أكاديمية “الشهيدة دورشين”.. ودورها في خلق شخصية حرة للمرأة المعلمة

تقرير/ ليكرين خاني –

روناهي / كركي لكي – اُفتتحت أكاديمية الشهيدة دورشين في مدينة الرميلان في الرابع من نيسان عام 2016م، حيث تتلقى فيه المرأة المعلمة من الشعبين العربي والكردي التدريب الفكري، بهدف توعيتها للتخلص من الذهنية الذكورية التي سيطرت عليها وكسر الحواجز والقيود التي فرضت عليها منذ آلاف السنين، ولتعريفها بذاتها وتاريخها.

للمرأة المعلمة الدور الكبير في المجتمع كونها  تحمل على عاتقها مهمة التربية والنهوض بالأجيال، لذلك كان لا بد تخصيص أكاديمية لها كي تتمكن من خلالها التخلص من العقبات التي كانت تواجهها ولتتعرف على ذاتها، وتخلق لغة تفاهم بينها وبين التلاميذ، لأنه بتدريب المرأة المعلمة فكرياً يتم تلقائياً تدريب جيل كامل بالشكل الصحيح، وفي هذا الإطار كان لصحيفتنا لقاء مع إدارة أكاديمية الشهيدة دورشين، وعدد من المنضمات إلى التدريب الفكري فيها.

تدريب المرأة المعلمة… كفيل لتوعية جيل بأكمله

في الأكاديمية تفتتح الدورات الفكرية للمعلمات وآخرها كانت دورة الشهيدة وارشين، وهي الدورة الـ21 منذ افتتاح الأكاديمية، حيث انضمت للتدريب 34 امرأة معلمة من كافة مناطق إقليم الجزيرة، وهي للمرأة المعلمة من الشعب الكردي، حيث كان الهدف من افتتاح الأكاديمية الخاصة للمرأة المعلمة هي معرفة المرأة ذاتها من خلال التدريب والتوعية حول تاريخها وما يجب أن تتعلمه، ولتأخذ منحى يليق بعظمة تاريخها، لأنه وعبر العصور تعرضت المرأة للعديد من أشكال العنف والتهميش ولا بد أن تستفيق، وأن تتعرف على تفاصيل تاريخها، هذا ما أكدته لنا الإدارية في أكاديمية الشهيدة دورشين هبون مراد، وأضافت بالقول: “هنا تتدرب المرأة المعلمة كي تتخذ من هذا التدريب درباً تسلك به طريق العلم والوصول إلى عقول الطلبة، لأنه من دون التدريب لا يمكنها أن تتفاعل مع السلك التعليمي بالشكل المطلوب، ولكي تدرك المرأة المعلمة والمتدربة هنا أن للتدريب دور كبير في تنمية المهارات”.

وبينت هبون بأن تقييم مردود الدورة الفكرية التي تتلقاها المتدربات؛ يتم من خلال تقييمهن لذواتهن  بمقارنة مدى التوعية والانفتاح الفكري ما قبل التدريب وبعده، والتطبيق العملي، لتحقق الدورة الفكرية أهدافها من خلال شخصية المرأة الحرة.

من خلال هذا التدريب بدأت رحلتي في صنع ذاتي دون قيود

كانت لدي رغبة للانضمام للتدريب الفكري للمرأة المعلمة، لاكتشاف ماهية دورها بالأخص على المرأة المعلمة، ومدى تأثيرها على شخصيتها، لهذا انضممت، وأنا الآن اكتشف بنفسي عوالم وآفاق في شخصيتي لم أكن لأتعرف عليها لولا هذا التدريب، هذا ما قالته لنا المتدربة المعلمة ياسمين موسى من مدينة الحسكة، وتابعت ياسمين بالقول: “تهمش دور المرأة منذ آلاف السنين، ورضخت تحت سيطرة الذهنية الذكورية السلطوية التي كانت السبب وراء ضياع شخصية المرأة وحصر مهامها داخل المنزل، لذلك على المرأة أن تبدأ بخلق الذات، وأن تكون بفكر حر، وألا تنتظر من أحد أن يحررها إن كانت هي مقيدة الفكر، لذلك التدريب الفكري هو حاجة ملحة لكل امرأة ولا سيما المرأة المعلمة، للاستفادة منها عن طريق تلقي الدروس الفكرية عن تاريخ المرأة والمجتمع الطبيعي، وعن الأسلوب والمخاطبة، من خلالها ستتمكن المرأة المعلمة من تقييم ذاتها وتطبيق مبادئ وأفكار جديدة في التعامل مع الطلاب”.

مُتحمسة لتطبيق الأفكار الجديدة في مسيرتي التعليمية

تمكنت من التفكير بطريقة لم يسبق لي التفكير بها، وأنا في مجتمع نفى دوري ولغى وجودي كامرأة، من هنا وبعد انضمامي أضحى هذا المكان مصدر إلهام لي كي أتنقل بين صفحات التاريخ التي مجّدت وقدّست المرأة، بهذه الكلمات عبّرت المتدربة المعلمة زينب سليمان من مدينة تربه سبيه عن فرحتها، وأكدت حاجتها لمثل هذا التدريب قائلةً: “لقد توضحت لي الرؤية، وتمكنت من تصفح تاريخ المرأة والتمعن بتفاصيلها، وأنا داخل أكاديمية الشهيدة دورشين، ففي الحقيقة المجتمع الذي نعيش فيه قيّدنا وحاصرنا ضمن قالب، واستغنى عن جهودنا التي تُبذل لبنائه بالشكل السليم، سعي المرأة الآن في المساهمة في بناء المجتمع إلى جنب الرجل كان من وعي داخلي لأهمية مشاركتها ضمن كافة المؤسسات التي تشكلت في روج آفا وشمال وشرق سوريا”.

واختتمت زينب حديثها بالقول: “انضمامي للتدريب ساهم بشكل كبير في زيادة الوعي لدي، وإدراك أهمية تدريب المرأة المعلمة فكرياً من خلال تعريفها بذاتها كي تتمكن من التطبيق العملي للدروس الفكرية التي تلقتها في المدارس، ليتماشى دور التدريب الفكري مع المسار التعليمي”.