مؤتمر حزب الاتحاد الديمقراطي في الحسكة: بروح مقاومة ليلى كوفن سنناضل حتى تحرير القائد أوجلان

تقرير/ دلال جان –

بحضور الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي والمئات من أعضاء الحزب، وبمشاركة عدد غفير من الضيوف من ممثلين عن مؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية، وممثلين عن الأحزاب السياسية والمنظمات الإنسانية، وتحت شعار (بالإرادة والتصميم سنحرر عفرين ونبني سوريا لا مركزية ديمقراطية) عقد حزب الاتحاد الديمقراطي المؤتمر التنظيمي الأول في الناحية الشرقية بالحسكة، حيث بدأ افتتاح المؤتمر بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، وانتخاب الديوان المؤقت لانعقاد المؤتمر والمكون من خمسة أعضاء.

–سنجعل من سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية.

وافتُتِح برنامج المؤتمر بكلمة الحزب ألقتها الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي عائشة حسو حيث قالت: إن الخط الثالث الذي أثبت نفسه على أرض الواقع خط الديمقراطية المتمثل بمشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية، الذي كان بمثابة السد المنيع أمام الأطماع الاحتلالية للدولة التركية وروسيا وإيران والقوى الدولية، والتي كانت لها أجنداتها الخاصة في سوريا، ولكن المشروع الديمقراطي الذي تأسس خلال ثماني سنوات نستطيع القول بأنه قلب الأوراق جميعها. وتابعت عائشة حسو حديثها بالقول: هذا المشروع الذي لم يكن كالمعارضة التي انتهجت خط القبول بالاحتلال التركي، ولم يكن كالنظام الذي اختار الضرب بالحديد والنار، فالمشروع الديمقراطي الذي استطاع أن ينظم نفسه خلال الثماني سنوات المنصرمة تعرضت لهجمات من قبل الدولة التركية، التي أعلنت نفسها عدوة لهذا المشروع الديمقراطي، وتجلى ذلك في احتلالها للأراضي السورية في كل من إعزاز وجرابلس والباب ومن ثم عفرين، وهجومها على قوات سوريا الديمقراطية لضرب المشروع الديمقراطي. وكان من أطروحات هذه الأزمة مؤتمر جنيف وسوتشي الذي كان احتلال عفرين من إحدى أطروحاتها وإعطاء الضوء الأخضر لحكومة أردوغان باحتلال عفرين، وتركيا اليوم تمارس أفظع الانتهاكات داخل عفرين وتعمل على تغيير ديمغرافيتها، وجعل اللغة التركية اللغة الرسمية السائدة فيها، وما زالت التهديدات التركية مستمرة على شمال وشرق سوريا. كل ذلك من أجل أعادة أمجاد الدولة العثمانية الطورانية، فمشروع تركيا مشروع احتلال، ولكن مشروعنا الذي احتضن كافة الشرائح المجتمع بكافة مكوناته، هو المشروع الديمقراطي، ونؤكد بأننا سنجعل من سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية، والهوية السورية وثقافة المكونات ستكون هي الطاغية على هذا المشروع وهذا هو الحل الأمثل لسوريا الديمقراطية.

 وتابعت عائشة حسو الحديث بقولها: نحن الآن متواجدون في المحافل الدولية وبقوة وسنستمر في خط الدفاع المشروع الذي انتهجناه منذ اليوم الأول، وسندافع عن كافة الأراضي السورية، ونحن كشعوب شمال وشرق سوريا عاهدنا أنفسنا على تحرير كل شبر من الأراضي السورية المحتلة من قبل الدولة التركية.

وختمت حديثها قائلة: نتمنى للمؤتمر أن يخرج بمقترحات قيمة، ونتمنى من الرفاق أن يكونوا جديرين بالمهمة التي تقع على عاتقهم، هذه المهمة التي هي من نتاج دماء الشهداء ونضال سنين طويلة من النضال السياسي والاجتماعي، وهو طرح لمشروع سوريا والشرق الأوسط وكافة الشعوب المضطهدة في العالم.

