سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

فلسفة التشاؤم: كيف يقينا التشاؤم من شر الحياة؟

شيماء يوسف / المحطة –

منذ أن وعينا على الدنيا، يُروّج لنا التفكير السلبي في صورة ضيقة سطحية زواياها ثابتة لا تتغير: اليأس، الحزن، الاكتئاب والفشل.
يقول عالم النفس أوليفر بيركمان: “ما زلنا في مستوى معين نعتقد بأن السعادة لا يمكن إلا أن تعني التخلص من السلبية. لا يمكن إلا أن تعني تعزيز المشاعر الإيجابية محاولًا ضمان نتيجة إيجابية”.
وبحكم أن التفكير السلبي هو المادة الخام للتشاؤم، من الطبيعي أن يصبح للتشاؤم صيت سيئ بين الناس؛ فهو عدو النجاح الأول وقرين الحزن، وتفاديه مكسب ومطلب لتحقيق أحلامنا وأهدافنا في الحياة.
غالبًا ما يتم الحديث عن التشاؤم بصفته حالة نفسية أو عرض من أعراض مرض الاكتئاب، وبالرغم من انتشار  هذا  النوع من التشاؤم  إلا أنه ثمة تشاؤم آخر يمتاز ببعد فلسفي وعقلي، وهو أشبه بعقيدة فكرية أو موقف معرفي وعقلي يتخذه الإنسان من العالم، “هو تشاؤم يمكن مناقشته بالعقل والمنطق وليس بالأدوية النفسية”.
شهد مطلع القرن التاسع عشر زخمًا تشاؤميًّا كبيرًا، حيث علت أصوات الفلاسفة المتشائمين من اللورد بايرون، الفرد دي موسيه الفرنسي، وهيني في ألمانيا وليو باردي في إيطاليا وبوشكين في روسيا. تعددت آراء ومعتقدات الفلاسفة وكان لكل منهم بصمته الفلسفية التشاؤمية الخاصة، لكن لعل الأرضية المشتركة بينهم جميعًا؛ هو تعاملهم مع مسألة التشاؤم من منظور فلسفي بحت وليس سيكولوجي.
التشاؤم الفلسفي: “هو الاعتراف بحضور عنصر الشر في الوجود، أما طريقة التعامل مع هذا الاعتراف وما يمكن أن يؤول إليه من نتائج، فهو محل خلاف بين فلاسفة التشاؤم وعلى رأسهم فيلسوف التشاؤم الأكبر شوبنهاور، وتلميذه الفيلسوف الألماني نيتشه.
التشاؤم الميتافيزيقي عند شوبنهاور
محرك الحياة الأول هو الإرادة العمياء، أو بمعنى آخر رغباتنا الميتافيزقية التي توجّه أفعالنا والتي نُساق إليها لا إراديًا، وهي محور الألم والشر في الحياة؛ فعندما يرغب المرء ويريد،  تزداد معاناته ذلك أن إشباع الرغبات عملية تسلسلية مستمرة لا تنتهي إلا بموت صاحبها.  إنّ المسافة الهائلة بيننا وبين أحلامنا وأهدافنا تعطي تلك الأحلام حجمًا أكبر من حجمها الحقيقي، تحيطها بهالة من الرضا والسعادة التي حالما نصل إلى مبتغانا تتلاشى كأنها كانت مجرد  سراب، “ننفخ في البالونات ونحن نعلم أنها سوف تنفجر”. إننا دائمًا نعود إلى نقطة البداية مهما بلغنا من نهايات، نسعى إلى تحقيق هدف ما لبلوغ النشوة والرضا وما إن نحقق ذلك الهدف ونتذوق الرضا للحظات؛ حتى يتلاشى ونعيد الكرّة مرة ثانية، ونبحث عن هدف آخر في سبيل الحصول على الرضا الذي ما إن نمسكه حتى يفلت من أيدينا، ونعيد الكرة مرة ثالثة ورابعة وخامسة في دائرة مغلقة من السأم والملل والمعاناة لا نخرج منها أبدًا.
يرى شوبنهاور أن مأساة الحياة تختزل في إرادتها وأن الخلاص من الشقاء والعناء إنما يكمن في التخلي عن هذه الإرادة والترفع عنها. وهذا التخلي ممكن الحدوث وإن كان لحظيًا أو مؤقتًا، وهو يتجلى في الفن والدين؛ فالفنان حين يمارس الفن  يتجرد من غرائزه النفسية، وموروثاته الفكرية والمجتمعية ويصور لنا الأشياء على هيئتها الحقيقية، أما الدين فإنه يؤدب الإرادة ويضعها تحت سيطرة العقل؛ فهو يأمر الإنسان بكبح شهواته وأهوائه النفسية.
تشاؤم نيتشه
