لماذا رابطة المرأة المثقفة؟

أفين يوسف – 

أحدثت المرأة تغييراً جذرياً خلال ثورة روج آفا وشمال سوريا في واقع المجتمع وعلى الأصعدة كافة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والعسكرية، فكانت الركيزة الأساسية التي اعتمدت عليها ثورة روج آفا منذ انطلاقتها قبل سبع سنوات من الآن، والنواة الجامعة بين ثقافات المجتمع المختلفة، وأخذت المرأة على عاتقها المساهمة الفعالة في بناء مجتمعٍ صحي على أساس العدالة والمساواة بين الجنسين وبين الشعوب والقوميات والديانات، وكان للمرأة المثقفة الدور الأكبر في ذلك.
المرأة المثقفة موجودة منذ بدء التاريخ، لكن المفهوم الخاطئ لمعنى الثقافة والمتداول بين المجتمعات حتى الآن، حال دون إبراز دور المرأة المثقفة ووضعها على هامش الحياة، فما هي الثقافة ومن هو المثقف؟.
الثقافة هي أن تعرف شيئاً عن أي شيء، أي أن تكون ملماً بعدد وكمٍ من المعرفة في كافة المجالات، والمثقف هو الشخص الذي يمتلك القدر الشامل من المعرفة، وهذا ما امتلكته المرأة منذ بداية الخليقة فهي التي اكتشفت الزراعة والطعام ووسائل الحماية وأساليب تربية الأطفال وتوعيتهم واكتشفت الأعشاب الطبية وغير ذلك الكثير من المعرفة. إذا فالمرأة هي العضوة الأكثر شمولاً والأكثر قدرة على اكتساب المعرفة وبذلك فهي الأكثر ثقافةً في المجتمع.
تأسست رابطة المرأة المثقفة في 3 تموز من عام 2017م، وانضم إليها عدد كبير من المثقفات على اختلاف مجالات عملهن من أديبات وشاعرات وسياسيات ومختصات بعلم الاجتماع وفنانات وغيرهن، لكن تبادر لأذهان الكثير من الناس الذين يحصرون مفهوم الثقافة في تمتع المرء بقدر من العلم (الشهادة الجامعية) واستهزأ آخرون بوجود رابطةٍ خاصة بالمرأة المثقفة! بينما يرون في وجود اتحاداتٍ ونقابات خاصة بالمثقفين أمراً اعتيادياً. فلماذا رابطة المرأة المثقفة؟.
احتلت المرأة المثقفة مكانها في الاتحادات والنقابات الثقافية المختلفة وكان لها دور بارز فيها، إلا أن الفعاليات التي تقام ضمن تلك الاتحادات الثقافية تُنسب غالباً للمثقفين دوناً عن المثقفات، ويتم تهميش دورها فيها بقصدٍ أو عن غير قصد، ولأن نشاطات المرأة المثقفة تحتاج إلى خصوصية معينة تناسب أعمالها وفنِّها وأدبها ولتحتضن أكبر عدد من النساء المبدعات في كافة المجالات كالشعر والموسيقى والأعمال اليدوية والأدب وغيرها، ولمساعدتها على صقلها وتدريبها بالشكل المناسب، كان لا بد من وجود رابطة تجمع كل النساء المثقفات في روج آفا وشمال سوريا تحت سقف واحد.
على هذا الأساس وبغية تفاعل المرأة مع ثقافتها ومنعها من الاندثار، وكون المرأة في مناطق روج آفا وشمال سوريا تحتفظ بأًصالة ورونق الفن والأدب وتلعب دورها في تنشئة الأجيال القادمة، ولكي لا تبقى إنجازات المرأة محصورة فقط في مجالٍ بعينه، كان من الضروري افتتاح مركز لرابطة ثقافية تجمع داخلها النساء المثقفات، تأكيداً على تعزيز دورها في إرساء أسس الثقافة والفن في المنطقة.