شعوب شمال سوريا: “رفضنا قاطع للاحتلال التركي، ولن نقبل الخنوع”

لم تقف شعوب شمال وشرق سوريا مكتوفي الأيدي أو خانعين أمام تهديدات دولة الاحتلال التركي، وإنما يناهضون المحتل التركي وممارساته البعيدة عن القيم المجتمعية والإنسانية، وكذلك رفضهم القاطع لتهديداته المستمرة باحتلال شمال وشرق سوريا، حيث أكدوا تصديهم للاحتلال التركي وعدم الاستسلام أمام ممارساته…

مركز الأخبار ـ تستمر شعوب شمال وشرق سوريا بمناهضة الاحتلال التركي وتهديداته في اجتياح مناطق شمال وشرق سوريا وإنشاء “منطقة آمنة” فيها بعمق 32كم تحت حجج واهية. لذا؛ رفضت شعوب المنطقة تقسيم الأراضي السورية واحتلالها من قبل الاحتلال التركي والقيام بفعاليات متنوعة.

ففي الطبقة؛ أطلقت إدارة المرأة في الطبقة فعالية بناء خيمة اعتصام رفضاً للتهديدات التركية التي تطال منطقة شمال وشرق سوريا من قبل حكومة العدالة والتنمية، ضمن مبنى إدارة المرأة في الحي الثاني، وذلك لمدة يومين متتاليين. وشارك في فعالية الخيمة العشرات من أعضاء الإدارة المدنية الديمقراطية لمنطقة الطبقة واتحاد المرأة الشابة وإدارة المرأة ومجالس المرأة في المنطقة.

بدأ الاعتصام في الخيمة بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء ومن ثم ألقي بيان باسم النساء المعتصمات ألقته الإدارية في إدارة المرأة زهرة الحمادة جاء في نص البيان ما يلي: “ما زالت دولة الاحتلال التركي بنزعتها العثمانية الجديدة تفرض وجودها على الأراضي السورية بعدة حجج وذرائع نراها تسعى من خلالها إلى بث المزيد من مرتزقتها وتوسيع مناطق سيطرتها منتهكة بذلك كل القيم الإنسانية والأعراف الدولية. فلم تكتف بلواء إسكندرون ليمتد وجودها إلى 4000 كيلو متر من مساحة الأراضي السورية، مارست فيها جميع الانتهاكات بحق شعوب هذه المناطق وفرضت وجودها بالأساليب اللاإنسانية كافة، فكان على من رفض احتلالها أن يواجه خطر التهجير والاعتداء وفي كثير من الأحيان أن يتعرض للقتل كما حصل مع أهالي عفرين الأحرار الذين قالوا بصوتٍ واحد ورأيٍ واحد لا للاحتلال التركي ورفضوا أي وجودٍ له على أرضهم ولا زال يقاومون في سبيل إخراجه”.

وتابع البيان: “ومع ازدياد جشعها ورغبتها في التوسع جعلت مناطق الشمال والشرق السوري نصب عينيها ولتقيم عليها احتلالها بحجة ما يسمى المنطقة الآمنة والتي نراها كشعوب لهذه المناطق خطراً يهدد شعوب المنطقة كافة لما تحمله من ماض في ارتكاب مجازر بحق جميع من استعمرتهم. ونحن نساء منطقة الطبقة وباسم جميع نساء الفرات نعلن رفضنا القاطع لأي تهديد تركي لأراضينا ونرفض أي وجود له أو لمرتزقته ونحن الآن يداً واحدة نرفع شعار “توحدنا… انتصرنا… سنقاوم لنحمي … لا للاحتلال التركي”.

وها نحن اليوم نعلن افتتاح خيمة الاعتصام لمدة يومين لنوصل صوتنا للعالم أجمع إننا نرفض أي محتل على أرضنا وبأن نوصل للرأي العام حقيقة من كان الداعم للإرهاب ومن حرر أرضنا ويميز بين مرتزقة الاحتلال وحماة الوطن”.

وتابع البيان: “وها نحن نساء منطقة الطبقة من جميع مؤسساتها ولجانها ومجالسها وأحزابها نقف بوجه أي تهديد لمناطقنا ونقول للعالم أجمع وعلى رأسه المحتل التركي أننا هواة تضحيات بأرواحنا وأرواح أبنائنا في سبيل تحقيق الأمن والأمان لمناطقنا. لذلك؛ نقف اليوم وقفة واحدة مناشدين منظمة الأمم المتحدة وجميع منظمات حقوق الإنسان لإيقاف هذا المحتل عند حده راجين أن تضعوا جرائمه وماضيه بارتكاب المجازر بعين الاعتبار ومنبهين على خطورة توسعه ونحن لن نخضع أو نخنع، بل سنوصل صوت المرأة الحرة ورفضها للمحتل لجميع أنحاء العالم”.