يُقر نيشته بأن وجه العالم  قبيح ولكن بدلًا من أن نغض البصر عنه، أو نتجاهله، علينا أن ننظر إليه ونتقبله كما هو. بالرغم من تأثر نيتشه بفلسفة أستاذه شوبنهاور إلا أنه عارضه في فلسفته التشاؤمية؛ فبينما يدعو تشاؤم شوبنهاور إلى العدمية والتخلي عن الحياة، بمعناه الميتافيزيقي – جاء تشاؤم نيتشه ليدعو إلى النقيض تمامًا، التمسك بالحياة، وبدلًا من السعي إلى  التخلص من معاناة الحياة، يوجه تشاؤم نيتشه المرء إلى كيفية التعامل والتعايش مع تلك المعاناة، التشاؤم هو “المطرقة التي تهدم وتبني”، تهدم نظرتنا التفاؤلية السطحية للحياة وتوقعاتنا الإيجابية التي غالبًا ما تدفعنا في النهاية إلى الخيبة والخذلان، وتبني عوضًا عنها قوة مقاومة تجعلنا نتحمل آلام الحياة. إن البهجة الحقيقية تستخرج من ركام ذلك الهدم، من ينشد السعادة أو الرضا عليه أن يعترف بالألم ويعيشه ويتلذذ به.
 الماضي والمستقبل
بالنسبة لفلاسفة التشاؤم، يُعد الزمن معضلة فلسفية كبيرة؛ حيث يعتقد البشر أنه بإمكانهم التكفير عن أخطاء الماضي والهروب من ذكرياته الموجعة عن طريق الاستثمار في المستقبل، فيُعَلِّقون كل آمالهم في المستقبل، مما يحرمهم من الاستمتاع بالعيش في الحاضر والالتفات إلى ما يمكن أن يقدمه لنا، إن أحلامهم ستتحقق غدًا، إذًا سعادتهم الحقيقية موعدهم معها غدًا، لذلك هم في حالة تأهُّب دائم اليوم للقاء أحلامهم غدًا، وهذا التأهب يخالطه مزيج من مشاعر الخوف والترقب والتوتر، ويتجلى هذا التأهب في التخطيط ورسم سقف محدد من التوقعات، ومن هنا؛ تنبثق الرؤية التشاؤمية الفلسفية، فالمستقبل غير قابل للتنبؤ والسيطرة، فمهما خططنا وبذلنا من جهد لبلوغ مبتغانا وأهدافنا؛ تظل هناك قوى وعوامل خفية تتحكم في حيواتنا، لذلك فإن تلك التوقعات والأحلام غالباً ما تكون معرضة للهدم.
رصاصة الأمل
يقول الكاتب و الفيلسوف اليوناني نيكوس كازنتزاكيس، علينا جميعًا أن نتخلى عن الأمل، لأننا غالبا ما نخسره، ونخسر معه الرغبة في المحاولة من جديد. السعي المضني، والبحث المستمر بغض النظر عن النتائج، سلبية كانت أو إيجابية، هو ما يجب أن نصبو إليه دائمًا؛ حتى نستمر في المضي قُدمًا.
قد يبدو للوهلة الأولى أن كازانتزاكيس يدعو إلى هجران الأمل بشتى أشكاله، لكن في الحقيقة الأمل الذي يقصده هو الأمل الذي يرتكز على التوقعات، اعتقاد المرء بأن كل جهد يبذله وكل تخطيط يقوم به سيسفر عنه نتيجة ترضي تعبه. فيظل حاضره مرتبطًا بمستقبله، فإذا خذل الواقع توقعاته سيكون قد أفنى حاضره في ترقب المستقبل الذي لم يأتِ على الهيئة التي رسمها في عقله، فضلاً عن مشاعر البؤس و الخذلان التي سترافقه طوال حياته.
إذن ما الحل؟ أن نخضع الأمل لشروط خاصة، وأهمها؛ أن ننزع منه عنصر التوقعات، لاسيما  الإيجابية، أن نعيش ونمارس الأمل كفعل ليس له نتيجة أو على الأقل ألا نرسم له نتيجة مذهلة، أن نتقمص شخصية الموظف المخلص الذي يؤدي عمله بإتقان ولا ينتظر مديحًا أو ثناءً من مديره. أن نبذل قصارى جهدنا في عمل ما دون أن نتوقع بأن النتيجة ستكافئ أو تضاهي بالضرورة حجم الجهد الذي بذلناه. باختصار؛ أن نعيش الأمل ولا ننتظر منه شيئًا، فإن أتى ما يرضي جهودنا حظينا بما نستحق، وكان الفرح من نصيبنا، وإن شاءت الأقدار أو لسبب ما خفي، جرت الأمور بما لا يسر الخاطر؛ فعلى الأقل ستكون مقدرتنا على التعامل مع النتيجة أكثر نضجًا وقابليتنا لتقبلها والتسليم بها أكبر.
التشاؤم تفاؤل متنكر
على عكس الاعتقاد الشائع بين الناس، إن التشاؤم، لاسيما الفلسفي،  ليس نقيض التفاؤل، بل شكل آخر منه، متنكر ومتخفي. ولعل  التشاؤم الدفاعي وهو أحد أنواع التشاؤم الذي يوضح هذا الترابط بشكلٍ جيد. يرتكز هذا التشاؤم في أساسه على التفكير السلبي ويتخذ منه سلاحًا يواجه به تحديات ومصاعب المستقبل.
التركيز على السيناريوهات الأسوأ، ماذا لو حدث كذا وكذا ؟ تجعل من المرء أكثر استعدادًا لتقبل النتائج السلبية من خلال وضع الخطط البديلة مستقبلًا، فضلًا عن الاستعداد النفسي الذي سيخفف حتمًا من آثار النتائج السلبية.
إن المتشائم لا يرغب في أن تزداد الأمور سوءًا من خلال عقليته السلبية، بل إنه يحتاط من ذلك وينشد الخلاص من خلال عقليته السلبية، فهو بذلك يحارب السيء بالسيء.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle