إِيزديو عفرين يستنكرون المؤامرة على القائد الذي أنقذهم من الإبادة

تقرير/ باهوز أحمد –

روناهي/ الشهباء- كشف إيزيديو عفرين عن سبب تمسكهم بفكر قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان، وسعيهم الحثيث في المشاركة بكافة الفعاليات المنددة بالمؤامرة الدولية التي طالته في 15 شباط عام 1999، مؤكدين أن الفضل في بقاء المجتمع الإيزيدي متماسكاً رغم المآسي التي مروا بها هو فلسفة وفكر القائد الذي ساهم في تنظيم الإيزديين ودعا للدفاع عنهم في كل مكان.

ومع الذكرى الحادية والعشرين للمؤامرة الدولية على قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان، وتحت شعار “عهدنا أن نحطم نظام إيمرالي وأن نعيش أحراراً مع القائد آبو”، تظاهر المئات من الإيزيديين من أهالي عفرين والشهباء لاستنكار المؤامرة، وذلك في قرية بابنس بمقاطعة الشهباء.

وانطلقت التظاهرة على طريق الواصل ما بين قريتي بابنس وتل شعير، بترديد الشعارات التي تحيي القائد عبد الله أوجلان، وجابت التظاهرة شوارع قرية بابنس، وصولاً إلى ساحة ملعب بابنس. وهناك وقوفوا دقيقة صمت، بعدها أدلى الشبيبة ببيان قُرِئ من قبل عضوة لجنة الشبيبة لاتحاد الإيزيديين أفين ماركو، وقالت فيه:

“إننا في لجنة الشبيبة لاتحاد الإيزيديين في عفرين وفي الوقت الذي نؤكد فيه أنه بفضل فكر القائد عبد الله أوجلان أنقذ الإيزيدين من الإبادة، ندين ونستنكر وبأشد العبارات العزلة المفروضة على قائدنا ونتضامن مع الرفيقة ليلى كوفن في إضرابها عن الطعام الذي اقترب من 100 يوم، ونعاهد الشهداء والقائد وكل الرفاق المضربين عن الطعام أن نستمر في فعالياتنا بمختلف النواحي حتى رفع العزلة عن القائد ونيله لحريته وتحرير عفرين والعودة إليها”.

فكر القائد كان الأساس في حماية الإيزيديين

وفي السياق أكدت سعاد حسو الرئيسة المشتركة لاتحاد الإيزيديين في عفرين لصحيفتنا أن “المؤامرة الدولية ضد القائد عبدالله أوجلان هي مؤامرة دولية لتقيد فكره وفلسفته التي نجحت رغم كل الضغوط في الانتشار وبعاث الحياة في المجتمع عامة، وبالتحديد المجتمع الإيزيدي الذي كان مهمشاً لكن مع ظهور فكر حركة التحرير الكردستانية والقائد أوجلان تغيرت الأحوال”.

وتؤكد سعاد أن القائد نتيجة قراءته الصحيحة للأحدث السياسية والتاريخية وجه الأنظار إلى أنه ثمة فرمان آخر “فرمان 73” ضد الكرد الإيزيديين قبل الهجوم الإرهابي لداعش على شنكال لذا دعا القائد لتنظيم صفوف الإيزيديين والدفاع عنهم، وتقول “لولا فلسفة القائد أوجلان وقوات الدفاع الشعبي لكانت شنكال دمرت بالكامل، واليوم تحت سقف هذه الفلسفة تغيرت الأحوال وبات المجتمع الإيزيدي منظماً أكثر من قبل، ويعتمد على ذاته في الدفاع عن حقوقه ووجوده، وهذا يعطي دافعاً للإيزيدين في كل مكان.

وتنوه سعاد إلى أن أفكار القائد أثرت على المجتمع الإيزيدي بشكلٍ خاص، وتتابع “نحن كشعب إيزيدي لم نكن نجرء على الاعتراف بالعلن بديانتنا، وفي ظل حكم البعض لم تكن ديانتنا مُعترف بها، بل كان أطفالنا مُجبرين في بعض الأحيان على حضور دروس تعلم الديانة الإسلامية في المدارس العامة، ولكن مع بروز فكر الأمة الديمقراطية وتشكيل الإدارة الذاتية الديمقراطية، بات الشعب الإيزيدي أكثر حرية، ومارس كافة طقوسه الدينية بشكلٍ حر، وتم افتتاح مراكز خاصة بالإيزديين في كل مكان يتواجد فيه الإيزديين، وكل هذا بفضل فلسفة القائد الذي يعتمد على احترام كافة الأديان والمعتقدات والتعايش السلمي والمشترك بينها في ظل نظام الأمة الديمقراطية”.

استهداف الإيزيديين يهدف لضرب تاريخ الكرد

هذا وتجمع العشرات من المتظاهرون على طريق الرئيسي ما بين قريتي بابنس وتل شعير بمنطقة الشهباء، رافعين أعلام اتحاد الإيزيديين، وصور قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان، والمناضلة ليلى كوفن، كما ورفع المشاركون لافتات كتب عليها “عهدنا أن نحطم نظام إيمرالي وأن نعيش أحراراً مع القائد آبو”.

كما قال عضو الشبيبة في اتحاد الإيزديين شكري عبدو عبدو من مدينة عامودا في إقليم الفرات، أن هذه المؤامرة التي استهدفت القائد هي مؤامرة تستهدف الشعب الكردي عامة وليس شخص القائد، لأن هذا القائد عمل على إنقاذ هذا الشعب وضخ الروح الوطنية في جسده المنهك نتيجة السياسية الاستعمارية ضد الشعب الكردي عامة والإيزيدي بشكلٍ خاص.

ويؤكد شكري أن الإيزيديين هم أساس القومية الكردية، لذا يتم استهدافها بشكلٍ خاص بهدف طمس الهوية الكردية بكافة رموزها الدينية والتاريخية، ويقول “الاحتلال التركي لا يختلف عن مرتزقة داعش فيما فعله بالمزارات المقدسة للإيزيديين، وتاريخ الكرد، لذا نستطيع القول أن استهداف الحضارة الإيزيدية كديانة يهدف لتدمير تاريخ الكرد ككل وحضارتهم الممتدة منذ آلاف السنين”.

ويجدر بالذكر أن المكون الإيزيدي في عفرين تعرض لجملة من الانتهاكات بعد الاحتلال التركي للمدينة والعبث بالمراقد والمقدسات الإيزيدية.