وتستمر الخيمة لمدة يومين، يتم فيها استقبال الوفود من إدارة المدنية الديمقراطية لمنطقة الطبقة ونساء من الرقة ودير الزور ومنبج.

إيصال صوت المرأة للجهات المعنية

 وفي لقاء لصحيفتنا “روناهي” مع المشاركات بخيمة الاعتصام، أكدت الإدارية في إدارة المرأة بالطبقة ماجدة الحسين أنها اليوم تشارك في خيمة الاعتصام والتي تعتبر استمراراً لحملة المرأة التي تحمل شعار “توحدنا انتصرنا سنقاوم لنحمي لا للاحتلال التركي”، وأشارت إلى أن مشاركتها في خيمة الاعتصام إنما لأجل إيصال صوت المرأة إلى العالم وأن تعبر المرأة في الطبقة عن رفضها وتنديدها للتهديدات التركية على مناطق شمال وشرق سوريا.

شكل من أشكال مقاومة المرأة

 وفي لقاء مع الإدارية في إدارة المرأة بالطبقة زهرة الحمادة؛ أكدت أن إدارة المرأة افتتحت بتاريخ 8/8/2019م خيمة اعتصام كشكل من أشكال المقاومة ضد التهديدات التركية ورفض احتلال الدولة التركية المحتلة لمناطق شمال وشرق سوريا، وأشارت إلى أن الخيمة جزء من الحملة التي أطلقتها نساء الفرات بتاريخ23/7/2019م والتي تضمن برنامجها مسيرات ولقاءات توعية الشعب للتصدي للتهديدات التركية للمنطقة واستقبال الوفود لجميع المناطق وخطوط المنطقة: الجرنية، والبو عاصي، والمنصورة.

شعارهن “لا للاحتلال التركي”

وأكدت لنا المشاركة في خيمة الاعتصام فاطمة بحبوح أن الهدف من إقامة خيمة الاعتصام الوقوف في وجه الأطماع التي تستهدف الأراضي السورية، وأن الجميع يعيش في المنطقة كشعب واحد من كرد وعرب وسريان وآشور، وأكدت: “وأنا كأم لشهيد سأدافع عن وطني وباسمي وباسم نساء سوريا نقف مع قافلة الشهداء حتى تحرير تراب الوطن”، وأشارت إلى أن المرأة تمتلك الكثير من الوسائل لوقف تلك التهديدات من خلال تنظيم المسيرات السلمية والتعبير عن الرأي عبر المنشورات التوعوية التي توضح خطر الاحتلال لمناطق سوريا والتضامن بين نساء المنطقة لتقوى المرأة وتقهر الاحتلال، وأكدت: “شعارنا لا للاحتلال التركي”.

والجدير بالذكر أن خيمة الاعتصام هو جزء من فعاليات حملة “توحدنا… انتصرنا… سنقاوم لنحمي… لا للاحتلال التركي” والتي أطلقتها نساء الرقة والطبقة ودير الزور ومنبج؛ للتعبير عن رفض نساء المنطقة للتهديدات التركية للمنطقة، والحملة مستمرة حتى يتوقف المحتل التركي عن تهديداته ضد المنطقة.

وفي سري كانيه؛ ندد الآلاف من شعوب مدينة سري كانيه وبلدة زركان والقرى التابعة لها اليوم، خلال تظاهرة بالتهديدات التركية، وتوجهوا صوب الشريط الحدودي لإنشاء خيم دروع بشرية غربي المدينة على طريق بلدة تل حلف، وذلك بالتزامن مع التحركات والتهديدات التركية باجتياح مناطق شمال شرق سوريا.

وانطلقت التظاهرة من السوق المركزي وجابت شوارع المدينة وصولاً للشريط الحدودي، رفع خلالها المتظاهرون أعلام قوات سوريا الديمقراطية وصور الشهداء. وعند الوصول إلى الشريط الحدودي بدأ المتظاهرون بالتحضيرات للبدء بإنشاء خيم الدروع البشرية على الشريط الحدودي الواقع غربي المدينة.

وبهذا الصدد؛ قال الرئيس المشترك لمقاطعة الحسكة وعضو اللجنة التحضيرية لخيم الدروع البشرية عبد الغني أوسو: “خيمة الدروع البشرية تأتي بالتزامن مع التهديدات التركية لاحتلال مناطق شمال وشرق سوريا، والدروع البشرية هو تأكيد على أن أهالي شمال وشرق سوريا لن يتركوا أرضهم وعرضهم للعدوان التركي”. وبيّن أوسو أن فعاليات الخيمة ستستمر فترة طويلة سيشارك فيها أهالي من مناطق إقليم الجزيرة كافة وبشكل مناوبات.

هذا ومن المقرر أن تبدأ فعاليات الدروع البشرية خلال الساعات القليلة القادمة بعد الانتهاء من تحضير الخيم.