رغم أن قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب والمرأة عمودها الفقري، على وشك الإعلان رسمياً عن هزيمة مرتزقة داعش عسكرياً في سوريا، بمساعدة وإسناد من قوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا. مع ذلك نحن الكرد وطنيون لن نتخلى عن سوريّتنا، ولا نثق بوعود القوى الدولية؛ كون تلك الدول لا تهمها سوى مصالحها، وهنا لا فرق بين دولة وأخرى، فروسيا تعمل من أجل تحقيق مصالحها في المنطقة بالدرجة الأولى، ومع ذلك لا تتخلى عن حلفائها بسهولة، ويأتي التعاون العسكري بين قوات سوريا الديمقراطية وأمريكا في إطار التعاون في الحرب ضد الإرهاب الذي ابتلى به كل العالم وسوريا على وجه الخصوص. ولكننا؛ واثقون من أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لن يقبل مطلقاً عودة سوريا إلى ما كانت عليه من حكم مركزي قبل الحراك الشعبي الذي انطلق عام 2011، بل تطالب وتعمل على بناء سوريا ديمقراطية لا مركزية، تتمتع فيها المكونات كافة بحقوقها المشروعة دون تهميش لأي أحدٍ كان.
وإذا كان النظام قد صرّح قبل مدة بأن الحرب في سوريا ليست أهلية، بل حرباً على الإرهاب؛ فهذا يعني أن قوات سوريا الديمقراطية تحارب الإرهاب. وعليه؛ لا يجوز لأي طرف أن يتهم قوات سوريا الديمقراطية باللاوطنية والعمالة. وأيضاً؛ فإن مجلس سوريا الديمقراطية لم يعمل يوماً من أجل استلام السلطة كما تفعل الأطراف الأخرى، وبالأخص الائتلاف، بل اختار الخط الثالث الذي يهدف إلى بناء سوريا جديدة ينعم المواطنون جميعاً فيها بالحرية والعدالة والمساواة.
ولهذا؛ نقول انطلاقاً مما تقدم أن الحوار السوري – السوري الجاد بات ضرورة مُلّحة، بعد هزيمة داعش من أجل إيجاد حل للأزمة التي نعيشها منذ ثماني سنوات. والبدء بعملية الانتقال السياسي وإيجاد الحلول التي تُرضي جميع الأطراف وعدم إقصاء أي طرف من المشاركة في ذلك الحوار، والإسراع في تشكيل اللجنة الدستورية وأن يضمن الدستور حقوق كافة المكونات، وتكريس مبدأ المواطنة من دون تفريق سواءً عرقيّاً أو طائفياً أو مذهبياً. وتشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحية تمهد لانتخابات برلمانية ورئاسية حرة ونزيهة، وبإشراف دولي والعمل بمقولة عفا الله عما مضى؛ لأننا جميعاً ومن أخطأ بحق الوطن لا بد أن يقر بذلك، وأن نردد (تنذكر وما تنعاد) كلما تذكرنا السنين العِجاف التي مرت بها سوريا، هذا إذا كنا حقاً وطنيون وغيارى على وحدة وسيادة وطننا؛ لأن سوريا المستقبل بحاجة إلى جهود جميع أبنائها الشرفاء، ومن غير المسموح لأي أحد أن يبخل عليها بذلك. ولذلك؛ يجب أن نكون جميعاً مشاريع شهادة في سبيل عزة الوطن وشموخه.
فروسيا تعمل من أجل تحقيق مصالحها في المنطقة بالدرجة الأولى، ومع ذلك لا تتخلى عن حلفائها بسهولة، ويأتي التعاون العسكري بين قوات سوريا الديمقراطية وأمريكا في إطار التعاون في الحرب ضد الإرهاب الذي ابتلى به كل العالم وسوريا على وجه الخصوص. ولكننا؛ واثقون من أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لن يقبل مطلقاً عودة سوريا إلى ما كانت عليه من حكم مركزي قبل الحراك الشعبي الذي انطلق عام 2011، بل تطالب وتعمل على بناء سوريا ديمقراطية لا مركزية، تتمتع فيها المكونات كافة بحقوقها المشروعة دون تهميش لأي أحدٍ كان.
