تركيا تُسوّق زيت عفرين المسروق إلى أوروبا بوثائق مزيفة

تحقيق/ صلاح إيبو –

ظهرت خلال الأيام القليلة الماضية أدلة على سرقة دولة الاحتلال التركي لمحصول الزيتون في عفرين عبر مرتزقتها؛ وذلك بعد قيام المجموعات المرتزقة في عفرين وبأوامر من الاحتلال التركي بالاستيلاء على غالبية كروم الزيتون العائدة لمهجري عفرين بحجج مختلفة، إضافة لفرض ضرائب خيالية على المعاصر والأهالي؛ ناهيك عن حالات السرقة العلنية من المواطنين وقطع الطرق.

وكانت هيئة الزراعة في عفرين قد حذرت في شهر تشرين الأول من العام المنصرم، أن الاحتلال التركي أصدر قرارات للمجالس المحلية التابعة لسلطات الاحتلال والفصائل المرتزقة بالاستيلاء على نسبة 85% من إنتاج الزيتون والزيت بمختلف الطرق، وقدرت هيئة الزراعة إنتاج عفرين من الزيتون الأخضر خلال هذا العام ما يزيد عن 210 ألف طن زيتون أخضر أي ما يعادل مليوني وثمنمئة صفيحة زيت زيتون صافي. وكانت هيئة الزراعة قد كشفت عن وجود معلومات مؤكدة عن عمليات سرقة ممنهجة تتورط فيها شركات أوروبية وجهات حكومية في تركيا، إضافة لمجموعات كبيرة من الفصائل المرتزقة في عفرين؛ وكل ذلك لنهب جهد المزارع العفريني الذي يعاني اليوم حالة إفقار ممنهجة لأغراض سياسية تهدف لتجويع السكان الأصليين ودفعهم للتهجير واستمرار مسلسل التغيير الديمغرافي.

هل يوافق الأوروبيون على تناول الزيت المسروق؟!

وفي السياق، اتهم نائب سويسري الحكومة التركية بسرقة زيت الزيتون من عفرين، ثم بيعه على أنه تركي المنشأ في دول الاتحاد الأوروبي، من بينها إسبانيا، بحسب ما نشرت صحيفة “ذا تلغراف” البريطانية.

وحذر بيرنهارد غوهل، المنتمي للحزب الديمقراطي المحافظ في سويسرا، الحكومة من استغلال زيت الزيتون، الذي “تنهبه” تركيا من عفرين لتبيعه في السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي، مدعية أنه منتج تركي. وأضاف: “إن أموال تلك المبيعات تستخدم في تمويل الميليشيات المسلحة التابعة لأنقرة”.

وقال غوهل: “يتم نهب بساتين الزيتون من قِبل القوات التركية والميليشيات الموالية لها في عفرين التي تحتلها تركيا”. وأضاف: “إن الزيتون الذي يسرقونه يتم بيعه إلى إسبانيا، ومن المتوقع أن تتواصل عمليات النهب والبيع لدول الاتحاد الأوروبي”.

وجاءت تحذيرات غوهل في سياق اقتراح مقدم إلى البرلمان الوطني في سويسرا، يسأل عن الإجراءات التي يجري اتخاذها للتحقيق في التجارة والإيرادات التي يمكن جنيها نتيجة لتلك الجرائم.

إلى ذلك، قال البرلماني السويسري: “ربما لا يهم إذا ما كانت الوجهة النهائية هي إسبانيا أو ألمانيا. ولكن؛ من المهم للغاية أن تفتح الدولة أو الدول المعنية تحقيقاً جنائياً في الموضوع لتحديد ما إذا كانت الشركات تتاجر في زيتون أو زيت زيتون مسروق”.

