الشيخ عقاب الطعمة: “شمال وشرق سوريا قوة أساسية في حل المعضلة السورية”

  حوار/ آلـدار آمـد –

أكد الشيخ عقاب الطعمة على أن وحدة شعوب شمال وشرق سوريا والعمل يداً بيد؛ هو السبيل الوحيد للوقوف في وجه التهديدات التركية، وأشار إلى أن مشروع الأمة الديمقراطية في المنطقة هو المستهدف بالدرجة الأولى وأضاف مؤكداً: “سندافع عن مشروعنا الديمقراطي مهما كانت التضحيات”.

 جاء ذلك في الحوار الذي أجرته صحيفتنا مع أحد شيوخ ووجهاء عشيرة العكيدات في منطقة الميادين الشيخ عقاب الطعمة الذي جاء على الشكل التالي:

ـ كيف تقرؤون الواقع السوري بعد مرور ثماني سنوات على الأزمة؟

تعرضت سوريا بشكل عام إلى دمار كبير خلال الأزمة؛ بسبب تدخلات القوى العالمية والإقليمية في الأزمة السورية التي تحولت من ثورة سلمية من أجل الحرية والديمقراطية إلى حرب طائفية مذهبية، تحاول كل جهة تحقيق أجنداتها ومصالحها فيها، وأصبحت الساحة السورية مركزاً للصراع بين هذه القوى وتتنافس مع بعضها البعض، دون أن يكون للشعب السوري أي ذنب فيه، ودفع ثمن هذه الصراعات كل غالي ونفيس، حيث الآلاف من القتلى ودمار اقتصادي هائل وتفكيك المجتمع السوري، وانتشار الإرهاب والمرتزقة التي دعمتها جهات عديدة، وهجرة الملايين من السوريين إلى الخارج، ولعدم وجود قوة حقيقية على الأرض تمثل الشعب السوري وارتباطها بالخارج وصل الشعب السوري معها إلى نفق مظلم، ولم يعد له بصيص أمل ونور للخروج من هذا النفق.

ـ كيف تُقيّمون الإنجازات التي حققتها مناطق شمال وشرق سوريا؟

كانت منطقة شمال وشرق سوريا المنطقة الوحيدة التي استطاعت الحفاظ على أمنها واستقرارها. ولكنها؛ تعرضت أيضاً إلى هجمات واعتداءات من الإرهابيين والمرتزقة الذين أرادوا نشر الفساد والدمار في هذه المنطقة على غرار المناطق الأخرى في سوريا وبتوجيهات من دول عدة في المنطقة وبخاصة دولة الاحتلال التركي، إلا أن إرادة شعوب هذه المنطقة التي دافعت عن ثقافتها ووجودها وعن أرضها يداً بيد تمكنت من الصمود والانتصار على كل هذه المؤامرات، التي تمت حياكتها في عواصم عدة مثل أنقرة وطهران وغيرها. وحققت إنجازات كبيرة على الأرض من خلال هزيمة الإرهابيين والمرتزقة ولا سيما داعش، وبناء النظام الاجتماعي السياسي الذي يضمن حقوق جميع الفئات والشرائح من خلال مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية من جهة أخرى، الذي أصبح يشكل الأساس للعملية الديمقراطية ويعتمد على نظرية الأمة الديمقراطية في بناء سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية.

ـ كيف تُقيّمون الممارسات التركية في عفرين واحتلالها لأراضٍ سورية؟

إن تحرير عفرين وباقي الأراضي السورية من الاحتلال التركي واجب على كل مواطن سوري، وعودة السكان الأصليين لها. إن للتغيير الديمغرافي للمنطقة أهداف وغايات استعمارية، ودولة الاحتلال التركي تريد بذلك فرض واقع جديد على المنطقة، كما فُرضت على لواء إسكندرون وألحقته بالدولة التركية، وهي تحاول ضم كل الأراضي السورية واحتلالها بغية نهب ثروات المنطقة وفرض سياستها العثمانية على شعوبها، وهذا ما يرفضه جميع السوريين بكل فئاتهم وشرائحهم. وهذه السياسة واضحة للعيان، وسيقابلها المقاومة الشعبية من كل الجهات، ولن ندع الاحتلال التركي يحلم بالعودة إلى مناطق شمال وشرق سوريا مهما كانت التضحيات كبيرة، وسنقف إلى جانب قواتنا المسلحة قوات سوريا الديمقراطية في الدفاع عن أرضنا وتاريخنا.

ـ بعد مرور ثماني سنوات على الأزمة السورية؛ أين يكمن الحلّ؟

لقد فرضت الأزمة السورية واقعا جديداً على سوريا، ومناطق شمال وشرق سوريا حققت انتصارات عظيمة على الإرهاب، واستطاعت تجنب الحرب الأهلية والطائفية التي عمل على إذكائها البعض ونشر الفتنة بين شعوب المنطقة، وبخاصة محاولات دولة الاحتلال التركي؛ بغية إيجاد ذريعة لها بالتدخل في المنطقة، وقد فشلت محاولاتها تلك بفضل وعي وإدراك أبناء المنطقة للمخططات التركية. بينما حقق مشروع الإدارة الذاتية الأمان والاستقرار للمنطقة برمتها، وهذا ما جعل شعوب المنطقة تتضامن وتتوحد فيما بينها وتشكل قوة رادعة لمن يحاول المساس بأمنها، هذه الإرادة الواحدة لا بد أن يكون لها دور في أي حل سياسي للأزمة السورية سواء كانت بالمشاركة في كتابة الدستور السوري، أو في أي مبادرة لحل الأزمة السورية، ولن يكون هناك أي حل للأزمة السورية دون مشاركة ممثلين عن مناطق شمال وشرق سوريا، التي أصبحت القوة الأساسية في حل هذه المعادلة، وهذا ما يدركه العالم أجمع.