جدار التقسيم أهم نتاجات اتفاق أردوغان – بوتين

تقرير/ صلاح إيبو –

مركز الأخبار ـ بقي الجانب الروسي في موقفه الرافض لإيجاد أي حل لمشكلة الشمال السوري التي بدأت الجماعات المتطرفة تنشط فيها بشكلٍ منظم بُعيد احتلالها من قبل الاحتلال التركي ولا سيما عفرين وإدلب، بل تعدى ذلك إلى بدء حكومة الاحتلال التركي بتشييد جدار سماه أبناء عفرين “جدار تقسيم سوريا” الذي يحاول به الاحتلال فصل عفرين عن الداخل السوري وربما يمتد هذا الجدار ليشمل كامل المناطق المحتلة من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته من الجماعات المتطرفة؛ ومن هذا المنطلق توجه الآلاف من أبناء عفرين المُهجرين قسراً في الشهباء، إلى النقطة العسكرية الروسية في قرية كشتعار برفقة وفد من مؤسسة عوائل الشهداء، الذين تم دعوتهم من قبل الطرف الروسي للمناقشة، وذلك بعد يومين فقط من تظاهرة مماثلة لذوي شهداء عفرين احتجاجاً على الدعم الروسي اللامتناهي لآلة الحرب التركية في سوريا بقرية الوحشية.

وتجمع الآلاف من أهالي عفرين من كبار في العمر وأطفال ونساء رغم الجو الماطر في الطريق الرئيسي الواصل بين بلدتي دير جمال وقرية كشتعار، وسط هتاف المحتجين بالشعارات المناهضة للاحتلال التركي، والداعية لخروجه من عفرين والشمال السوري والحفاظ على وحدة الشعب والتراب السوري، إضافة للتنديد بالاتفاق الروسي التركي عبر مقولة “لتسقط الاتفاقات التركية الروسية” وذلك أمام النقطة الروسية التي دخل الوفد المؤلف من أربعة أعضاء من مؤسسة عوائل الشهداء من بينهم والدة الشهيد علي “شاذية إبراهيم” عضوة مجلس العدالة الاجتماعية.

نقاشات في حلقة مفرغة والنتيجة استمرار المقاومة

ودارت النقاشات بين الوفد الممثل لعوائل شهداء عفرين والجانب الروسي المتمثل بضباط عسكريين داخل نقطة كشتعار الروسية، لمدة تزيد عن الساعة، وبعد خروجهم قالت شاذية إبراهيم لصحيفتنا أنهم ناقشوا الكثير من الأمور المتعلقة باحتلال عفرين وما يمارس فيه من قبل الاحتلال التركي مع الضباط الروسي.

وأكدت شاذية إبراهيم أن الضباط الروس اطلعوا على الرسائل الثلاث التي قدمها شعب عفرين للإدارة الروسية، لكن على ما يبدو أن الرسائل المتعاقبة لم تصل بعد إلى القيادة الروسية، لذا سيتم مناقشة ما حدث وما جرى من نقاشات مع الإدارة الروسية في سوريا، لكن لم يعقد أهالي عفرين آمالهم على الوعود الروسية التي تعتمد المماطلة الطويلة في السياسية حتى الملل.

وفي رد مواطن كردي عفرين على الجانب الروسي الذي تهرب من مسؤوليته تجاه وحدة الأراضي السورية، قال حنان شيخ دلي أنهم سيبقون على عهدهم مع شهدائهم حتى تحرير عفرين ولن يتركوا عفرين للأتراك طويلاً، ودعا شيخ دلي في العقد السابع من عمره روسيا لاحترام مبادئ الأخلاق والأعراف الدولية وإخراج الاحتلال التركي من سوريا التي يكرس فيها التقسيم اليوم.

