إرادة المرأة تشق طريقها وسط كافة الصعوبات

تقرير / إيفا إبراهيم –

روناهي / قامشلو – منذ انطلاق ثورة روج آفا والشمال السوري، العديد من النساء اعتمدنَ على ذاتهن في العمل في مناطقنا، وبرز دورهن في العديد من مجالات العمل، ومنه العمل في المطاعم.

منذ انطلاق ثورة روج آفا والشمال السوري هنالك نساء خرجنَ للعمل لإثبات ذاتهن في خطوة مفادها بأنهن قادرات على الإبداع والعطاء، وهناك البعض منهن دفعتهن الظروف المادية الصعبة لمشاركة عوائلهن في تحمل الأعباء، فمنهن من فقدنَ معيل الأسرة فاضطررن للعمل، وأُجبِرنَ على تحمل مصاعب جمّة في سبيل العيش بحرية وكرامة، فها هي المرأة الكادحة توضع بصمتها أينما حلت، ولكل امرأة قصة خاصة بها.

قررت التحدي والمواجهة للاستمرار في عملها

حيث زارت صحيفتنا روناهي مطعم الأومري في شارع منير حبيب بقامشلو، وأجرينا عدة لقاءات مع النساء العاملات في المطعم، ومن بينهن امرأة تعمل في المطعم تدعى “أميرة العلي”، ذات العمر 32 سنة من مدينة حلب، متزوجة ولديها أربعة أطفال، تعمل في المطعم لمشاركة زوجها في إعالة أسرتها، حيث أشارت أميرة بأن الراتب الشهري لزوجها لا يكفي لسد حاجتهم، وبيّنت أميرة بأنها في البداية واجهت الكثير من الصعوبات في العمل، ولكنها قررت التحدي والمواجهة للاستمرار في عملها، فبعد انضمامها للعمل، هنالك العديد من النساء بدأنَ بالإقبال للعمل في نفس المطعم، بعد أن وجدنَ الحوافز المناسبة على الاستمرار حسب قولها.

وقد بيّنت لنا أميرة بأن المرأة أبرزت دورها في العديد من مجالات العمل، فأن اعتماد المرأة على ذاتها، وإعالة أسرتها اقتصادياً بجانب الرجل هي خطوة تبين بأنها قادرة أكثر على العطاء.

وفي السياق ذاته حدثتنا امرأة أخرى تعمل في المطعم نفسه، تدعى أميرة عمر، والتي تبلغ أربعين عاماً، ولديها ثلاث بنات وابن واحد أعمارهم تتراوح ما بين (7 – 15) عاماً، وزوجها متوفي بسبب أصابته بجلطة قلبية، وتعيش الآن برفقة أولادها ووالدتها الكبيرة في السن، وبعد أن فقدت معيل أسرتها اضطرت للعمل كون ظروفها المادية صعبة للغاية، وتعمل في المطعم بأجر يومي بمبلغ ثلاثة آلاف ل.س، ونوهت أميرة بأن هذا المبلغ غير كافي لسد احتياجاتهم.

كما أكدت أميرة في حديثها قائلةً: “إن البقاء في البيت أمرٌ سهل ومريح، ولكن التضحية الحقيقية هي أن تعيل أسرتك وتعيش بكرامة وحرية”.

المرأة تميّزت بأنها قوية كالجبل الراسخ

وأيضاً التقينا عاملة أخرى تُدعى ملكة عمر، متزوجة ولديها ستة شابات وشاب واحد، وزوجها كبير في السن ومصاب بمرض السكري، وتسكن في منزل للآجار، وذكرت ملكة بأن آجار المنزل كل شهر هو 10 آلاف ل.س، لذا فأن ملكة تقوم بالعمل من أجل تأمين تكاليف علاج زوجها، وآجار منزلها، ولتثبت بأن إرادة المرأة تشق طريقها وسط كافة الصعوبات، بالاعتماد على نفسها.

من كل هذه التضحيات التي تقدمها المرأة في سبيل العيش بحرية وكرامة ولمساعدة عوائلهن ندرك بأن للمرأة دور ريادي في مجالات الحياة كافةً، بما فيها المجال الاقتصادي، فرغم كل الظروف تثبت المرأة تميزها بأنها قوية كالجبل الراسخ، الذي قد تعتريه الرياح والعواصف من دون أن تسقطه أرضاً.