تقرير/ آزاد كردي –
روناهي/ منبج ـ أنشأ الروم أثناء تواجدهم في سوريا قديماً شبكة قنوات معقدة، سواءً للري، أو للتزويد، أو للتصريف، وتخترق هذه الشبكات مدينة منبج، وتتوزّع بشكلٍ منتظم، ويعود الفضل في ذلك؛ للمهندسين الرومان الذين أتقنوا صناعتها، وهي من القنوات الوحيدة المعقّدة في سوريا.
تتميز الآبار بالهندسة الرومانية
ويوجد في الشبكة مجمع مركزي للمياه؛ يوزع قنوات أساسية، تتسع وتضيق حسب جيولوجية الأرض، حيث تتشعب منها قنوات فرعية؛ لتزويد الأهالي بمياه الشرب.
ويستدل على هذه القنوات في منبج، أثناء قيام بعض الأهالي بعمليات الحفر، فيصادفوا القناة أثناء هذه العمليات، وتسمى محلياً “سرب” وقد لوحظ في سوق المدينة؛ قناة طويلة أثناء قيام البلدية بعملية الحفر؛ بقصد ترميم المجارير العامة.
كما أنه توجد قناة خارج سور المدينة، ولا تزال تجري فيها المياه، بالإضافة إلى عدة أسربة، ومنها “سرب شنكان، قناة تل الياسطي شمال المدينة، قناة الشيخ طباش جنوب المدينة، وعدة قنوات أخرى”، بالنسبة لقناة شنكان، تتفرع عند الشمال؛ وتتصل بقناة قرية بوزكييج حيث تتابع المياه سيرها؛ لتصب في نهر الساجور، ويستفيد الأهالي منها في الشرب، وري المزروعات؛ وذلك لوجود فتحات آبار يوريا محفورة في الصخر على عمق القناة.
والأقنية ليست السبيل الوحيد لتزويد الأهالي بالمياه؛ فيوجد العديد من الآبار المحفورة في كل بيت تقريباً، وتتميز الآبار بالهندسة الرومانية، فقد قام الرومان سابقاً عند إنشائهم للآبار؛ بتضييقه من الأعلى وتوسيعه من الأسفل.
وبحسب محاضرة ألقيت بتاريخ 5/4/1991 في المركز الثقافي بمدينة منبج ألقاها علي باشا أن هذه القنوات عُرِفت في بلد الروم الأصلي، ولم تُعرف في المشرق إلا في عهد سلوقس الأول؛ الذي أنشأ قناة لتزويد المناطق التي كانت خاضعة لسيطرته في تلك الفترة بمياه الشرب.