شركات إسبانية متورطة في تبييض الزيت المسروق

ووفقًا لموقع صحيفة Público الإسبانية، تستخدم الحكومة التركية عددًا من الشركات الوسيطة لتصدير زيت الزيتون الذي تم الاستيلاء عليه من عفرين التي احتلها الجيش التركي والفصائل المرتزقة لها في 18 آذار العام المنصرم. ونقلت الصحيفة عن مصادر في المنطقة أيضاً قولها: “إن زيت الزيتون السوري المنشأ يتم خلطه مع منتج تركي قبل تصديره وتوضع عليه ملصقات مزيفة”.

كما تضمن ملف “النهب التركي” لزيتون عفرين، بحسب صحيفة “بوبليكو”، بيانات تفيد أن كميات من محصول العام الماضي، تبلغ قيمتها حوالي 70 مليون يورو بيعت في سوق الجملة الإسبانية، وتم تخصيص نحو 17 مليون يورو لتسليح فصائل مرتزقة موالية لتركيا.

مرتزقة الاحتلال نهبت محصول أكثر من 8 مليون شجرة زيتون

هذا وعملت الفصائل المرتزقة لتركيا على فرض ضريبة تتراوح بين 10-20% من مجمل الإنتاج على الأهالي، ناهيك عن قيام تلك الفصائل بنهب بساتين كاملة قدرت أعدادها بحسب مصادر من عفرين بأكثر من 8 مليون شجرة زيتون، غالبيتها في ناحية شرا وبلبلة وراجوا ولا سيما القرى الحدودية التي منع الجيش التركي الأهالي من الاقتراب منها بحجج أمنية، ناهيك عن إقدام المرتزقة على قطع كروم زيتون بأكملها وبيع حطبها.

وتأكيداً لتورط السلطات السياسية والعسكرية التركي في عمليات السرقة، نقلت وسائل إعلام تركية تصريحاً لوزير الزراعة التركي بكير باكدميرلي، أكد فيه أن حكومته تخطط للحصول على زيت الزيتون الذي يتم إنتاجه في عفرين، لمنع وقوعه في أيدي القوات الكردية، علماً أن المنطقة برمتها تحت السيطرة التركية المباشرة ولا يسمح للتجار المحليين بالتجارة بالزيت إلا بموجب ترخصي من قبل المجالس المحلية التي تطلع المخابرات التركية على كل شيء.

وسعت صحيفة “ذا تليغراف” للحصول على تعقيب من قبل وزارة الزراعة الإسبانية حول تلك الأنباء. لكنها؛ لم تحصل على جواب بعد، فيما توالت تعليقات قراء الصحيفة، مؤكدين أن تلك الفضيحة ليست السابقة الأولى، وأن أنقرة تاجرت في النفط الذي نهبه داعش مِن قبل، وما خفي كان أعظم”.

معبر حمام مخصص لتصريف المسروقات

وقالت مصادر متعددة في عفرين بوقت سابق لصحيفتنا “روناهي” إن الفصائل المرتزقة تجبر الأهالي على بيع الزيت لهم بأثمان زهيدة تقدر بـ/8-11/ الف ليرة سورية فقط للصفيحة الواحدة التي تزن 16 كيلو غرام زيت زيتون بكر، في حين أن سعر الكيلو الغرام الواحد من الزيت السوري في أوروبا يناهز الخمس دولارات، وفي غالب الأحيان تلجئ الفصائل المتعددة لطلب فدية من المختطفين مقابل الإفراج عنهم مما يضطر الأهالي لبيع محصولهم بأسعار بخسة جداً، ناهيك عن الكميات التي تم الاستيلاء عليه بقوة السلاح والكروم التي تم جنيها من قبل المستوطنين في عفرين.

ويتوزع في مقاطعة عفرين 280 معصرة، وكانت سلطات الاحتلال التركي فرضت نسبة 8% كضريبة على أصحاب المعاصر، وهي ما تقدر بـ 225 ألف صفيحة زيت زيتون (3600 طن زيت) تم إيداعها لصالح المجالس المحلية التابعة لسلطات الاحتلال التركي.

لشرعنة سرقة الزيت وباقي المحاصيل من عفرين، عملت سلطات الاحتلال التركي على افتتاح معبر قرية حمام بناحية جندريسه نهاية العام المنصرم.