الحوامل وشلل الأطفال

محمد صالح حسين

إنه من الحكمة نظرياً تجنب تلقيح الحوامل ضد الشلل، ولكن إذا قضت الضرورة إعطاء مناعة فورية يوصى بالشكل الفموي وليس العضلي المعطل .

والجدير بالذكر أنه تم تطوير لقاح جديد لشلل الأطفال معطل ومعزز  (Enhabcid )وهو لقاح عالي النقاوة ويعطي وقاية أفضل من ذلك القديم أي ما قبل التسعينات، وأوصت منظمة اليونيسيف بتحويل برنامج التحصين ضد شلل إلى جرعتين من المعطل المعزز متبوعتين بجرعتين فموي حي .

التقنية: إن اللقاحات كما هو معروف هي مواد بيولوجية حساسة للحرارة (وأحياناً للحرارة والضوء) وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن عدم تأمين سلسلة التبريد الجيد تؤلف مشكلة  تبرز خاصة في المناطق النائية والفقيرة حيث تستعمل ثلاجات تعتمد على الغاز أو الكيروسين أو البطاريات وهي كثيرة الأعطال مما قد يتلف اللقاحات، ولذلك تبذل الجهود لتحسين وسائل التبريد التي لا تعتمد على الكهرباء. ولا تقتصر الأخطاء التقنية على الدول الفقيرة والمناطق النائية، بل تتعداها إلى الدول الأخرى، غير أن نوعية الأخطاء تختلف، ففرط التبريد يتلف بعض اللقاحات (مثل الثلاثي والثنائي والكزاز ولقاح التهاب الكبد) والعلامات سهل تعريفها. ومع ذلك قد لا ينتبه لها ولا يتم التخلص من اللقاحات التالفة، وهذا من أسباب عدم تكوين المناعة المطلوبة عند الأطفال مع الأسف!! يصبح الأمر أكثر صعوبة بالنسبة للقاحات التي لا توجد دليل على تلفها مثل لقاح السل (BCG ) وهو أحد الأسباب التي تجعل نتائج الدراسات حول فعالية هذا اللقاح تتفاوت تفاوتاً كبيراً بين مختلف المناطق وعبر السنوات الطويلة التي شهدت تطبيقه. لذلك نرى اليونيسيف أنه من الضروري والملح تحديث الطرق التي تعلمنا ما إذا كان اللقاح قد فقد فعاليته، وهو أمر بدأ يتحقق بالنسبة لكثير من اللقاحات وخاصة الشديدة الحساسية مثل لقاح شلل الأطفال؛ وإلى أن يشمل ذلك جميع اللقاحات ويصبح في متناول جميع الدول؛ وتؤكد الجهات المشرفة على التحصين مثل مراكز السيطرة على الأمراض على ضرورة كون المانحين للقاحات مدربين على نحو جيد ويتبعون الأمان من تبريد وإتلاف، مع ملاحظة تاريخ وفعالية لكل لقاح قبل إعطائه، علاوة على درايتهم بالجرعة المناسبة لكل لقاح وطريقة الإعطاء، ومازال يحصل خطأ في طريق إعطاء اللقاحات الحديثة بالنسبة 15% من المختبرين أن لقاح التهاب الكبد يعطى روتينياً تحت الجلد و2،17  % قالو إن إعطائه في الفخذ الأمامي الوحشي أو العضلة الدالية خاطئ (ومعروف أن العكس صحيح وأن إعطائه في الآلية يقلل من فاعليته كثيراً .ومن التوصيات التقنية استعمال حقن لمرة واحدة كي لا ينتشر التهاب الكبد المصلي Bوالإيدز في الكثير من الدول وخاصة الأفريقية منها عبر محاقن التلقيح بين الأطفال كما ان استعمال قاتلات والعصيات الممرضة منصوح به لتنظيف مكان حقن اللقاح (مثل الكحول ) وبرغم أن سبب الخراطات القمعية مكان التلقيح مازال مجهولاً فإن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال توصي باستعمال الكحول لتجنب الخراجات الجرثومية والتي من أسبابها تلوث اللقاح أو استعمال تقنية غير عقيمة. من جهة أخرى يفضل تنظيف الجلد بالماء والصابون بالنسبة للقاح السل الذي يحقن في الأدمة لأن الكحول قد يتلف عصيات اللقاح.