آن الأوان لمحاسبة المرتزقة على أفعالهم

تقرير/ ماهر زكريا ـ  مصطفى الخليل –

تلطخت أيديهم بدماء أبناء المنطقة، ودمروا مدناً وقرى، وهجّروا أناساً آمنين بعد أن عاثوا فساداً في مناطقهم واحتلوها عنوة وفرضوا سياسة تعسفية بحقهم…. إنهم مرتزقة داعش الأسرى لدى قوات سوريا الديمقراطية والذين توجب محاكمتهم على جرائمهم التي اقترفوها وكذلك محاسبة داعميهم؛ وذلك عبر إنشاء محكمة دولية لهم ومحاكمتهم في المناطق التي تحررت منهم… وهذا ما أكدته شعوب شمال وشرق سوريا بمن فيهم شيوخ عشائر الطبقة…..

مركز الأخبار ـ بعد النصر الذي حققته قوات سوريا الديمقراطية على مرتزقة داعش يتداول الحديث عن مصير أسرى مرتزقة داعش وبخاصة الأجانب وضرورة إقامة محاكمة لهم على أراضي المناطق التي تحررت من قبضتهم ووجوب محاكمتهم على جرائمهم التي ارتكبوها بحق شعوب المنطقة.

ارتكبت داعش أفظع الجرائم بحق الإنسانية وحق أبناء شمال وشرق سوريا بعد أن قتلت وشردت وهجرت ودمرت من أجل الاستيلاء على حقوق الأهالي بحجج واهية. لكن؛ أثار ذلك غيظ وامتعاض الشرفاء من أبناء المنطقة والعشائر وكل ذلك جرى بعد أن أحكم مرتزقة داعش سيطرتهم على المدنيين الذين لا يملكون من أمرهم سوى جمع قوت يومهم ما جعل أغلبهم عرضة لفتك الغرباء القادمون من خارج سوريا باسم المهاجرين فقطعوا أوصال سوريا وامتلكوا رقاب أهلها. لكن؛ إصرار وعزيمة الشعوب لم تخنع ولم تذل بعد أن ذاقوا مرارة الألم والفراق وبذلوا العديد من الشهداء والجرحى ضمن قوات حاربت واستبسلت وهي قوات سوريا الديمقراطية الذين حرروا مناطق عدة من شمال وشرق سوريا لتعيد لأبناء سوريا حياتهم الطبيعية وإعادة الأمن والاستقرار إليهم. واليوم وبعد ما مرت به المنطقة؛ ينهض أبناء العشائر مطالبين بمحاكمة من أوقع بهم القتل والدمار من عناصر مرتزقة داعش المهاجرين مطالبين بمحكمة دولية باعتراف دولهم بتلك المحكمة وتمثيل مواطنيها للحصول على حقوق الشعب السوري ممن قتلهم.

شعوب المنطقة طرف ادعاء على مرتزقة داعش

وبهذا الخصوص؛ أجرت صحيفتنا لقاء مع شيخ عشيرة الناصر قبيلة الولدة الشيخ عبد اللطيف محمد الفرج الذي أكد فيه على أن عشائر المنطقة وشعوب شمال وشرق سوريا تنصب نفسها كطرف ادعاء على عناصر ومرتزقة داعش الذين سموا أنفسهم بالمهاجرين (الأجانب)، وقد حان الوقت لمحاسبتهم ونطالب بمحاكمتهم محاكمة دولية مشهودة من كل وسائل الإعلام الدولية والعالمية. إن عدم تجاوب دولهم بقرار الشعب في شمال وشرق سوريا هو دليل اتهام لتلك الدول وعزمها مسبقاً بقتل السوريين وتدمير بناهم التحتية والمطلوب من الجهات المعنية الأخذ بهذا القرار وضرورة الإسراع بتشكيل المحكمة وتحديد التهم الموجهة لهم وتقرير ما اقترفته أيديهم التي تلطخت بدماء السوريين ومحاكمتهم أمام أعين الشعب وبحضور أسر الأبرياء بعد التحقق من هويتهم وتحديد طرق وسبل دعمهم ومن مدهم بالمال والسلاح وتقرير عن المتورط في ذلك من الدول وخصوصاً دول الجوار ومن بينهم دولة الاحتلال التركي للقضاء على أدوات الإجرام في المنطقة والعالم”.

على الدول المعنية تحمل المسؤولية

وطالب عبد اللطيف الفرج المجتمع الدولي بالامتثال لهذا القرار الشعبي لأبناء العشائر وأبناء شمال وشرق سوريا بموجب المواثيق الدولية التي تكاد تنهار في نظر أغلب الشعوب الدولية، وأكد: “على جميع الدول التي شارك أبناؤها في تصدير داعش للمنطقة تحمل المسؤولية من قبل شعوبها وحكوماتها لإيقاف حقبة سوداء مرت على تاريخ الشعب السوري في هذه المنطقة، وقد حان الوقت لمحاسبة المجرمين الذين كانوا على مدى زمن قضاة نصبوا أنفسهم ليفروا من وجه العدالة ومن وجه القضاء الذي كان بين أيديهم في وقت ما، ويتصرفون به وفقاً لمصالحهم الخاصة وما تمليه عليهم مصالحهم. وعلى الجميع تحديد من وقف وراءهم لتكون المحكمة في منطقة ما من مناطق شمال وشرق سوريا انطلاقاً من كوباني وانتهاءً بالباغوز آخر معاقل المرتزقة؛ للوقوف على أفعال مرتزقة داعش في مناطق شهدت على أفعالهم”.

تهمهم واضحة لكل دول العالم

وأضاف الفرج: “قوات سوريا الديمقراطية قدمت حوالي 11 ألف شهيد لحماية المنطقة وحماية العالم أجمع من مرتزقة داعش، حيث قدمت المنطقة آلاف الشهداء وشهد العالم بأننا كنا نقاتل عنه بدفاعنا عن أنفسنا أولاً”.

وأشار إلى أن هناك مجموعة من التهم وهي معروفة يجب توجيهها لمرتزقة داعش التي تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء وهجروا الكثير من أبناء المنطقة ونهبوا أموال المنطقة وهناك الكثير ممن تضرروا منهم كما تضررت البلاد ودمر مدن بأكملها ومن أفظع هذه التهم زرع الفكر الظلامي الذي لا يزال بعض الأفراد يحملونه عبر خلاياهم النائمة التي قامت باغتيال الأبرياء أمثال اغتيال أحد عمال النظافة في مدينة الطبقة”.

يجب محاكمتهم لأن شعوب المنطقة تضررت منهم

وفي لقاء مع الناطق باسم صلح العشائر في منطقة الطبقة عبد الله المضحي الذي أكد: “إن الخلايا التي أوجدتها داعش أصبحت تعمل على جرائم القتل والاغتيالات في المنطقة، وقد تضررت شعوب المنطقة من تلك الخلايا، ونطالب دول العالم بعدم التأخر في تشكيل محاكم لمحاكمة مرتزقة داعش وأهمهم الأسرى الأجانب لدى قوات سوريا الديمقراطية الذين يشكلون خطراً على الأمن العالمي”.

وأشار المضحي إلى أنّ شعوب شمال وشرق سوريا عانت الكثير من مرتزقة داعش أثناء سيطرتهم على بعض المناطق من قتل وذبح وتهجير وبخاصة من قبل من ما يطلقون على أنفسهم “المهاجريين”، وتابع: “نحن كشعب سوري وأبناء العشائر العربية نطالب بمحاكمة عادلة لكل مرتزق دخل البلاد بشكل غير شرعي والذي تلطخت أيديهم بدماء أبناء المنطقة، وأن تكون هذه المحكمة في إحدى مدن شمال وشرق سوريا”.

وأضاف عبد الله المضحي: “دولة الاحتلال التركي كانت ضالعة في إدخال المرتزقة إلى مناطق شمال وشرق سوريا، ومنذ فترة تم تحرير الجيب الأخيرة الذي تسيطر عليه داعش في الباغوز، ونحن نطالب العشائر كافة من أبناء عمومتنا على مستوى المنطقة أن من يتستر على أي مرتزق من هؤلاء يعتبر عرفاً أنه مرتزق مثله وشريك في ضرب أمن المنطقة”.