إدارة المرأة في الطبقة وريفها… معاً لإنهاء العنف بحق المرأة

روناهي/ الطبقة ـ أكدت الإدارية في إدارة المرأة في الطبقة وريفها زهرة الحماده بضرورة تكريس جهودهن ضمن فعاليات عدة، لمساندة النساء لبعضهن في مناهضة العنف بحقهن، وتوعية المجتمع للحؤول دون تكرار هذه الممارسات الشنيعة.

استنكرت الإدارية في إدارة المرأة في الطبقة وريفها الجرائم المرتكبة بحق النساء في شمال وشرق سوريا، وطالبت من العالم التحرك الفوري ضد هذه الجرائم الممنهجة، ووضع حداً للتمادي الذكوري في هذه الممارسات اللاإنسانية.

أسباب تعنيف المرأة

وفي السياق ذاته ذكرت زهرة الحماده، أسباب العنف ضد المرأة في المجتمع قائلةً: “تتعرض المرأة للعنف من قِبل الرجال وخاصةً الزوج، وفي بعض الأحيان الأب أو من قِبل محيطها الأسري بشكلٍ عام، ومن أسباب تعرض المرأة للعنف سيطرة الذهنية الذكورية لدى الرجال، والأثر السلبي للعادات والتقاليد السائدة في المجتمع، ومنها تلك التي تُجبِر الفتاة القاصر من الزواج من شخص لا يناسبها، أو ليس لديه القدرة على فهم المرأة في كثير من الأحيان، بالإضافة لعدم تحملها المسؤولية بسبب عمرها الصغير”.

ولفتت زهرة بأنه أيضاً من العادات السلبية في مجتمعنا حالات منع المرأة من العمل، وهو نتيجة المفهوم الخاطئ لمعنى الحرية لدى المجتمع، والفهم الخاطئ لدور المرأة البارز في المجتمع بدايةً من ذاتها، ونهايةً من المجتمع وأسرتها.

وتابعت زهرة بأنه من أبشع العادات السائدة في مجتمعنا الريفي بالأخص وفي المدينة أيضاً، هو فرض الرجل سلطته وأوامره على المرأة بحجة الشرف والناموس، وذلك بتقييد حريتها بشكلٍ كامل، ومنعها من العمل والدراسة والمطالبة بحقوقها.

حالات العنف ووسائله

وذكرت زهرة بعضاً من وسائل العنف المستخدمة بحق المرأة في المنطقة، وقالت: “بخصوص وسائل وحالات تعنيف المرأة، هناك وسائل كثيرة لتعنيف المرأة من أبسطها التعنيف اللفظي مثل الكلام الجارح، الذي يجرح كرامة المرأة وعفتها مما له تأثير سلبي كبير جداً على حياتها، ومن وسائل التعنيف التي يمكن أن تؤثر بشكلٍ مباشر على المرأة هو الضرب القاسي من قِبل الأب أو الأخ، ما يُصيب المرأة بالكثير من الأضرار قد يؤدي إلى التشويه لأحد أعضاء جسدها أو الكسر أو الشلل لها، مما يجعلها حبيسة الدار، بالإضافة لحرمانها من ممارسة حريتها الشخصية”.

وعن حالات العنف التي تتردد على مجلس المرأة في الطبقة نوهت زهرة بالقول: “تصل عدد حالات النساء المعنفات شهرياً إلى حوالي 30 حالة شهرياً، ومن أبرز هذه الحالات زواج القاصرات التي تُسبب مشكلة عائلية لا يمكن أن تصل فيها لحل مما يؤدي في أغلبها للطلاق. مثل زواج فتاة بعمر 13 أو 14 عاماً، متزوجة برجلٍ يبلغ من العمر 50 أو 60 عاماً”.

وأضافت زهرة بأنه من هذه الحالات أيضاً وقوع الفتاة ضحية حرمانها من الميراث، نتيجة تحكم أخيها بالعائلة وحرمانها من الميراث، بتهديدها بالضرب. ودائماً يكون الأب أو الابن متسلطين، ويتم أخذ حقها في الميراث بالتهديد المباشر أو غير المباشر، لأنهما المتحكمين بمصير هذه الفتاة.

عوائق تُعيق درب المرأة

وذكرت زهرة خلال اللقاء المعوقات والصعوبات التي تقف عائق في طريق المرأة لإيصال صوتها للمجتمع، حيث قالت: “أما بخصوص الصعوبات التي تعترض المرأة لإيصال وجهة نظرها للمحيط، والمطالبة بحريتها؛ هي عدم تقبل العقلية الذكورية المتسلطة لأفكارها، حيث تلقى صعوبة كبيرة في تقبل من حولها لمطالبتها بحقوقها، بالرغم من أنها تقوم بكل واجباتها تجاه المجتمع”.

وأشارت زهرة بأن للعنف بحق المرأة أثر سلبي على المجتمع ككل، وذكرت بعضها؛ أن خطورة إقصاء المرأة في الأسرة والمجتمع، هي التسبب بخلل ملحوظ في الأسرة والمجتمع، لأنه حينما تلقى المرأة إقصاءً أو نبذاً من مجتمعها، مع مرور الأيام سينقسم المجتمع على بعضه وتظهر تيارات فكرية سلبية مؤثرة على الحياة الطبيعية، ففي الأسرة يستخدم العنف بحق المرأة في حال ارتكبت خطأً ما أو طالبت بحريتها، حيث تُضرب المرأة وتُحرم من المال وتُهان، ما سيسبب لها عقد نفسية أو عاهات دائمة ويؤثر ذلك على كافة أفراد الأسرة، وقد لا يدافع عنها المجتمع لأن صوتها لا يصل إلى مجلس المرأة بسبب التهديد والتخويف المطبّق على الفتيات، وهنا يأتي دور مجلس المرأة بإعطاء ندوات ومحاضرات توعية في المنطقة لمناهضة العنف بحقها، وهناك حملات توعية للجنسين.

وأكدت زهرة بأنه يجب أن يكون الإنسان دائماً مناهضاً للعنف، ولا يجب أن يخصص له يوماً واحداً فقط، وليس فقط مناهضة العنف الجسدي بل العنف اللفظي والتحرش. ولفتت زهرة بأنه من مخططاتهن التشهير بمثل هذه الممارسات اللاأخلاقية للرأي العام والعالمي، وتنظيم محاضرات في المجالس المحلية وتوزيع منشورات بهذا الخصوص، والخروج بمسيرات تنديداً بالعنف ضد المرأة، وعرض مسرحيات وأفلام وثائقية وتوزيع لافتات وصور للنساء المعنفات، للتعريف بمعاناة النسوة في المجتمع المحيط بهم، والصراعات التي تستهدف النيل من تطورهن وتقدمهن في جميع المجالات.

واختتمت زهرة بأن آخر نشاطات إدارة المرأة في الطبقة وريفها، كان إصدار بيان للرأي العام العالمي بخصوص مناهضة العنف ضد المرأة.