مقاومة ليلى كوفن

هيفيدار خالد –

لقائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان دور كبير في إبراز دور المرأة، وبشكلٍ خاص المرأة الكردية بدءاً من انخراطها في صفوف حركة حرية كردستان، وإيلاءها الأهمية الكاملة للعب دورها الريادي في المجتمع، وذلك من خلال بذل جهود ثمينة وقيّمة للمرأة؛ لتتمكن المرأة من تحقيق تطور عظيم في العديد من المجالات. ومازالت مسيرة المرأة مستمرة لتكون لائقة بالنضال والجهود الذي بذلها القائد أوجلان من أجلها، وليلى كوفن المرأة الكردية المعتقلة لدى الدولة التركية، خير مثال على ذلك.

ليلى كوفن التي تشغل منصب الرئيسة العامة لمؤتمر المجتمع والبرلمانية عن حزب الشعوب الديمقراطي في مدينة جولمرك بباكور كردستان، دخلت في إضراب عن الطعام منذ 7 تشرين الثاني الماضي، لرفع سياسة العزلة المفروضة على القائد عبدالله أوجلان. وأعلنت عن حملتها هذه في جلستها الرابعة والتي أدلت بإفادتها عبر نظام الصوت والصورة للمحكمة الجنائية العليا الـ 9 في ولاية آمد (ديار بكر).

وأعلنت ليلى كوفن في سجنها عن تضامنها مع قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان من خلالها إضرابها عن الطعام. والتحدي لسياسات حكومة العدالة والتنمية العدائية التي تستهدف الفكر والإرادة الحرة للمرأة. وقالت كوفن بأنها ستواصل حملتها حتى إنهاء قرار هيئة المحاكمة ورفع العزلة المشددة على القائد عبد الله أوجلان، وبأنها إذا لزم الأمر سوف تجعل من حملتها هذه “حملة إضراب عن الطعام حتى الموت”.

ليلى كوفن من خلال عمليتها هذه منحت الإرادة القوية للشعب ولجميع النساء ليس في الشرق الأوسط فحسب، بل امتدت صيت حملتها إلى العالم أيضاً لتصل إلى كولومبيا، لتساندها نساء كولومبيات في حملتها والإعلان عن تضامنهن معها، ويقلن: ليلى ليست لوحدها نحن شقيقاتها في المقاومة اليوم إلى جانبها بالشعار المعروف، والذي غالباً ما يردد باللغة الكردية جن جيانا آزادي (jin jiyane azadî)، ليلى كوفن تمثل المرأة المناضلة التي لا تقبل العبودية بل تواصل نضالها من أجل السلام حتى وهي في سجون الدولة الفاشية وتسعى من خلال حملتها هذه تصعيد النضال السلمي ونشر السلام والديمقراطية والأمان بين الجميع ورفع روح المقاومة والنضال في الجميع.

فهي اليوم تبدي إرادة قويّة لنشر السلام والعيش المشترك، فيما تسعى الدولة التركيّة للقيام بالعكس تماماً، تحاول كسر هذه الإرادة والنيل منها. لذا يجب على النساء وجميع أبناء الشعب دعم إرادة ليلى لتحقيق أهدافها في الحرية والحياة الكريمة، ورفع العزلة عن قائد الإنسانية الذي مازال يناضل من أجل إحلال السلام والديمقراطية في الشرق الأوسط والعالم أجمع.

ليلى كوفن اليوم حملت على عاتقها مهمة صعبة، إنها مهمة إنسانية، ليلى كوفن اليوم تقاوم في سجون الدولة التركية من أجل جميع النساء المعتقلات اللواتي يقبعن في السجون. فالتضامن مع ليلى يعني تصعيد النضال من أجل السلام والديمقراطية.