شعوب شمال سوريا: “سندافع عن أنفسنا ولن ندع الاحتلال يزعزع أمن مناطقنا”

تلاقي التهديدات التركية باحتلال مناطق شمال وشرق سوريا رفضاً قاطعاً من قبل شعوب المنطقة، حيث أبدوا استعدادهم في الدفاع عن النفس، وعدم السماح للمحتل التركي باحتلال المزيد من الأراضي السورية وتحقيق أحلامه العثمانية، مؤكدين وقوفهم صفاً واحداً ضدّ التهديدات التركية.. ومن جانبها؛ استنكرت الإدارة الذاتية التهديدات التركية وناشدت المجتمع الدولي في القيام بمسؤولياته تجاه شعوب المنطقة..

 مركز الأخبار ـ تستمر دولة الاحتلال التركي بحشد قواتها العسكرية على الحدود التركية السورية, وتتركز هذه التحركات قبالة مدينتي كري سبي (تل أبيض) وسريه كانيه، تزامناً مع إطلاق المسؤولين الأتراك تهديدات بشن عدوان على مناطق في شمال وشرق سوريا.

وتلقى التهديدات التركية والتحركات الأخيرة على الحدود سخطاً شعبياً في مناطق شمال وشرق سوريا. إذ؛ خرج الأهالي في إقليم الفرات ليقفوا على الحدود دروعاً بشرية معبرين عن رفضهم للتهديدات التركية، واستنفر أبناء المنطقة طاقاتهم استعداداً لمجابهة التهديدات التركية. إذ؛ افتتحت حركة الشبيبة الثورية السورية في مقاطعة كري سبي دورات فكرية وعسكرية للشبيبة وتعمل على نصب حواجز داخل أحياء المدينة لصون أمنها واستقرارها. وبهذا الصدد؛ أكد رئيس لجنة الشباب والرياضة في مقاطعة كري سبي إسماعيل الخضر إن التصدي للاحتلال يقع على عاتق الشبيبة أكثر من أي أحد آخر، وأنهم افتتحوا دورات تنظيمية وتوعوية بين صفوف الشبيبة لهذا الغرض، إضافة إلى أنهم كثفوا الاجتماعات الجماهيرية لتوعية الشبيبة والمجتمع تجاه الأخطار المحدقة.

وأشار الخضر إلى أن من أولى مسؤوليات حركة الشبيبة التي تضم الشبيبة من شعوب المنطقة كافة؛ الحفاظ على سلامة أرضهم وشعبهم، لافتاً إلى أنهم مستعدون لمواجهة أي عدوان تتعرض لها المنطقة. وذكر إسماعيل الخضر بأن هدف الاحتلال التركي هو ضم المزيد من الأراضي السورية إلى تركيا، موضحاً بأن شعوب المنطقة وفي مقدمتهم الشبيبة لن يسمحوا بحصول ذلك.

ومن جانبها؛ قالت الإدارية في لجنة المرأة ضمن الشبيبة الثورية بمقاطعة كري سبي سوزدار محمد: “المرأة الشابة لن تكون فريسة لأحد من الآن فصاعداً؛ لأنها تلقت التدريبات الفكرية والسياسية والعسكرية لتحمي نفسها ووطنها”.

وناشدت سوزدار محمد جميع الشابات للانخراط بصفوف الشبيبة وتلقي الدورات الفكرية والعسكرية لنيل حقوقهن المشروعة والمساهمة في حماية وطنهن.

وبدوره، أكد عضو الشبيبة محمد مؤيد اللطيف رفضهم لمحاولات الاحتلال التركي المساس بتراب وطنهم مهما كان الثمن.

وفي السياق؛ أدانت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا التهديدات التركية لمناطق الإدارة الذاتية، وأكدت على أن الإدارة بجميع شعوبها ستقف صفاً واحداً في مواجهة هذه التهديدات وستقاومها بجميع الطرق المُمكنة دفاعاً عن النفس، ودعت المجتمع الدولي إلى القيام بواجبه تجاه المنطقة، وجاء ذلك خلال بيان قرأه الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي للإدارة عبد حامد المهباش. جاء فيه: “تُطلق الدولة التركية المحتلة تهديداتها بالعدوان على مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بشكل دائم ومستمر, وقد ازدادت وتيرة هذه التهديدات في الآونة الأخيرة من خلال حشد القوات العسكرية التركية على الحدود الشمالية لسوريا؛ بهدف إفشال المشروع الديمقراطي للإدارة الذاتية وزعزعة الاستقرار والتعايش المشترك بين الشعوب السورية.

وما جرى في عفرين منذ أكثر من عام عندما اعتدى النظام التركي والميليشيات الإرهابية المُنفذة للأجندة التركية إلا خير شاهد على نفاق وكذب هذا النظام من خلال عمليات التهجير والسلب والنهب الذي مارسه فيها. إننا في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا نُدين ونشجب هذه التهديدات غير المسؤولة من النظام التركي ونؤكد أن الإدارة بجميع شعوبها الإثنية والدينية ستقف صفاً واحداً في مواجهة هذه التهديدات وسنقاومها بجميع الطرق الممكنة دفاعاً عن النفس وعن الأمان والاستقرار والتعايش المشترك الذي تعيشه مناطقنا، حيث أن هذه المنطقة يسكن فيها ما يزيد على خمسة ملايين نسمة ما بين سكان محليين ومُهجّرين ونازحين، وكذلك يُحتجز في سجونها الآلاف من عناصر داعش الإرهابيين. إن شعوب شمال وشرق سوريا حاربت الإرهاب العالمي بدلاً عن الضمير الإنساني وقدمت الآلاف من الشهداء والجرحى، واليوم يُناقش المجتمع الدولي يومياً وضع إدلب ويتناسى التهديدات التركية على مناطقنا.

إننا في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا؛ نؤكد للعالم أجمع بأننا مع وحدة الأراضي السورية ومع شعوبها وإن مشروعنا السياسي هو مشروع ديمقراطي وغير انفصالي كما يُرَوّج لذلك من قبل الدول الضامنة لمؤتمرات آستانا. لذا؛ نطالب المجتمع الدولي بهيئاته ومُنظماته الأممية والحقوقية والتحالف الدولي والرأي العام العالمي للقيام بواجبهم لإيقاف التهديدات التركية ومنعها من تنفيذ عدوانها المُبيّت على المنطقة, حيث أن ذلك العدوان سيضُر بحالة الأمن والسلم الدوليين لخرقه حدود الدولة السورية وسيادتها”.