بمقاومتها أصبحت رمزاً بطولياً

بيريفان خليل –

من منا لم يسمع بمقاومة أهل عفرين والمقاومة التي أبدوها في سبيل حماية موطنهم المقدس من المحتل التركي. في أرض السلام؛ عفرين نشبت معركة حامية بين أهل السلام والديكتاتوريين الذين هاجموا عفرين وحولوّها من موطن السلام إلى موطن الدمار واتبعوا فيها سياسة تعسفية من تتريك للمنطقة وقتل واغتصاب وخطف وتمثيل بالجثث، وتغيير ديمغرافيتها وغيرها من السياسات المعادية للإنسانية.

أهالي عفرين قاموا مدى شهرين في وطنهم وحاولوا بشتى الوسائل رد العدوان والدفاع عنها لكن الأيادي التركية الوحشية طالت إنسانية أهالي عفرين حتى مارسوا بحقهم أشد أنواع التعذيب وهجروهم قسراً، فكم من طفل ومسن وشيخ وامرأة قتلت كونهم رفضوا الاستسلام للمتغطرس التركي.

في المقاومة البطولية التي وصلت صيتها إلى العالم أجمع برز دور المرأة العفرينية التي رفضت الذل وتشبثت بموطنها واستمرت  بنضالها وبمقاومتها لتتصدى العدوان التركي وتواجههم وتتحداها بإرادة حرة. العفرينية لم تستسلم البت فقد كانت تدعم أبنائها في الجبهات الأمامية وتساندهم وتشجعهم على طريق الحرية بالاستمرار بمقاومتهم وعدم التخلي عن مبادئهم وقيمهم الوطنية.

ليس هذا فحسب بل كانت تقاوم بنفسها فقط حملت السلاح ووقفت وجهاً لوحه أمام العدو دون أن ينتابها الخوف والرهبة من وحشيتهم، وقفت شامخة مرفوعة الرأس وهي تقول: “لن يستطيع أي ديكتاتور النيل منا؛ أبناء عفرين، فمقاومتنا كجذور أشجار الزيتون تشبثت برابها رافضة النزوح”.

سارت على هذا المنوال علماً أن الأيادي التركي الوحشية قتلت الكثيرات واغتصبت الأخريات وخطفت البعض منهم إلى أن مارست بحق أنثى عفرينية ما هو محرم وهو التمثيل بالجثث؛ التمثيل بجثة المناضلة بارين التي رفضت الخنوع للعدوان التركي خير مثال على مقاومة المرأة وإرادتها الحرة ومن جانب آخر كان دليل قاطع على أن الاحتلال التركي يمارس ما هو محرم في عفرين، فبسلاحها المحرم دولياً وبأساليبها المجردة من الإنسانية كانت تحارب المدنيين العزل الذين لا حول لهم ولا قوة سوى إرادتهم الصلبة.

والمثال الأعظم على مقاومة العفرينية هو الشهيدة أفيستا خابور التي سارت على طريق الحرية؛ طريق زيلان وآرين ميركان وبيريتان والكثيرات مثلهن، اللاتي عبّرن عن نهجهن الحر وقدراتهن كنساء أبين العيش في الذل والعبودية ورفضن الاستسلام فكانت عمليتهن الفدائية الجواب الأنسب لديكتاتورياتهم.

لم تكد العفرينينة عن مقامتها في عفرين فقط بل استمرت بها أثناء نزوحها إلى الشهباء، ففي المخيمات تناضل من أجل العودة إلى الديار فتزيد من وتيرة مقاومتها لتنادي بأعلى صوتها “عفرين ستكون لأهلها وسنعود إلى أرض الزيتون قريباً، ولن يستطيع أحد شجب شمس الحرية عن أنفسنا”.

وفي الذكرى السنوية الأولى للعدوان التركي على عفرين نرى إصرار المرأة العفرينية على تحقيق النصر وإفشال مخططات الاحتلال التركي والعودة إلى أراضي عفرين الطاهرة، لتبدأ الحياة هناك من جديد.