فادي عيد وهيب –
كثرت التحليلات والتكهنات لما ينتظر إيران فى الغد القريب، خاصة بعد واقعة ميناء الفجيرة الإماراتي، حيث تضاربت الأقوال بين المحللين، ونعترف بأن كل الأمور واردة وجميع السيناريوهات مطروحة، ولكن أياً كانت النتائج فنحن متفقون بشكل من الأشكال على ما يلي:
أولاً: شدد الطرفان الأمريكي والإيراني من لغة التهديد كلٌ منهما للطرف الآخر، بعد ان غير مايك بومبيو وجهته من برلين لبغداد لبحث تأمين القوات الأمريكية فى أضعف نقطة لها بالشرق ألا وهي العراق، وما وصل من أساطيل نحو سواحل الشام في المتوسط أو في الخليج العربي بجانب سفينة المستشفى الميداني أمر يؤكد ذلك.
ثانياً: قبل حادثة الفجيرة، كان الخليجيون يأملون فى عدم اندفاع ترامب والاكتفاء بتلجيم إيران، على عكس الإسرائيليين الذين يدفعون برجالهم داخل البيت الأبيض للدفع بترامب نحو المواجهة العسكرية ضد إيران.
رابعاً: أن الإعلام الإماراتي وقع فى نفس الأخطاء الكارثية للإعلام السعودي أثناء مقتل خاشقجي (وهو ما تجنبته في إعلان واقعة استهداف الحوثي لمحطتي ضخ النفط وسط السعودية)، فبعد ساعات من نفي حكومة الفجيرة لأي شئ قد يكون حدث بسواحلها، أعلنت الخارجية الإمارتية عن الواقعة في تناقض واضح، ويلاحظ منذ 2011 وحتى الآن أن بعد كل نكسة إعلامية في دولة ما كان يليها نكبة سياسية.
خامساً: ما ظهر من ردات فعل متناقضة فى البداية ثم مستوى الرد الإماراتي، بعد تأكيد حادثة الفجيرة أظهر حجم المفاجأة التي أصابت أبو ظبي وهذا كان متوقعاً، لأن ما جرى في الفجيرة ليس حادث أو عمل إرهابي داعشي، ولكن جاء نتيجة عمل استخباراتي عسكري بامتياز.
سادساً: زيارة عاهل البحرين (أقوى نقطة لطهران في الخليج) للقاهرة الغير مدرجة على جدول أعماله في ذلك التوقيت، لم يأتِ عن طريق الصدفة وهي لم تكن ببعيدة عن المشهد الذي حدث.
وهنا أعيد واكرر ما قلته وكتبته منذ سنوات، بأن الحرب الخليجية الثالثة بدأ الإعداد لها بعد حرب تموز2006 مباشرة، وما كانت الحرب على سوريا إلا انتقاماً من تموز2006، تموز الذي كسر حينها كل المعادلات، ورسخت ضمان التفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة من بعد حرب73، واليوم وبعد استنزاف ما وراء حزب الله ألا وهي سوريا، يأتى الدور على ما وراء سوريا ألا وهي إيران لما لها دور فاعل في سوريا.
فهل يكسر ترامب أو بالأحرى صهره ومستشاره اليهودي جاريد كوشنر تلك المعادلة التى أطاحت بايهود أولمرت وتجنبها دائماً نتنياهو، أم تجمع الأمريكان والإيرانيين طاولة مفاوضات منفردة بعيداً عن الأوروبيين، كي تنتهي تلك العاصفة التى دخلت مؤشراتها مراحل خطيرة جداً؟
وهنا يجب أن نذكر تصريح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مؤخراً، عندما قال: “إن الرب أرسل ترامب إلى الأرض لحماية إسرائيل، فهو بالفعل مثل الملكة “استير” التى ساعدت في إنقاذ الشعب اليهودي من الخطر الإيراني.
والسؤال هنا هل يأتى الدور على ما وراء إيران أي روسيا؟ إذا ما اعتبرنا أن موسكو ستبقى الحليف الأوحد لطهران حتى النهاية.
وكيف سيكون موقف روسيا في حال قيام الولايات المتحدة الأمريكية بتكرار سيناريو “العراق 2003 ضد إيران؟
أخيراً وليس آخراً أدعو الله أن يحفظنا وسائر شعوبنا العربية من معركة قد تقضي بنيرانها على الجنس العربي من الأساس، كما تمناها برنارد لويس منذ عقود.