مواطنو الحسكة: شعوب شمال وشرق سوريا يداً واحدة ضد المحتلين الغزاة

تقرير / آلدار آمد – دلال جان –

روناهي / الحسكة -اعتصامات عديدة في المدن والمناطق في شمال وشرق سوريا، حيث عبّر المواطنين فيها عن استيائهم وغضبهم من الممارسات التركية وتهديداتها العدائية، وذلك بالإضراب عن الطعام، وبمشاركة كافة شعوب الحسكة في الإضراب.

بلغت التهديدات التركية أوجها على مناطق روج آفا وشمال وشرق سوريا الآمنة، مع اقتراب القضاء على مرتزقة داعش في جيبها الأخير في منطقة شرق الفرات، وخاصةً بعد تحرير منطقة هجين مما أدى بالدولة التركية إلى التهديدات المباشرة وتحرك جيوشها على طول الشمال السوري، وذلك من أجل تخفيف الضغط على المرتزقة التابعة لها، ومع التهديدات التركية لشمال وشرق سوريا، انطلقت الفعاليات الشعبية والجماهيرية للتنديد بهذه التهديدات للحكومة التركية ضد شعوب وشمال سوريا، وبهذا الصدد نظم مؤتمر ستار بالتنسيق مع حزب الاتحاد الديمقراطي، حملة للإضراب عن الطعام بمشاركة أكثر من مائتا وخمسون مضرباً من مختلف شعوب الحسكة، والتي استمرت على مدار يومين متتالين، مؤكدين خلال الإضراب تنديدهم بالممارسات اللاإنسانية بحق شعوب شمال وشرق سوريا، وتهديدات الدولة التركية المحتلة بحقهم، وعازمين على أنهم سيدافعوا عن أرضهم حتى أخر نقطة من دمهم.

ثورتنا أفشلت كل مخططاتهم

وقد بدأ الاعتصام بالوقوف بدقيقة صمت على أرواح الشهداء، ثم ألقت عضو منسقية مؤتمر ستار شيرين أوسو كلمة تحدثت فيها عن الأسباب والدوافع الأساسية للدولة التركية من وراء تلك التهديدات والاعتداءات، ونوهت قائلةً: “تسعى الدولة التركية بكل قوتها إلى إفشال المشروع الديمقراطي في الشمال السوري، والذي هو مشروع ديمقراطي قائم على أسس الحرية والمساواة بين كافة فئات وشرائح المجتمع في الشمال والشرق السوري”.

 وأوضحت شيرين بأن الدولة التركية كانت دائماً على المسار المضاد لثورة الحرية والكرامة في سوريا، ودعمت كل أصناف المرتزقة والقوى التكفيرية التي عاثت الفساد والدمار في كل مكان وصلوا إليه ودمروا البنية الاجتماعية والاقتصادية، والتي كانت تعمل وفق أجندات الدولة التركية من أجل السيطرة على المناطق السورية، ونهب ثرواتها وإعادة إحياء الدولة العثمانية وبث التفرقة بين شعوب المنطقة ونشر الفتنة فيما بينها.

وبينت شيرين بأن المجتمع والثورة في شمال وشرق سوريا تمكنت من إفشال كافة المخططات التركية، واستطاعت تحقيق إنجازات كبيرة على جميع الأصعدة، وخاصةً تشكيل الإدارة الذاتية الديمقراطية في مناطق الشمال السوري، الذي صان حقوق جميع الشعوب في المنطقة بفضل فكر الأمة الديمقراطية للقائد عبدالله أوجلان، الذي يفرض عليه الدولة التركية العزلة التامة وذلك لعزله عن الشعب والأمة بهدف الحد من انتشار أفكاره وفلسفته الداعية إلى حرية وتعايش جميع شعوب المنطقة مع بعضها البعض على أسس المساواة والعدالة. وأكدت شيرين بأن النضال والمقاومة في شرق وشمال سوريا لن تتوقف حتى تحقيق طموحات وآمال شعوب المنطقة في الحرية والديمقراطية.

وفي السياق ذاته التقت صحيفة روناهي بعدد من المشاركين في الاعتصام، والذين عبّروا عن الرفض والتنديد بالتهديدات التركية وإصرارهم على النضال والمقاومة حتى الرمق الأخير للحفاظ على مكتسبات شعوب شمال وشرق سوريا.

