حرب الوكالة في عفرين المحتلة… التتريك ودور المجلس الوطني الكُردي

ستير كرداغي / خبر 24 –

في الآونة بدأت الحرب الخاصة التي يقودها المجلس الوطني الكردي” الأنكسة” حيث اتخذ طابعاً جديداً وتصعيداً قومياً أكثر من ذي قبل أقرب لإثارة العواطف المستهلكة، أي الضرب على الوتر الحساس للشارع الكردي واستغلاله مستفيداً من نتائج ما أنجزه من تشتيت للشارع الكردي وحالة التخوين وكسر الإرادة وحالة اللامبالاة الحاصلة بشكل عام، تحديداً احتلال عفرين من قبل الجيش التركي ومرتزقة من الإخوان المسلمين ومجاميعهم المرتزقة.

يتداول هذا “المجلس” هذه الأيام موضوع الحزام العربي والتغير الديموغرافي الحاصل منذ ستينات القرن المنصرم، في هذا التوقيت، متناسين عفرين ومشاركتهم في احتلالها إلى جانب شريكهم التركي والإخواني والقاعدة وإرهابهم، وكيف أنهم كانوا أول من قام بإفراغ المناطق الكردية من أهلها الكرد، حيث تم توجيههم إلى تركيا وباشور كردستان في بدايات الهجوم على ”سري كاني” و“گري سبي” وذلك لاستغلالهم والتغرير بهم وتشتيتهم وجمع الأموال من المنظمات الإنسانية على حساب أهلنا الكرد النازحين، زوراً وبهتاناً فقط لإثبات أنهم قوة سياسية تكسبهم الشرعية ضمن الائتلاف الأردوغاني، ورغم ذلك لم يحصلوا على أي دور فيه إلى يومنا هذا سوى التبعية واستخدامهم كأداة لضرب البيت الكردي. طبعاً ما حصل أن الآلاف من أبناء روج آفا العالقين في تركيا أصبحوا سلعة يتاجر بها الأتراك حيناً، حيث تم تجنيد بعضهم وفق المقاسات والأحجام والأدوار والمواقيت المحددة لتنفيذ الأجندة التركية الاحتلالية المعادية للكرد ومصالحهم في كل مكان حيناً آخر، وما خفي كان أعظم، وهناك طبعاً أمثالهم في باشور كردستان ولنفس الغاية والوظيفة.

ومن الطبيعي أن يتبادر إلى الأذهان عدة أسئلة ”إذا كنتم صادقين”، فلماذا لا تطالبون جماهيركم بالعودة لمناطقهم كعفرين بعد تحريرها من أهلها كما ادعت تركيا؟ والجزيرة وكوباني بعد أن زال خطر داعش؟ بدلاً من فتح ملفات ذات طابع تحريضي في الوقت الحالي، وتتناسون عفرين المستباحة الآن وهي تحت امرتكم كما تدعون؟ وفي الحقيقة أنتم لا تستطيعون الإجابة لأن هذه القرارات ليست بأيديكم بل بيد أسيادكم الأتراك، وأنتم لا تستطيعون تحريك حجرة من مكانها بعفرين، وهذه حقيقة واضحة للجميع.

محاولة التملص من المسؤولية من خلال توجيه أنظار الرأي العام للانتهاكات في عفرين كمحاولة يائسة للتملص من الجرائم التي يرتكبها شركائهم وكتائبهم التي اختفت فجأةً من الواجهة بعد أداء المهمة أثناء الهجوم على عفرين لن يمر على أحد، وما ظاهرة المجالس التي انتشرت في أوروبا، وكذلك العمل على نشر التهم الملفقة على مراكز التواصل الاجتماعي، وتسخير الماكينة الإعلامية في باشور كردستان وتركيا وقنوات المعارضة، ومحاولات تزوير الحقائق والتمييع الذي يمارسونه، ناهيك عن ظاهرة البيانات التي تصدر الواحدة تلو الأخرى، إلا لزرع الفتنة ومحاولة لإعطاء أسوء الانطباعات للرأي العام الأوروبي عن حالة المقاومة في روج آفا، ومن نافل القول أن تكريس حالة التشرذم خلف أجندات لا تصب في مصلحة الكرد، ما هي إلا وضع العصي في عجلات التقارب الكردي وخلق إرادة كردية موحدة على الأقل من المنظور العام.

