إيلاء الأهمية لزراعة تل كوجر.. نهوضاً بالاقتصاد المجتمعي

تقرير/ غاندي إسكندر –

روناهي/ كركي لكي ـ نظراً لأهمية الإنتاج الزراعي بالنسبة لمعظم سكان إقليم الجزيرة؛ ارتأت هيئة الزراعة لِإيلاء القطاع الزراعي الاهتمام اللازم، ومنح التسهيلات كافة للفلاحين؛ وذلك من أجل النهوض بالواقع الزراعي في مختلف مناطق الإقليم.

وللاطلاع أكثر على أهمية الزراعة، والثروة الحيوانية انطلاقاً من كونها أحد أهم مصادر الغذاء، والدخل للإنسان، ومنذ فجر التاريخ، أعدت صحيفتنا “روناهي” بهذا الخصوص تقريراً عن واقع الزراعة والخدمات التي تُمنح للفلاحين، والمعوقات التي تعترض سبل التطور الزراعي في ناحية تل كوجر، كما في التقرير التالي:

تقديم الخدمات التي تساهم في تطوير الإنتاج الزراعي

وبهذا الصدد؛ أفادنا الإداري في لجنة الزراعة بتل كوجر شرقي المحيميد قائلاً: “نظراً للمساحة الجغرافية الزراعية الواسعة في تل كوجر، وبسبب بعد المسافة بين تل كوجر وكركي لكي، كان الفلاحون والمزارعون يلاقون صعوبة الوصول لكركي لكي لتسيير أمورهم ومتطلباتهم، حيث مكان تواجد مكتب الزراعة”.

وبين المحيميد بأن هيئة الزراعة في إقليم الجزيرة افتتحت لجنة للزراعة والثروة الحيوانية في تل كوجر بمنتصف العام المنصرم؛ الأمر الذي أدى إلى خلق جو من الراحة والطمأنينة لدى العاملين في الحقل الزراعي. وأشار إلى أن مائة وعشرة قرية تتبع لتل كوجر، منوهاً بأن لجنة الزراعة تقدم للفلاحين كافة الخدمات التي تقضي إلى تطوير الواقع الزراعي، وتساهم في زيادة الإنتاج ونوعيته.

وأكد شرقي المحيميد: “من أجل تطوير الزراعة المروية تم ترخيص أكثر من /800/ بئر إرتوازي من أصل /2500/ بئر، ونأمل في الفترة المقبلة أن يتعاون أصحاب بقية الآبار مع اللجنة وترخيص آبارهم؛ وذلك من أجل تقديم الدعم اللازم لأصحاب الآبار من بذار، محروقات، سماد، وكافة المستلزمات”.

دعم الفلاحين بأكثر من 1800 طن من البذار

ومن ناحية أخرى؛ أوضح المحيميد أنه، وبسبب تضرر موسم 2018، أو انعدامه، ولهذا السبب أجلت هيئة الزراعة الديون المستحقة للدفع إلى الشهر السابع من العام الحالي، ونوه إلى أن لجنة الزراعة تسعى قدر الإمكان إلى توفير كل ما يلزم الفلاح، وأضاف: “في الموسم الزراعي الحالي تم توزيع البذار على الفلاحين، وبموجب التراخيص الزراعية بلغت /1800/ طن من البذار، بالإضافة إلى تقديم سماد يوريا /46/ لكل مساحة مزروعة بمقدار /15/ كغ للدونم الواحد من الأراضي الزراعية البعلية، و/10/ كغ للأراضي المروية”.

إجراءات وقائية للقضاء على الآفات

وفي سياق الحديث عن جودة الموسم الحالي، والهطولات المطرية الغزيرة، واصفرار مساحات واسعة من المحاصيل الشتوية لهذا العام، والأمراض التي أصابت المحاصيل لفت المحيميد بقوله: “إن جميع الدلائل تشير إلى أن الموسم المقبل سيكون مميزاً”.

وبالنسبة للاصفرار المنتشر، أوضح المحيميد أنه تم القضاء على هذه الآفة، وذلك نتيجة عملية التسميد، وسبب هذه الظاهرة هو جغرافية تل كوجر المنخفضة بالنسبة إلى جغرافية أراضي إقليم الجزيرة، وبالتالي تتجمع المياه وتركد فيها فتزداد نسبة الرطوبة.

وبالنسبة للأمراض الأخرى، أردف المحيميد: “ظهرت في بعض الأراضي المزروعة بالشعير دودة “جعل الحبوب الشتوية”، ولكن قمنا ببعض الإجراءات الوقائية، وزودنا المزارعين بالإرشادات الوقائية الضرورية للقضاء على تلك الآفة”.

وأرسل المحيميد عبر صحيفتنا نداء إلى المزارعين بضرورة مراجعة لجنة الزراعة في حال اكتشافهم لأي آفة تهدد محاصيلهم لتقديم المشورة، والإجراء الوقائي اللازم.

تجهيز وحدتين إرشاديتين

وأكد المحيميد أنّ لجنة الزراعة جهزت وحدة إرشادية تخدم ثلاثين قرية في قلعة الهادي، وبصدد تجهيز، وتفعيل وحدة إرشادية أخرى في قرية الدردارة، بالإضافة إلى أنه يتم تسويق الإنتاج إلى مركز حبوب كركي لكي.

وتابع المحيميد فيما يتعلق بالثروة الحيوانية: “إن أكثر منطقة جغرافية غنى بالثروة الحيوانية هي تل كوجر، فهناك قطعان تُقدر بالآلاف من رؤوس الأغنام  في كل قرية، وللأسف الإمكانات الموجودة بين أيدينا ضئيلة لتقديم الدعم للمربين بالرغم من المحاولات التي نعتبرها خجولة فيما يتعلق بتقديم اللقاحات البيطرية، ومستلزمات الأعلاف”.

وفي ختام حديثه، شدد الإداري في لجنة الزراعة بتل كوجر شرقي المحيميد بضرورة مراجعة كل فلاح للجنة الزراعة؛ وذلك لترخيص أراضيهم الزراعية من أجل الاستفادة من الدعم الزراعي الذي ستقدمه اللجنة لهم، كما ناشد الجهات المعنية بافتتاح مركز لشراء الحبوب في تل كوجر لوضعه في خدمة المجتمع الفلاحي.