ميراث ونهج جديد في أرض السلام!!!!

بيريفان خليل –

شهدنا على الملاحم البطولية التي حققتها أبناء المنطقة في الشمال والشرق السوري بسواعد أبطالها وجسارتهم في الوقوف في وجه كل معتد يرغب من النيل من مكتسبات المنطقة، التراب المقدس فيها رويَّ بدماء الشهداء لتكون شاهدة على التضحية والمقاومة التي أبدوها في سبيل الخلاص من الظلم والتعنيف والعدوان، كل بطل وبطلة استشهدا أثناء تأدية واجبهم أرّخا اسماً لهم في التاريخ لتحكي عنه الأجيال القادمة وتكون شهادتهم خير دليل على عظمة الملحمة التي حققتها.

الأمس كانت كوباني واليوم هي عفرين، الأمس كانت آرين ميركان واليوم أفيستا خابور، حدثان مهمان، ومقاومة تاريخية أحدثت تغييرات جذرية في السياسات التي اُتبِعت في المنطقة. كما تعملون المقاومة التي صارت بكوباني لازالت تحكى في سرها القصص والأشعار وتستمد منها البطولات والإرادة وبما أننا نستذكر اليوم الذكرى السنوية الرابعة من تحريرها من المرتزقة علينا ألا ننسى ما حققته المناضلة آرين ميركان عندما وجهت سهم المقاومة نحو النصر، واختارت طريق الشهادة في سبيل ذلك، لم تقف مكتوفة الأيدي جراء ما يحدث في بلدها الثاني كوباني، فاستجمعت ما تملك من قوى وقامت بعمليتها الفدائية وهذا المشهد كان كشعاع أضاء ملحمة تاريخ كوباني فأثبتت المرأة لم ولن تستسلم للعدو ووحدها من ستغير مجرى النصر.

واليوم عندما نشهد على مقاومة العصر، مقاومة عفرين ،نستذكر بعض التفاصيل من مقاومة كوباني ولعل أبطال مقاومة العصر استمدوا التجربة والخبرة من تجربة مقاومة كوباني، وفي مقدمة الإرادة الحرة، والتشبث بالأرض والدفاع عنها حتى الرمق الأخير.

أهالي أرض السلام تشبثوا بأغصان الزيتون واتخذوا من لونها الأخضر رمزاً حيّاً للسلام وكأنهم يرسلون رسالة وهي “أرض السلام ستبقى مسالمة وستعود كما كانت مقدسة بسواعد أبطالها”.

كما سارت آرين ميركان على نهج زيلان وبريتان سارت البطلة أفيستا خابور على النهج ذاته، لم ترض بالاستسلام والخنوع وكسرت باب التناقضات في مخيلتها وأبت أن تكون المرأة العبدة، فانضمت إلى وحدات حماية المرأة لتشارك في حماية منطقته وعند اشتداد المعركة بين المحتل التركي وأبناء بلدها سارعت أفيستا إلى السير بخطوات أكثر تسارعاً من المقاومة فكان لها أن تقوم بعملية فدائية كما فعلتها من قبلها الكثير من المناضلات، فصارت شعلة أخرى من مشاعل المقاومة في تاريخ المرأة.

صفحات تزينت بالكتابة عن أفستا خابور تلك العفرينية التي أبت الهروب من الواقع، ورفضت العيش في الذل، وتركت ملذات الحياة وسارت على ميراث أخواتها، ولتكون في حافلة الشهداء الذين أصبحوا مشاعل نور اهتدوا بها إلى طريق جميع المناضلين الذين يقاومون حتى الوقت الحاضر في سبيل الحرية والسلام للوطن الحر.

فلك التحية والإجلال والتقدير يا بطلة عفرين، وكما أبناء منطقتك ستظل شعلة المقاومة مضاءتاً في عفرين حتى تتحرر من المحتل التركي، ويعود أهلها إلى الديار ليلتمسوا من اخضرار الزيتون سلاماً ونعيماً كما في السابق.