إن ما نراه ونعيشه كل يوم في صراعاتنا اليومية للأسف الشديد مرتبط بهذا السيناريو للحرب الخاصة والممنهجة، والتي باتت عقبة كبيرة وسداً أمام تحقيق أي عمل لتوحيد الصف الكردي، والمناخ الديمقراطي كأداة لتغيير نظام الحكم ودستوره، ومن ناحية أخرى تجعل الشارع الكردي يتخبط في دوامة الصراع والتخوين ما يخدم الأعداء لا أكثر ولا أقل. فمن هم الذين يقفون أمام الحلول إذاً؟، ومن هم الذين يعرقلون عملية التغيير في سوريا يا سادة؟؟؟ لذا ومن خلال هذه الحقائق والسلوكيات أرى أنه من الضروري العمل والوقوف بحزم أمام هذه الحرب الخاصة، وذلك باتباع بعض النقاط الممكنة والمتاحة لكل فرد وطني كالآتي:

1ـ خروج شعبنا العفريني من قوقعة اليائس والتأكيد على كردستانية عفرين وأن تحريرها واجب كردستاني، وأهم الأولويات والضمانات للوصول لهذه الغاية هو إنجاح مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا وروج آفا.

2ـ التمسك بالمكتسبات التي تحققت على الأرض من مؤسسات فتية ومنظمات مدنية ومجالس محلية وإدارية وعسكرية في مناطق شمال وشرق سوريا وحمايتها والذود عنها.

3ـ التأكيد على المشروع الديموقراطي للإدارة الذاتية ومطالبة الجميع بالمشاركة في العمل معه، كضمانة لخلق السلم الأهلي وخلق أجواء من التسامح بين شعوب المنطقة، وهذا يخدم الجميع وعلى رأسهم الكرد.

3ـ عفرين مدينة محتلة ويجب طرد المحتل التركي وكافة رموزه من المرتزقة منها لضمان عودة أهلها إليها بكرامة.

4ـ المطالبة بالتعويضات من الجهات السياسية الكردية، والتي لم تحسن إدارة عفرين “المحررة” كما أعلن مجلس برو وعليكو عنها في آذار 2018.

5ـ تحميل المجلس الوطني الكردي كامل المسؤولية عن جميع الانتهاكات وأعمال السرقة للآثار والمعالم التاريخية، وكذلك النهب والخطف والقتل والتغيير الديموغرافي وإمحاء الهوية، بسبب فشلهم بل عدم قدرتهم في تنفيذ وعودهم كمجالس وسلطة بديلة.

7ـ حشد الرأي العام الكردي لإجبار “الأنكسة” للخروج من عباءة ائتلاف الإخوان وتركيا ومطالبتهم بالعودة الى حضن البيت الكردي المقاوم، والمشاركة الفاعلة والجادة في الإدارة الذاتية بالواجبات والحقوق، فالإدارة الذاتية هي القوة المعترف بها شرعياً من قبل التحالف الدولي حتى تحقيق حقوق شعبنا وشعوب الشمال السوري.

 دفعنا لهذا التوضيح ووضع النقاط على الحروف هو المرحلة الحساسة والمصيرية التي وصلت إليها قضيتنا، والتي وضعتنا أمام مفترق خطير فإما أن يتحرر شعبنا أو أن نفقد الفرصة مرة أخرى لقرن آخر من العبودية، وما يضعنا أمام هذه المسؤولية التاريخية هي عدالة قضيتنا وحقنا التاريخي في المنطقة، فلقد وصلت الأمور إلى ذروتها ولا بد من تسمية الأشياء بمسمياتها، فخدمة الأعداء ليست وجهة نظر أيها السادة.