رسمية عرسان … المطالعة توجه الشعوب إلى حضارات متعددة

تقرير/ ماهر زكريا –

روناهي/ الطبقة ـ تعتبر المطالعة حاجة من حاجات الإنسان لينمي فكره وعقله لمعرفة كل قديم وجديد فهو يبحث من أجل نموه وارتقائه في المجتمع وأداء دوره الحضاري والمعرفي بين أقرانه.

مما لا شك فيه أن إنسان العصر الحديث يعيش أرقى ظروف الحياة وأنفعها وأقلها كلفة وجهداً، فالعلم منتشر في كل مكان ومسخّر لخدمة الإنسان ورفاهيته المطلقة في البيت والشارع والمعمل.

 ويبحث عقل الإنسان باستمرار وفق أحدث النظريات العلمية للوصول إلى أفضل الأساليب التي تكفل للإنسان الراحة والتطور.

ولعل من هذه الأساليب هو الكتاب، فالإنسان المثقف والمحب للاطلاع على الكتب المفيدة وقرأتها في المراكز الثقافية أو اقتناءها لمكتبته الخاصة، وأصبحت ضرورة من ضرورات الإنسان الراقي ومن أهم حاجاته التي لا غنى عنها في حياته.
وللاطلاع على أهمية الكتاب والمطالعة الفردية والجماعية للمثقف والقارئ وكيف ينمي معرفته وأراءه من خلال القراءة والمطالعة أجرت صحيفة روناهي اللقاء التالي في مركز الثقافة والفن في منطقة الطبقة مع الرئاسة المشتركة “رسمية عرسان”:

المطالعة نِتاج خاص:

 اعتبرت رسمية عرسان أن المطالعة هي نتاج خاص للفرد ممتلئة بأكثر من معنى ووسيلة، فمن خلال المطالعة ننهض بالمجتمع من مرحلة إلى أخرى ومن عصر إلى عصر، والمطالعة تنير العقول المظلمة الجاهلة حتى يستطيع الإنسان من خلالها أن يدرك حقيقة الأمور، وأنه يجب على المثقف معرفة الأمم السابقة في مختلف أمصارها وأنواع بيئاتها وأجناس ثقافاتها على صعيد المعرفة الإنسانية من خلال صفحات الكتب فيتأثر الناس بالناس على اختلافهم، ويغدو القارئ المثقف يرى بعيونه آلاف العيون ويسمع بأذنه آلاف المحطات ويعيش بآلاف الأعمار ويتحدث بآلاف اللهجات.

تنمية المهارات:

وشجعت رسمية على المطالعة والقراءة وأشارت إلى أن هناك الكثير من الأساليب لتنمية مهارات القراءة، وأهمها التدريب على المطالعة من خلال القراءة النموذجية للصغار وجميع الأعمار، من خلال قراءة أدب وتاريخ بعض الشعوب وطرق تعبيرهم عن الأشياء تعطي طريقة جديدة من حركات اليدين أو تعبيرات الوجه أي أن المطالعة توجه الصغار والكبار والشعوب إلى حضارات متعددة، ومنها حركة الجسد وحسن الأداء والإشارة إلى الكلمات الصعبة من خلال شرحها ومعرفة المرادف لها وأنه على المثقف أن يمتلك الثقة بما يدعوه لعدم الخوف من بعض التعليقات المزعجة في بعض المواقف والقدرة على تذوق النصوص والانفعال فيها من أجل تنمية المهارات المختلفة.

طريقة لنشر الثقافة والوعي:

وأكدت رسمية أن دور المراكز الثقافية في نشر الثقافة والوعي بين الناس ليس جديداً لكن ربما نعيش في بعض الأحيان أزمة فراغ ثقافي لذلك على المثقف أن يكسر حاجز اللاوعي الثقافي فأي أمة بدون ثقافة هي أمة لا حياة فيها, ومجتمع بدون ثقافة مجتمع ميت، لذلك قدمت المطالعة العديد من الإضاءات لقامات ثقافية وأدبية وسياسية في محاولة من المثقف نشر الصور الحقيقية لماضي والحاضر والمستقبل من خلال قراءة الحياة الاجتماعية والسياسية والطبية والتاريخية والعلمية.

القراءة دليل للتواصل:

 وأوضحت رسمية أن المطالعة دليل إقبال كبير على التواصل مع المثقفين والكتّاب، حيث يوجد لمكتبة المركز الثقافي في منطقة الطبقة الكثير من الزوار، فهم يهتمون في كتابة رواياتهم ومقالاتهم بالاعتماد على أفكارهم الخاصة أو العامة او نتيجة اكتسابهم لبعض القصص من شعوب مجاورة أو شعوب قديمة تضيف لأدبهم رؤى جديدة، بالإضافة لمطالعة الكتب واستعارتها يزور المكتبة العديد من الطلاب للبحث عما يهتمون به ومنهم طلاب الجامعات لكتابة حلقات بحثهم في بعض الأوقات.

الثقافة تميز الطفل:

وخصت رسمية الأطفال والكتب التي تهتم بثقافة تميز الطفل، ودعت المكتبة لاستقبال الأطفال بشكل لائق ومساعدتهم على اختيار الكتب التي تنمي ثقافتهم العلمية والفكرية من خلال اكتساب معلومات جديدة عن الشعوب الأخرى واهتماماتهم الاجتماعية والثقافية والعلمية: “وعلى الطفل أن يتمتع بقراءة الكتاب الذي بين يديه وأمامه أو ربما يقرأه على شاشة الحاسوب محاولة منه لتقديم الكتاب مجاناً للقراء، وأحدث الكتب تقوم بقراءتها وأنت في المنزل دون الحاجة إلى الذهاب إلى المكتبة واستعارة الكتاب ولكن أنا شخصياً أجد أنه لا شيء يضاهي متعة القراءة دون الكتاب”.

ونوهت رسمية إلى أن الأزمة قد أرخت بثقلها على مختلف نواحي الحياة في سوريا، إلا أن وضع المكتبة لدى المركز الثقافي يحاول أن يسد هذه الهوة الثقافية التي يعاني منها المجتمع بالعودة لدور المطالعة في المركز الثقافي التي تتجاوز بعض القضايا الروتينية بشكل جيد والحد من المشاكل، ‏وقد شارك المثقفون في كثير من الأحيان بإقامة المحاضرات والندوات والمسرحيات التي تلامس حياة المثقف والقارئ والتي تمر بها بلادنا من أجل نشر الوعي بين أبناء المجتمع، حتى يستطيعوا الوقوف بوجه ما يحاك ضد بلادنا من مؤامرات, ومن أجل بناء جيل ناجح مثقف يساهم في تحقيق أهدافهم وطموحاتهم الثقافية والحضارية.