم.

وشهد النادي تحولاً بعد المشاركة في مسابقة الكأس للرجال لأندية إقليم الجزيرة وفاز في أول مبارياته على آشتي بخمسة أهداف مقابل ثلاثة، ويستعد النادي لتفعيل كافة الفئات العمرية في العام المقبل لكرة القدم، وذلك بالاستفادة من المدرسة الكروية للنادي، والتي رفدت العديد من الأندية في إقليم الجزيرة هذا العام باللاعبين النجوم وكانوا ذوي بصمة واضحة في دوريات الإقليم لمختلف الفئات العمرية.

تحدي للظروف رغم قلة الإمكانيات

الكثير من الأندية تعاني من ظروف صعبة، ولعل نادي قنديل من ضمن هذه النوادي وعن ظروف النادي وتفاصيل أخرى قالت الرئيسة المشتركة وسيلة خليل: “عانينا كثيراً في بداية تشكيل الفريق النسائي لكرة القدم ضمن النادي، فكان الأهالي يخافون من هذه الخطوة، ولكن تم شرح الهدف وأهمية تفعيل دور المرأة الشابة في المجتمع وفي الرياضة فحصل تجاوب من قبلهم وتم تبادل الثقة بيننا وبينهم، وانضمت الكثيرات لنا وهي من أعمار العاشرة وما فوق، وهي لفرقنا لكرة القدم والطاولة والشطرنج”.

وأشارت في كل حصة تدريبية ننوه على الجانب الأخلاقي وشرح أهميته في المجتمع والرياضة وعرفنَ اللاعبات على قوانين لعبة كرة القدم والألعاب الأخرى.

وبينت وسيلة خليل أيضاً: “دعمتنا هيئة الشباب والرياضة والاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة بمستلزمات مختلفة، وتم منحنا حصتين تدريبيتين على أرضية ملعب قامشلو الكروي المغطى في الأسبوع، ولكن فقط أثناء الدوري، وبعدها سنعود لملعب مدرسة صقر قريش وعلى تلك الأرضية المبلطة، والتي تسببت بإصابات لدى بعض اللاعبات مما أدى لسحب بعض الأهالي بناتهن من الفريق.

ونوهت وسيلة: “الإمكانيات والتمويل ذاتي فنحن إدارة النادي نقوم على هذا التمويل من مصروفنا الشخصي، ونفتقر للكثير من المستلزمات ومنها الأطقم الخارجية للفتيات، وبالرغم زيارتنا للكثير من الدوائر والمؤسسات في قامشلو، ولكن لم نتلقَ أي دعم وكانت دائماً هنالك وعود كلامية فقط، ولم نشهد أية زيارة لهذه اللاعبات لا أثناء المباريات ولا التمارين من قبل هيئة المرأة أو منظمة معنية بشؤون المرأة”.

المرأة الشابة ودورها الريادي في النادي

لاعبة النادي في لعبة الشطرنج ديلان محمد ذات ستة عشر ربيعاً والتي حصلت في بطولة الشطرنج تحت سن 16 في إقليم الجزيرة على المركز الثالث نوهت قائلةً: “محبتي لنادي قنديل سبور كبيرة بسبب لعب المرأة الشابة الدور الأكبر فيه، فوجود نادٍ يمثل فيه المرأة الشابة الركيزة الأساسية يعتبر إنجازاً في الوقت الحالي، فأنا عانيت من تجربتي مع لعبة الشطرنج من قبل من الكثيرين من أبناء مجتمعي، وكانوا يسخرون من ممارستي للعبة الشطرنج، ولكن عندما تمتلك الثقة بالنفس وأن تكون حراً فلا رادع لك، وخاصةً في ظل تشجيع الأهل، وأنا والدي يشجعني كثيراً”.

ديلان أضافت أيضاً: “نفتقر لمكان للتدريب فأنا أتدرب في المنزل، وهذا الأمر صعب جداً لذلك على الاتحاد الرياضي تقديم الدعم اللازم للنادي من كافة النواحي والوقوف بجدية على قضية تنظيم البطولات، والإشراف بالشكل الصحيح عليها، فكيف لنادي أن يشارك بسبعة عشر لاعب ويلعب كل لاعب عدة جولات، بينما أنا كنت وحيدة وكنت ألعب كافة الجولات بشكل متواصل مما جعلني أفقد التركيز في البطولة وكان من الأفضل جعلها على مدار يومين وكانت ستكون الاستفادة أكبر”.

نادي قنديل دخل عامه الثاني ومضى عام بظروف صعبة ومعوقات كثيرة، ولكن رغم ذلك النادي مستمر ولم يتوقف حتى الآن، وقد لا نتفاءل كثيراً بخصوص الاستمرار لأن العنصر المادي يقف وراء حل عدة أندية، وبنفس الوقت هنالك أندية على وشك الحل أيضاً.

ونادي قنديل بهذا الزخم الأنثوي المشارك فيه لا يجوز التغاضي عن دعمه وخاصةً من جانب الهيئات والمنظمات المعنية بشؤون المرأة، فهل من آذان صاغية؟؟؟ أم ستبقى شعارات دعم رياضة المرأة حبر على ورق؟؟؟.