سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

فوضى خلّاقة بعوامل مذهبيّة

نوري سعيد –
في لقاءٍ حصل أواسط السبعينات من القرن الماضي، ورداً على تهديد الملك فيصل للغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكيّة أنّه سيستخدم النفط سلاحاً قال كيسنجر(سنعيدكم إلى ما كنتم عليه قبل أكثر من ألف عام)، فهل ما يحدث بالمنطقة وبخاصةٍ في سورية، هو ما قصده كيسنجر بالفتنة المذهبيّة وتأجيج الصراع السنيّ-الشيعيّ، الذي تعود جذوره إلى اجتماع سقيفة بني ساعدة لتعيين خليفة الرسول بعد وفاته، وأدّى لاغتيال ثلاثة خلفاء راشدين، وتمحور الخلاف حول أحقيّة من يتولى الخلافة، فالبعضُ استند إلى حديث الثقلين وغدير خم ( غدير يقع بين المدينة ومكة ) بعد عودة الرسول من حجّة الوداع، وحديث الفرقة الوحيدة الناجية، واعتقد كلّ طرفٍ أنّه المقصود به، عدا تفاصيل أخرى، وبالتالي فهذا الصراع له مرتكزاته في النص والاختلاف في التأويل، وهو يحتمل الانفجار في أيّ ظرف، دون أن يسفر عن حلٍّ ناجزٍ.
بدأت خطة كيسنجر بانتصار ثورة آية الله الخمينيّ في إيران عام 1979م وبدت إرهاصات التغيير في المنطقة واضحة عبر محاولة تصدير الثورة ذات النهج الشيعيّ، وأدّى التناقض إلى اندلاع الحرب بين العراق وإيران عام 1980م واستمرّت ثماني سنوات، وقد وصف الصحفيّ المصريّ محمد حسنين هيكل الثورة الإيرانيّة بعد لقائه بالخميني (برمحٍ انطلق من القرن 16 واستقر في القرن 20)، تلك الحرب أكّدت حالة الانقسام الدوليّ ما قبل سقوط المعسكر الشيوعيّ.
بأخذ كلّ ذلك بالاعتبار، إضافة إلى عوامل تتصل بهيمنة الحداثة الرأسماليّة والتي تحوّلت إلى غول يأكل الأخضر قبل اليابس، نظراً لتكرار أزمتها البنيويّة بعكس ما كان يحدث سابقاً حيث كانت تحصل أزمة كلّ عدّة عقود مرّة وذلك بظهور دول جديدة على المسرح العالميّ تنافس بقوتها الاقتصاديّة دول الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكيّة مثل الصين واليابان والهند، لذا فإمّا أن تقوم هذه الدول بإبادة بعضها بعضاً أو تكريس ما أراده كيسنجر في إثارة المشاكل في المنطقة لتكون ضحية لتلك المنافسات من خلال نهب خيراتها والدليل ما صرّح به ترامب في بداية حملته الانتخابيّة أنّ السعوديّة بقرةٌ حلوبٌ سنحلبها حتى يجفَّ ضرعُها وبعدها سنطلب من غيرنا ذبحَها أو نقوم نحن بذبحها! وهذه المسألة لا تقتصر على السعودية والخليج بل على دول المنطقة كافة وبالأخص سورية التي أظهرت الاكتشافات الجيولوجيّة أنّ الساحل السوريّ واللبنانيّ يعومان على بحرٍ من الغاز والذي سينتظر أنّ يكونَ بديلاً عن النفط مستقبلاً. وبالنظر إلى أنّ دول الحداثة الرأسماليّة بغربها وشرقها لا تهمّها سوى مصالحها ولو كانت على حساب الآخرين، فسيكون من الصواب ربط ما يحدث بالمنطقة والتنافس المحموم على مصادر الطاقة، وإلا كيف نفسّر حالة الاضطراب الحاصلة والمستعصية على الحل! بخاصّة وأنّ سورية تجاور إسرائيل، ولا يمكننا إهمال التناقض العربيّ الإسرائيليّ والصراع المستمر في إطار القضية الفلسطينيّة، فكيف بها إذا أصبحت ذات قوة اقتصاديّة تمتلك على كميات ضخمة من الغاز، مع صعود روسيّ بارزٍ قوة عملاقة مقابل الولايات المتحدة ترفض انفرادها بالعالم.
