احتلال من نوع آخر… لن نقبل بالمنطقة الآمنة تحت رعاية تركيا

تسعى دولة الاحتلال التركي إلى احتلال الأراضي السورية ولا سيما الشمال والشرق منها بالسبل كافة، فبعد أن باءت جميع محاولاتها بالفشل؛ تحاول اليوم أخذ موافقة الرأي العام العالمي بإنشاء منطقة آمنة في شمال وشرق سوريا وتوطين مرتزقتها فيها كما فعلت في عفرين.. إلا أن شعوب المنطقة ترفض مشروعها الاحتلالي هذا؛ مؤكدين أن لا أمان بوجود الاحتلال التركي مع ضرورة أمن حدودهم تحت الحماية الدولية…

مركز الأخبار ـ حول مساعي دولة الاحتلال التركي بإقامة منطقة آمنة في شمال وشرق سوريا؛ قال وجيه عشيرة الدمالخة في منبج عبد الرزاق إسماعيل: “بعض الدول الاقليمية والدولية تخطط لإقامة منطقة آمنة, وتكون هذه المنطقة تحت حماية تركية. ولكننا؛ نحن أهالي هذه المناطق نرفض فرض هذه المنطقة التي يدعون بأنها ستكون آمنة؛ لأن أبناءنا من حرروا هذه المناطق بدمائهم”.

وتساءل اسماعيل عن سبب إقامة المنطقة الآمنة طالما المنطقة تنعم بالأمان والاستقرار, وأشار بأن  كافة مناطهم المحررة في شمال وشرق سوريا آمنة ولا تحتاج إلى من يحميها, وأنها آمنة بمكوناتها وشعوبها, حيث قال: “نعيش بأمان واستقرار وأوضاعنا جيدة من النواحي كافة, وندعو الجميع بزيارة المنطقة والاطلاع عن قرب كيف تعيش شعوب المنطقة مع بعضها البعض وخاصة هنا في مدينة منبج”.

وعن الاتفاقيات الدولية في إنشاء منطقة آمنة برعاية تركيا, أشار عبد الرزاق اسماعيل إلى أن أي تدخل خارجي في الشؤون السورية أو أي تدخل عسكري أو فرض لأية إملاءات خارجية يعتبر خرقاً لسيادة الأرض السورية, ولا تعبر عن إرادة شعوب المنطقة.

وأكد أن دخول أي دولة الأراضي السورية دون إرادة شعبها هي دولة احتلال, قائلاً: “لا نقبل بالاحتلال لأراضينا من أي  جهة كانت سواء كانت تركية أو غيرها, أي تدخل عسكري في الأراضي السورية إن لم  يكن لمساعدة أبنائها للتخلص من الظلم هي بمثابة احتلال, نحن أبناء سوريا لا نقبل احتلالاً جديداً لأراضينا المحررة, لا نحتاج لأية قوة تمنحنا الأمان غير  أبناء سوريا, ونرفض أية منطقة تكون برعاية تركيا”.

وبين وجيه عشيرة الدمالخة في منبج عبد الرزاق اسماعيل في ختام حديثه أن القوات العسكرية والأمنية والإدارة المدنية الحالية في منبج هي من تمثل إرادة أبناء هذه المدينة, وأن من يدير المدينة والمنطقة هم من أبنائها منذ تحريرها من مرتزقة داعش, وأن هذه الأطراف هي المخولة في اتخاذ القرار الذي يخص المدينة بحدودها الإدارية.

وفي السياق ذاته؛ عبر عضو حزب سوريا المستقبل نهاد البوزي عن رفضه لإنشاء منطقة آمنة في الشمال السوري برعاية تركية، وأكد أنهم سيقبلون أمن حدودهم بشرط أن تكون برعاية المجتمع الدولي؛ وجاء ذلك خلال لقاء أجرته صحيفتنا “روناهي” مع عضو حزب سوريا المستقبل نهاد البوزي حيال موقفهم من إنشاء منطقة آمنة على أراضيهم بعمق 32 كم في الشمال السوري.

وأشار إلى أنّ الهدف الأساسي لدولة الاحتلال التركي هو ضرب نسيج أخوة الشعوب والنيل من إرادتهم، وتجزئة الأراضي السورية وإلحاقها بسلطنتها الدكتاتورية.

وأضاف: “أثناء حملة احتلال عفرين زعمت الدولة التركية أنها ستحرر الأهالي من الإرهاب وتأمين السلام والاستقرار لهم، مع إصرار أهالي عفرين في التمسك بأراضيهم. ولكن؛ الدولة التركية لم تسمح لهم في العيش بسلام، وأخرجتهم من منازلهم قسراً، وقامت بتغيير ديمغرافية عفرين، ومازالت تستمر في انتهاكاتها من نهب وسلب وعمليات الاغتيال والخطف والاعتداء بحق الأهالي، أمام مرأى العالم”.

 منوهاً في حديثه إلى أن الرأي العام والمجتمعات الدولية والمنظمات التي تطلق على نفسها منظمات حقوق الإنسان من خلال صمتهم حيال تلك الانتهاكات أثبتوا شراكتهم في المجازر التي تقوم بها دولة الاحتلال التركي بحق الشعب السوري.

معبراً عن استغرابه بالقول: “يسعون إلى إنشاء منطقة آمنة في المناطق الأكثر أماناً واستقراراً في سوريا، ومع ذلك يواصل العالم غض الطرف عن هذه الحقيقة”.

مختتماً حديثه بالقول: “تركيا مرة أخرى تسعى لإعادة سيناريو عفرين في الشمال السوري. ولكن؛ إرادة الشعوب الحرة لن تسمح لها بذلك”.