تظاهرة عارمة بمنبج رفضاً للتهديدات التركية

مركز الأخبار ـ خرج الآلاف من أهالي مدينة منبج يوم أمس في تظاهرة حاشدة تنديداً بالتهديدات التركية بالتوغل في أراضيها، وشارك في التظاهرة الآلاف من أهالي المنطقة كبيراً وصغيراً، وجهاء العشائر، أعضاء وإداريون في الإدارة المدنية الديمقراطية لمنبج وريفها والمؤسسات المدنية، بالإضافة إلى المؤسسات العسكرية، كما شارك إلى جانب أهالي منبج، المئات من أهالي مدينتي الطبقة والرقة في شمال سوريا، وحمل التظاهرة شعار «الإدارة المدنية الديمقراطية لمنبج وريفها الممثل الحقيقي لإرادة الشعب».
وانطلقت التظاهرة من أمام دوار البطة في المدخل الشرقي للمدينة، ورفع المتظاهرون خلالها يافطات دوّن عليها «أهالي منبج ترفض الاتفاق التركي – الأمريكي عليها»، «شبيبة منبج ترفض إعادة تاريخ الدولة العثمانية»، «نعم للمقاومة ضد الاحتلال التركي الغاشم»، «حتى أطفال منبج يرفضون القتلة والظالمين».
وجابت التظاهرة الشوارع الرئيسية متجهين صوب الساحة العامة وسط المدينة، وسط ترديد المتظاهرين الشعارات التي تندد بالاحتلال التركي وتطالبها بالخروج من الأراضي السورية، وجاءت هذه التظاهرة الرافضة من قبل أهالي منبج على خلفية التهديدات التركية في الآونة الأخيرة بالتوغل في مدينة منبج بالتنسيق مع القوات الأمريكية، لكن بحسب تقارير إعلامية نقلاً عن مسؤولين ضمن قوات التحالف الدولي في سوريا والعراق الثلاثاء بأن القوات التركية لم تدخل منبج ولن تدخلها أبداً.
وأكد نائب القائد العام لمجلس منبج العسكري ابراهيم البناوي أثناء التظاهرة، بأنهم لن يسمحوا للجيش التركي ومرتزقته أو غيرهم التدخل في شؤون منبج، ولن يبخلوا في التردد بضرب من يود زعزعة أمن واستقرار منبج، وأضاف: «نحن في مجلس منبج العسكري سنكون الردع الحصين لهذا البلد، ولن نسمح لتركيا أو غيرها بالتدخل في شؤون منبج».
وباسم عشائر منبج، تحدث ابراهيم شلاش وهو وجيه لأحد كبرى عشائر منبج، وقال: «نرفض أي تدخل تركي في شبر من الأراضي السورية، ولن نسمح بأي تدخل تركي بأي شكل من الأشكال في منبج وسنقف مع أبنائنا في مجلس منبج العسكري حتى آخر قطرة من دمنا».
كما ألقى باسم إدارة منطقة دير الزور، خلف الأسعد، كلمة عبر فيها عن استعدادهم في أي وقت للتصدي لأي عدوان يهدد وحدة شعوب المنطقة، ودرء أي خطر يهدد استقرار البلد، كما دعا أبناء المنطقة كافة في الوقوف جنباً إلى جنب والتصدي للأعداء. وباسم الإدارة المدنية الديمقراطية لمدينة الطبقة وريفها، تحدث الإداري حامد الفرج، وقال: «جئنا إلى بلد سيف الدولة والبحتري للوقوف معاً ضد الاحتلال، ومن هنا نؤكد بأن لا أردوغان أو غيره يستطيع النيل من صمود شعبنا»، كما ألقيت كلمة باسم عشائر الرقة، ألقاها الشيخ أمير الخابور، واستنكر التهديدات التركية على منبج وسائر المناطق في الشمال السوري، وتابع: «تركيا تحاول توطيد الفكر الإرهابي لتحقيق مكاسبهم، ونرى ما حصل في عفرين من تغيرات ديمغرافية لذلك يجب درء خطر الاحتلال العثماني. إن تهديد منبج هو دليل استمرار أردوغان بخططه الفاشية في المنطقة»، كما ألقيت كلمة باسم مجلس المرأة في منبج، ألقتها هناء شريف، ورفضت أي شكل من أشكال وجود الاحتلال التركي في منبج.
وتخلل الفعالية إلقاء أحد الشعراء من مدينة الرقة، إبراهيم الجدعان، أبيات من الشعر حول مقاومة أبناء المنطقة في وجه المرتزقة. واختتمت التظاهرة بترديد المحتشدين الهتافات التي تندد بالاحتلال التركي وتحيّ مقاتلي مجلس منبج العسكري.
يذكر أن مدينة منبج تحررت في الـ 15 من شهر آب عام 2016، من قبل مجلس منبج العسكري بمساندة وحدات حماية الشعب والمرأة والتحالف الدولي ضد داعش، وذلك بعد 73 يوماً من المعارك الضارية حتى تم تطهير كامل منطقة منبج من مرتزقة داعش.