إرادة شعوبنا أقوى من مرتزقتكم

وبهذا الخصوص ذكر المواطن عبدالغني أوسو؛ بأن التهديدات التركية لشمال وشرق سوريا هي نتيجة الأمان والاستقرار الذي حققته قوات سوريا الديمقراطية الذي ينضوي تحت لوائه جميع فئات وشعوب الشمال السوري، والتي حققت انتصارات كبيرة على الإرهاب وأفشلت المؤامرات التركية ودسائسها في المنطقة، والتي كانت تحاول إذكاء النعرات القومية والطائفية بين شعوبها، وجر المنطقة إلى حرب أهلية بين شعوب شمال وشرق سوريا من أجل بسط سيطرتها على المنطقة ونشر الدمار والخراب في كل مكان.

وتابع أوسو بأن إرادة شعوب روج آفا والشمال والشرق السوري أقوى من كل التهديدات التركية، ونوه بالقول: “أدركت الحقيقة العثمانية والتركية التي تقوم على الفتنة والحرب خلق المؤامرات بغية اضطهاد الشعوب وإبادتها، فإذا كانت الدولة التركية تملك الأساطيل والجيوش الجرارة فإن شعوب الشمال السوري تملك من الإرادة والقوة القادرة على إلحاق الهزيمة بهم، وإن وحدة وتعاضد شعوب المنطقة ووقوفها في خندق واحد لمجابهة هذه التهديدات والاعتداءات كفيلة بردع كل من أردوغان وزمرته الفاشية، وسيكون شرق الفرات والشمال السوري مقبرةً للغزاة والمعتدين”.

نحن من سنقرر مصيرنا بتلاحمنا

كما بين المواطن فرحان داوود قائلاً: “منذ انطلاقة الثورة السورية تدخلت الدولة التركية في مسار هذه الثورة، حيث كانت لها أجنداتها الخاصة بها والتي كانت تسعى إلى احتلال أجزاء من سوريا وإلحاقها بالدولة التركية من أجل إعادة حلمها في الإمبراطورية العثمانية، وقد كانت تقوم بالدعم والمساندة المستمرة لمرتزقتها وعصاباتها ولا سيما داعش من أجل تنفيذ أجنداتها الخاصة، وعندما تمكن شعوب شمال وشرق سوريا من إلحاق الهزيمة بمرتزقتها وأعوانها كانت التدخل العسكري المباشر في المناطق السورية، حيث قامت باحتلال مناطق واسعة من الأراضي السورية وعفرين جزء منها، والهدف الأساسي من هذا الاحتلال هو القضاء على التجربة الديمقراطية في الشمال السوري والانتصارات الساحقة التي حققتها قوات سوريا الديمقراطية في معركتها ضد الإرهاب”.

وأضاف فرحان قائلاً: “نحن شعوب الشمال والشرق السوري الذين وحدنا الآمال والعيش المشترك على هذه الأرض، قررنا تقرير مصيرنا بأنفسنا وهذا ما جعل الدولة الفاشية في تركيا تكيل لنا كل هذه التهديدات والوعيد من أجل القضاء على آمال هذه الشعوب في الحرية والديمقراطية، ونعلن من هنا أننا لن نكون سوى دروعاً ومناضلين من أجل وحدة مجتمعنا وحماية المنجزات التي تحققت خلال ثورتنا، وسنكون صفاً واحداً من كافة الشعوب في وجه الأطماع التركية.

كُشِفت السياسة العثمانية ببثها للفتن والطائفية

وبخضم هذا الموضوع لفت المواطن عبدالله سرحان بأن العدوان التركي على الشمال السوري هدفه بالدرجة الأولى هو بث الفتنة بين الشعوب، وخاصةً بين العرب والكرد الذين عاشوا معاً على مدى آلاف السنين، دون نزاع أو خلاف، وكانت الدولة العثمانية ترتكب مجازر بحق شعوب المنطقة جميعها، حيث لم يسلم من شرهم أحد فكانت الإبادة الجماعية بحق الأرمن والمجازر الجماعية بحق الكرد والعرب، وأضاف: “أعواد مشانقهم لازالت في أذهاننا وفكرنا، وهي إنما تستهدف شعوب شمال وشرق سوريا برمتها، ولا تفرق بين أي شعب أو فئة، إنما هدفها الأساسي هو الاحتلال وبث التفرقة معتمدين على السياسة القديمة بإراقة دماء الأبرياء والعزل، فأننا في الشمال السوري على أتم الاستعداد للمشاركة في النضال والمقاومة ضد الاحتلال والاعتداءات التركية يداً واحدةً كرداً وعرباً وسرياناً؛ لأننا أدركنا أن الحياة المشتركة على أرضنا هي السبيل الوحيد لتحقيق الحرية والديمقراطية لجميع شعوب المنطقة، وسيفشل كل أحلام أردوغان على أرض شرق وشمال سوريا، والنصر سيكون حليفنا مهما كانت قوة جبروت الطغاة والمرتزقة”.