شعب عفرين لن يرضى حلولاً في ظل الاحتلال

وتابعت والدة الشهيد علي “شاذية إبراهيم” حديثها لصحيفتنا بعد لقائهم الضباط الروس بالقول: “نحن أكدنا للضباط الروس أن هذا الشعب الذي انتظر لساعات في الخارج رغم المطر والجو البارد، لن يرضى حلولاً لا تحفظ لهم كرامتهم” في إشارة إلى أن هذا الشعب لن يعود إلى عفرين تحت حكم الاحتلال التركي، بل سيعتمد على قوته الذاتية في التحرير إن لم تفي الحكومة الروسية بوعودها في إخراج الاحتلال التركي، والحفاظ على وحدة التراب السوري، وأكدت الأم شاذية أن روسيا هي التي فتحت المجال الجوي السوري للطائرات التركية، من هنا يأتي أهمية الدور الروسي في ترسيخ تقسيم سوريا بعد إقدام المحتل التركي على ببناء جدار التقسيم ذاك.

ونوهت شاذية إلى أن الجانب الروسي قدم كعادته وعوداً بنقل الصورة كاملة للقيادة الروسية، وأنهم سيقومون بالرد على مطالب الأهالي في فترة لاحقة، وتُشير شاذية إلى أنهم كشعب لا يثقون كثيراً بوعود الدول ولا سيما روسيا، وأكدت: “إلا أن هذا النشاط الجماهيري هي خطوة مهمة لإبراز الطابع السلمي لنشاطاتنا. ولكن؛ إن لم تنجح هذه الفعاليات السلمية في الضغط على الرأي العام سيتم اتباع أساليب أخرى من قبل شعبنا”.

وفي الفترة والجيزة المنصرمة ازدادت العمليات العسكرية التي تستهدف الاحتلال التركي ومرتزقته من قبل قوات تحرير عفرين، وكانت آخرها قبل يومين من التظاهرة قتل فيها أكثر من ستة جنود أتراك وتدمير مقرات ودبابة في مريمين والمالكية.

“رسالتنا كانت وحدة سوريا أولاً”

 وقالت وفاء مصطفى زوجة الشهيد أبو إبراهيم على أنهنّ كزوجات وأمهات الشهداء حملن اليوم رسالة هامة للعالم والجانب الروسي، وهي رسالة “لا لتقسيم سوريا”، هذه الرسالة يمثل مطلباً لكافة السوريين، وتابعت: “من هنا نقول أن الحكومة الروسية إن لم تلتزم بمضمون الرسالة والمطالب المحقة التي يجتمع عليها السوريون كافة ألا وهي الحفاظ على وحدة التراب السوري وإخراج الاحتلال التركي، فهذا يعني أن روسيا لا تولي اهتماماً بمصير الشعب السوري، وبهذا لن يكون أمامناً خيار آخر غير المقاومة بكافة الأساليب”.

روسيا شريكة الاحتلال في نهب ثروات عفرين

عدنان شيخ محمد عضو إداري في مؤسسة عوائل الشهداء، قال لصحيفتنا: “إن الاتفاق التركي الروسي كان السبب الرئيسي لاحتلال عفرين، ومن هذا المنطلق نستطيع وصف الحكومة الروسية “بدولة داعمة للإرهاب” نظراً لأن تركيا هي دولة إرهاب عملت على نهب وسرقة آثار عفرين بتواطؤ روسي وكذلك تعمل على تشيد جدار التقسيم في سوريا بين عفرين والشهباء، كل هذه الإشارات تدل على أن روسيا لا تعمل لحماية مصالح الشعب السوري، بل على النقيض تماماً تهدف لتثبيت مصالحها في سوريا على حساب هذا الشعب فقط”.

المقاومة عهد علينا

ومن جهتها؛ وجهت صبحان حسين كوسا زوجة الشهيد عبدو نقداً لاذعاً للحكومة الروسية، وقالت: “نحن نصر على موقفنا الرافض للتفاهمات الروسية التركية التي يتم عبرها المتاجرة بالأرض والشعب السوري، وعفرين هي أرض سورية لن نتخلى عنها أبداً مهما كلفنا من جهد ودماء”.

وقال حسن علي بركو العضو الإداري في مؤسسة عوائل الشهداء أيضاً: “إن تاريخ الدولة الروسية حول القضية الكردية سيء ونحن لن نقيم آمالاً كثيرة على الدور الروسي الذي ساهم بشكلٍ كبير في احتلال عفرين من قبل الاحتلال التركي. لكن؛ هذه المبادرة من شعب عفرين سيكشف الوجه الحقيقي للدولة الروسية مجدداً للعالم أجمع، فإما أن تلتزم بعودها أو تسير في طريق المحتل التركي”.