–تمكنت المرأة من إيصال صوت الحرية إلى العالم.

وحول أهمية دور المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي تحدثت العضوة في حزب الاتحاد الديمقراطي جنكيمان شيخو فقالت: لقد احتلت المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي منذ تأسيسه إلى اليوم الحاضر مكانة مميزة ومشرفة، وأخذت على عاتقها قضية تحرير المرأة من كافة أشكال العنف والاضطهاد، وساهمت في مسيرتها النضالية في تعريف الدور الحقيقي للمرأة في التاريخ، وكان لنضالها دوراً بارزاً في نضح فكرة المساواة والمشاركة بين الجنسين في المجتمع. وأثبتت المرأة في الحزب جدارتها في المهام التي أُوكلت إليها وإلقاء الضوء على قضايا ومشاكل المرأة السورية، وتمكينها من الحصول على حقوقها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وقد كانت للمرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي حضور قوي وفعال ومؤثر في صنع القرارات، وتمكنت من إيصال صوت الحرية والديمقراطية إلى العالم.

وبهذه الكلمات أنهت جنكيمان شيخو حديثها: أن مشاركة المرأة في هذا المؤتمر يمثل المرأة السورية بجميع الأطياف والأديان والقوميات، وستكون صوت المرأة الحرة وسنسعى من أجل توسيع قاعدة المشاركة النسائية بشكل كبير، وتقديم مقترحات وتوصيات لمعالجة بعض القضايا التي تهم المرأة وتحل قضاياها المجتمعية.

–استطاعت المرأة الوصول لمواقع صنع القرار.

وفي ذات السياق تحدثت العضوة في حزب الاتحاد الديمقراطي بيريفان أحمد أسعد قائلة: في أغلب المجتمعات نجد أن المرأة حاضرة في ساحات النضال والمقاومة، ولكن نادراً ما نجد في هذه المجتمعات تولي المرأة مهام حزبية حساسة، وخاصة الرئاسة المشتركة أو رئيس للمكتب السياسي أو ناطقاً رسمياً باسم الحزب، مما يوحي لنا بأن عمل المرأة في هذه الأحزاب شكلي فقط ولا يغيّر شيئا في مسيرتها الحزبية نحو التقدم والتطور، إلا أن المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي فرضت نفسها على السياسية وانتهجت فكر القائد عبد الله أوجلان في مسيرتها النضالية. الذي أعطى للمرأة أهمية كبيرة من خلال فلسفته وفكره النير  وترأست الحزب وقادتها بكل ثقة وجدارة، واستطاعت التواصل مع المرأة السورية الكردية والعربية والسريانية والتركمانية، والنظر إلى قضية المرأة باعتبارها قضية كونية طُبِقت عليها جميع أشكال العنف والاضطهاد، ويجب القضاء على جميع أشكالها من خلال العمل والنضال، واستطاعت المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي في سنوات الثورة الثمانية من الوصول لمواقع صنع القرار وأثبتت تفوقها في كل المجالات، وتحملت المسؤولية إلى جانب الرجل بعد أن كانت مهمشة بحيث أنعكس ذلك سلباً على مهامها بحرية وديمقراطية في ظل الأنظمة البعثية الحاكمة، وفي ظل السيطرة الذكورية والأنظمة الرأسمالية وبحكم العادات والتقاليد البالية. وختمت حديثها بالقول: نتمنى من هذا المؤتمر النجاح والتطور، والعمل من أجل كرامة المرأة ونيل حريتها، والوصول بها إلى أرقى المستويات في جميع المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية، وأن تكون منبراً لجميع النساء السوريات في مسيرتهن النضالية، وبروح ليلى كوفن ورفاقها سنناضل حتى تحرير القائد عبد الله أوجلان وجميع المعتقلين في السجون التركية، وسيكون مؤتمرنا هذا بداية لتحرير عفرين وجميع الأراضي السورية من رجس الاحتلال التركي ومرتزقته.