في هذا التوقيت تمّ طرح فكرة الفوضى الخلّافة وإعادة ترسيم خرائط المنطقة واللعب بالورقة المذهبيّة والطائفيّة والإثنية وأداتها التنفيذيّة مرتزقة داعش والنصرة كي يتسنّى للحداثة الحفاظ على بقائها وديمومتها بدلاً من أن تفني ذاتها بذاتها من خلال التنافس. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا طالت الأزمة السوريّة قياساً مع غيرها من أزمات المنطقة؟ والجواب: لأنّ الشعب السوريّ شعب حضاريّ واعٍ لا يتقبّل الفكر المذهبيّ والطائفيّ والإثنيّ، ولديه لدرجة كبيرة عوامل المناعة، لكنه لم يستطع الصمودَ تماماً أمام عمليّة الاختراق الضخمة لمنظومته الفكريّة والتي سُخّرت لها إمكاناتُ دولٍ بالأموال والأفراد والإعلام، وكذلك كلّ عوامل التناقض والصراع الدينيّ المذهبيّ التي عبرت الحدود ولعب حكومة أنقرة دوراً خطيراً في تمريرها وتعزيزها، لتطبّق فكرة هنري كيسنجر في إثارة الصراع المذهبيّ وفكرة الفوضى الخلّاقة، وقد جُوبهت – ولا تزال – بصعوبة كبيرة بالتنفيذ في سورية حتى الآن بين أوساط الوطنيين السوريين، والدليلُ ما تشهدُه مناطق شمال سورية بالحفاظ على حالة التعايش السلميّ بين شعوبها وطرح المشروع التعدديّ الديمقراطيّ حلاً للأزمة، فتمّ اللجوء إلى وسائل أكثر عدائيّة لاستفزاز النعرات الطائفيّة والإثنيّة بتنفيذ عمليات التغيير الديمغرافيّ بالإكراه والاحتلال كما في عفرين ومنطقة الباب على مرأى الدولِ والمنظمات الأمميّة والإقليميّة.
أما موضوع المرجعيات الثلاث (جنيف- أستانا- سوتشي) فما هي إلا لذرِّ الرماد في العيون ولن يُكتب لها النجاح طالما تستثني طرفاً فعّالاً أثبت جدارته في محاربة الإرهاب كقوات سورية الديمقراطيّة، وتلك المرجعيات لا تهدف سوى إلى إطالة الأزمة، فيما يتمّ التعامي عن أعمال التخريب الإرهابيّ وتدمير بنية سورية التحتيّة. وبالنظر إلى مواقف الدول والأطراف الإقليميّة حتى الآن فلا آفاق قريبة تبدو للحل، بل مزيدٌ من العراقيل، وما هو مخطط لنا هو إضعاف سورية وتحطيمها وإركاعها لا قيامتها وازدهارها، الأمر الذي يدفعنا للقول بأنّ الأزمة السوريّة ستستمر لأمد أطول حتى تتفق تلك الدول المتآمرة على كيفية تقسيم الكعكة السوريّة فيما بينها، فيما يجب أن تستمرُّ مقاومة شعوبها وعدم تقبّلها ما يُخطط لها، وقد علّمتنا تجارب التاريخ أنّ النصر دائماً حليف الشعوب، وسنشهد تطبيقاً عمليّاً لهذه المقولة في واقعنا السوريّ وستأخذ الأزمة منحىً عكسيّاً، لأنّ إصرارَ كافة أطياف سورية ومكوّناتها في الشمال على التآخي والعيش المشترك وعدم الانجرار خلف الصراعات وبناء سورية ديمقراطيّة لامركزيّة علمانيّة تعدّدية يتمتع فيها الجميع بحقوقهم المشروعة، والحفاظ على وحدتها وسيادتها سيكون البلسمَ لإنقاذ وطننا ويمرُّ من خلال عقد مؤتمر وطنيّ شامل يُعقد على أرض سورية، هذا هو الأمل الأخير أما ماعدا ذلك فهو استمرار للأزمة وضياع الوطن وهذا ما تتم الدعوة إليه عبر مرتكزات المشروع الفيدراليّ من مجلس وقوات سورية الديمقراطيّة.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle